لم يكنْ الحلم بعيدًا
شامخًا يمشي وتعلوه النضارةْ
خوذةُ المجــدِ وهالات الحضارةْ
حَضَنَتْ كفّاه أيدي الأزمنةْ
شَهَقَتْ عيناهُ صوب الأمكنـةْ
ثغره الظامىء قد ذاب اشتيــاقًا
لجبيـن الفاتنــةْ
إذ همى الدمعُ ثقيـلًا من حـِداق ٍ واهنـةْ
حينما داس الذباب الأزرق الموبوء طهر المئذنةْ
واستباح الرجسُ دفـئـًا من عصورٍ غابرةْ
وسبى عشقًـا أصيلًا وجذورًا عامرةْ
واستوى زهوًا يباهي بارتكابِ المجزرةْ
****
كـَبـَرَ الجرحُ وزادته مِحـَنْ
لوثةٌ ترضع من ثدي الدجـنْ
****
الدمُ المغليّ لـــبّى ما يناديه الشـــــــروق
ركَبَ الموتَ جوادًا
وارتدى قبعةَ النصرِ
وتيجانَ البــــــــــروقْ
شَهَقَتْ كلّ العيون الشاخـصــــــــــــــــهْ
رسمت في المقلِ المضناة شكل الاغتصابْ
واذا الفارس يأتي
حاملًا مجدًا وقنديلًا وبــــــــــــــــابْ
فتحَ القلبَ منارًا واستوى فوق الصعابْ
حاصدًا دغل الـــــــــــــــــــــــدُجنْ
حينما جاء حريقًا
اصبحت كلّ المفازات طريـــــــــــقا
سار لم ترعبه نـــــار
حطم الاسطورةَ الرعناءْ,
أرْدى الشـــــــرَّ في سيفِ النـــــــهارْ
كان صوتُ الريحِ موسيقى لهُ
خثّرت شمسُ الأغاني جرحه
قبّلَ الرملَ ، انحنت بيض الزهور
وسيوفٌ حملت سرّ النقاءْ
كبّرتْ كلّ المآذنْ
ردد النورسُ ترتيل الكنائسْ
فاذا النخلة تزهو كعروس بابليهْ
فاعلاتن وجوازاتها