ونعم بالله حبيب قلوب الصادقين
هي ابتلاءات لا بد لنا منها.. ليمحّص الله بها الشاكرين ويمحق الكافرين
وهكذا هي أشذاء الإيمان تفيض سكينة على مساحات القلوب
أمّي الأغلى
يحقّ للشعر أن يشهق شهقة الرضا بين يديك
.
.
لا تُفَكِّر
؛
لا تُفَكِّر
أجمل افتتاحية برأيي ما هو أقرب للعقل كتركيب متداول يعتبر مفتاح للدخول إلى عالم القصيدة
وهذا النفي الاستنكاري يجهز القارئ أنه سيقرأ مسلمات غير قابلة للنقاش
لَو رَأَيْتَ الْمَوْج يَعْلُو
فَشِرَاعي يَسْتَطيعْ
أول مسلمة : لا مستحيل مهما ظننت العكس , اختيار التحدي في بحر ٍ وأمواجه العاتية أقوى تشبيه
فلا مجال مع شراع إلا أن يكون متينا ً تقاربه الإرادة الصلبة مع توفيق الله سبحانه
قال تعالى :وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ ﴿٦٧ الإسراء﴾
مَنْ تُكَافِح وَتُكَابِدْ
وَتَمُدُّ الْيَد دَومَاً لِتُسَاعِدْ
لا تَضَيع!
ثاني مسلمة: فعل النفس الصابرة المثابرة والتي لا تفتأ تمد يد المساعدة أكيد لن يضيعها الله
كما في الحديث الشريف:"وَاَللَّهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ"
؛
لا تُفَكِّر
قد قضيت العُمر في حبٍّ وطاعة
رَغْمَ مَا فِيهَ مِنَ القهرِ وأَلْوَانِ الْبَشَاعَةْ
أَصْبَحَ الْإيمَانُ عنَّدِي دَرْسَ يَوْمِي
عندَمَا غَابَ الْجَمِيع
ثالث مسلمة : رغم صنوف الابتلاء إالتجأت إلى حرزها الحصين ومداومة طرق هذا الباب من الإيمان
الخالص والاستقامة
قال تعالى( إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ)
؛
لا تُفَكِّر
رَغْمَ صَوْتِ الرَّعْدِ أَوْ عَصْفِ الرِّيَاح
وَزَمَانٍ كلُّ شَيْءٍ صَارَ فِيهِ مُسْتَبَاح
وَعِنَاد الصَّبْرِ عندِي فِي اِزْدِيَادْ
سَالِكَا دَرْبَ الْحِيَادْ
واحتباساتِ الأنين
وحِسَابَاتِ السِّنين
بَاقِيَاً سورِي الْمَنِيع
تعود باصرار على الصبر في عناد مهما طرق الباب طارق يحيدها عنه إن كان قضاءً من الله فهي إلى الصبر أقرب
أو من عدوات الزمان وبفعل الإنسان ومهما اشتدت كانت أشد
؛
لا تُفَكِّر
أَنَّنِي اُشْكو اِنْتِكَاسَاتِي وَضَيِّقِي
وَهي تَسْرِي فِي عُرُوقِي
عنْدَمَا الهَم غَزَانِي
وَتَمَادَى فِي طَرِيقِي
وَمَوَاعِيد شُرُوقِي
وَحَياتِي لَمْ يَعُدْ فِيهَا رَبِيع
اِلْتَجِئ لله دَوْماً
وهْو لِي خَيْرُ شَفِيع
رابع مسلمة : لا شكوى إلاّ لله عز وجل من تقلبات الزمن والحزن والهم وفقدان البهجة
وهي تسلّم إليه أمورها وبثّها وحزنها وهو" نعم المولى ونعم النصير"
؛
لا تُفَكِّر
رَغْمَ تَغْيِيرِ الْمَكَانْ
وَاِنْتِشَارِ الشَّيْبِ مَا قَبْلِ الآوانْ
واختلاجات دروبي
وشُحوبي
عندما جارَ الزمان
ثقتي عندي برَبِّي
هو قُربي
غافر ٌدَوماً لذنبي
وأنا العَبدُ المُطيع
خامس مسلمة : حسن التوكل على الله
والثقة النابعة من إيمان لا يعروه شك مهما كانت الاحوال وفي القوة والضعف
قال تعالى "وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ"
؛
30\10\2020
عواطف عبداللطيف
قصيدة من قلب مؤمن لا يتأثر بالمتغيرات رغم كل الابتلاءات
جاءت المسلّمات كما يحبها الله ورسوله
التراكيب :جمعت مفردات البلاء والابتلاء ,وقابلتها العزيمة الصلبه والصبر والتوكل على الله وحسن الظن به سبحانه
الصور بديعية غارقة في الوصف والتشابيه متينة عالية الدقة خدمت أفكار القصيدة
والوزن صحيح بتفعيلة (فاعلاتن) وهي من أصعب النظم أجادت فيها وطوّعتها
أمنا الغالية
لا نفيك ِ حقك مهما فعلنا
للشعر أهدافه السامية ولا نراك إلا فيها خلقا ً وسموا ً وعلما ً وعملا ً
خلجات من روح مؤمنة بالقضاء والقدر وما جبلت عليه من حب وعطاء نمقته تجارب الحياة
نص ثري عميق في معناه .. تحية تليق الشاعرة عواطف عبد اللطيف.
ودمت في رعاية الله وحفظه.
التوقيع
لا يكفي أن تكون في النور لكي ترى بل ينبغي أن يكون في النور ما تراه