مِنْ أَيْنَ جَــاءتْ هَـذهِ الفَـاتِنَـةْ
فأوْقَــدَتْ جَمْــرَاتِنــا السَّـــاكِنـةْ
مَـرَّت عَلَى صَحْــرَائِنــا مُـزْنَــةً
لكـلِّ أَنْـوَاعِ الشَّـــذا حَـاضِنَـــةْ
وَصَـيَّــرَتْ كُثْبَــانَنَـــا رَوْضَــــةً
زَاهِـيَــةً بالسُّــحُـبِ الهَـــاتِـنَـــةْ
أَزْهَـتْ خَرِيــفَ العُمْــرِ أطْيارُهَا
وحلَّـقَـتْ بيْ للسَـمَــا الثَّامِنَـــةْ
تَرَبَّعَـــتْ عَلَى نِـيَــــاطِ الهَـــــوَى
كَأَنَّــهَــا مِـنْ زَمَـــنٍ قَــاطِنَـــــةْ
فَحَـــوَّطَـتْ قَلْـبِـي بِأَلحَـــــانِهَــــا
وَاسْتَمْلَكَتْــهُ النَّغْـمَـــةُ الآمِنَـــــةْ
وَبَارَكَ الخَـــــافِـقُ إِسْـمًـــا لَـهَـا
أَسْـمَيـتها القَــانِـتَــةَ الصَّـائِنَــةْ
غِـــرِّيـــــدَةٌ لَيـــسَـتْ بِخَـطَّـــاءةٍ
لِسَـانُــها لَـمْ يَأتِ بالشَّـائِـنَـــــةْ
مِسْكاً يَضُوعُ الدَّرَبُ مِنْ خَطْوِهَا
وَتَـنْـحَــــنِي أَزْهَــــــارهُ الكَــامِنَةْ
حَسْنَــاءُ دونَ الغِيِــدِ أَعْطَـافـهَـا
صِيغَتْ بِكَـفِّ الفِتْنَــةِ الفَـاطِنَــةْ
تَسَـلَّطَـتْ على خُـطَى سِيــرَتـي
وَاسْـتَـمْلَكَتْـنِي غَيْــمَــةٌ دَاجِـنَــةْ
وَلَمْ تَخَفْ مِنْ عَــاصِفٍ مُوحِشٍ
وَاسْتَـلْطَفَـتْ حَيَـاتِيَ الشَّاجِنَـــةْ
ســرٌّ بِليِــــلٍ غَــــارِقٍ بالـــدُّجَـى
أَوْدَى بِأَضْلَاعِ الهَــوَى الوَاهِنَـةْ
لَو لَمْ تَكُـنْ في جَعْبَــتِـي رُؤُيَــةٌ
لَصَـارَتِ الــــــرُّوْحُ بِهَــا مَاحِنَـــةْ
زَنْـبَــقَــــةٌ رَغَـبْـــتُ فِـي قَــطْـفِـهَا
فَاقْـتَطَـفَـتْـنِـي رَغْبَــــةٌ طَـاحِـنَـــةْ
وَأَضْــرَمَــتْ نِيــــرَانُـهـا أَضْـلُـعـي
قَالَــــتْ تَنَـحَّـى إنَنَـي ضَـــامِـنَـــةْ
مِنْ أَيْنَ جَاءَتْ؟صاح بيْ هَاتِفٌ
هَـذَا الهَــــوَى لَـمْ يَأَتِ بِاللاعِـنَةْ
مِنْ حَيْـثُ لا يُدْرِيكَ يَغْزو وَمَــا
يُنْبِيـكَ عَنْ أَسْــــهُمِــهِ الطَّـاعِنَةْ
يا زَهْــــرَةً فَاحَـــتْ بِطِيـبِ النَّـقَـا
أَسْــعَــــدَ قَــلْـــبِيْ أنّكِ السَّـاجِـنَةْ