النسبية فى التمدّن
============
هل تظن أن الإنسان فى العصر الحديث متقدم ومتمدن؟
صحيح أن الإنسان يعيش في القرن الحادى والعشرين ويتنقل بالسيارة ويتحدث بالهاتف المحمول..إلخ ولكن هل يعنى ذلك أنه متقدمٌ متحضر . فما ظنك بمركبة يشق ضجيجها سكون الشارع فى كل لحظة موقظا إياك من نومك؟ هل تملك الحق فى أن تخرج وتوقف سائقها وتلعنه لقطع نومك؟ هل كان ذلك يحدث فى القرون الوسطى؟ وهل لك الحق فى مجرد التحدث ، ناهيك عن الزجر ، مع صبيةٍ يلعبون الكرة فى شارعك وتدقّ الكرة بشباكك بقوة موقظةً إياك من نومك؟ وهل بوسعك توبيخ قائد طائرةٍ مرت فوق بيتك وصحوت مذعورا بأزيزها؟..وهل كان كل ذلك سيحدث لك لو عشت فى القرون الوسطى؟ ما لنا نسمى القلق والتوتر والشقاء تقدما وتطورا ونسخر ممن كانوا ينامون قريرى العين ملء جفونهم فى القرون التي سبقتنا؟ إن من سبقونا كانوا يعيشون المائة عام بكل بساطة بل إن من عاشوا فى القرون الأولى كانت أعمارهم تصل إلى القرون ! هل كانوا سيعمروا فى هذه الحياة لو أنهم عاشوا فى مثل ما نعيش من ضجيج وضوضاء وصخب وهرج ومرج لا نملك له دفعا؟ من سبقونا ركبوا الحمير والبغال والإبل ولا يهم أن كانوا يصلون إلى غاياتهم بعد أيامٍ أو شهور إذ يكفى أنهم كانوا يستنشقون هواءً نقيا خاليا من الكربون ويستمتعون بطبيعة عذراء ساحرة .
هذا بحث طويل جدا، ويحتاج وقفات مطولة لتحديد معنى التمدن الحقيقي...
أكان بحداثة وسائل الحياة اليومية؟ أم بتطوير سبل التعامل مع هذه الوسائل!؟
دمتم بخير
**************************************
الحياة العصرية بوسائلها اليومية يا ألبير صارت ضاغطة على أعصاب الناس وصارت على حساب صحتهم وأعمارهم . بدليل أن متوسط عمر الإنسان الحاضر صار ستين عاما بعد أن كان أكثر من مائة عام !!
فعلا أيها القدير
ونرى القدماء على بساطة حياتهم وقلة إمكانياتهم
أغنياء بإنتاجاتهم واختراعاتهم ومؤلفاتهم التي ما زلنا ننتفع بها حتى يومنا هذا
لكن ما نفعل وقد اختير لنا أن نكون من هذا الزمن؟
فعلا أيها القدير
ونرى القدماء على بساطة حياتهم وقلة إمكانياتهم
أغنياء بإنتاجاتهم واختراعاتهم ومؤلفاتهم التي ما زلنا ننتفع بها حتى يومنا هذا
لكن ما نفعل وقد اختير لنا أن نكون من هذا الزمن؟
*************************
من سبقونا استمتعوا بالحياة الطبيعية الجميلة وحتى معاناتهم في شظف العيش كان نوعا من الجهاد الممتع . دام قلم شاعرتنا
أتفق معي أخي سر الختم الميرغني ..ولكن نحتاج لبحث معمق في معنى الحداثة والمدنية
والفوارق بين الأزمان والأمكنة ..ونبحر في السلب والإيجاب منها والعوامل الموضوعية
المؤثرة في كليهما
إن اسعفنا النت اللعين !!لنا عودة لهذا المقال الرائع
محبتي وتحياتي وفائق تقديري
[QUOTE=قصي المحمود;453722]أتفق معي أخي سر الختم الميرغني ..ولكن نحتاج لبحث معمق في معنى الحداثة والمدنية
والفوارق بين الأزمان والأمكنة ..ونبحر في السلب والإيجاب منها والعوامل الموضوعية
المؤثرة في كليهما
إن اسعفنا النت اللعين !!لنا عودة لهذا المقال الرائع
محبتي وتحياتي وفائق تقديري
*************************************
تحية وتقدير للأستاذ قصىّ : إن جئت للدقة فأنا قصدت الراحة النفسية أو راحة البال ، كما يقولون ، فى الإنسان المتمدن: هل هو من يعيش فى مدينة حديثة مليئة بالعمارات الشاهقة ولكن وسط ضجيجٍ كبير وضوضاء وصخب أم من عاشوا فى الماضى قبل ظهور النفط وأصوات المحركات المزعجة ووسط دخاخين الكربون المنبعث من عوادم المركبات ومحركات الديزل...إلخ إلخ؟ وهل لذلك كله علاقة بطول أعمار الناس فى الماضى وقصرها فى الحاضر؟
سعيد بمشاركة أ. قصى الذى يعطى مثل هذه الأحاديث قوة دافعة من خبراته وثقافته .