آخر 10 مشاركات
الزحاف الجاري مجرى العلة في القصيدة (الكاتـب : - )           »          اللَّهمَّ صلِّ على سَيِّدِنا محمد (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          سجل دخولك بنطق الشهادتين (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          دمـوعٌ خـرســــــــــاء .. !!!!! (الكاتـب : - )           »          محبك في ضيق..وعفوك اوسع ... (الكاتـب : - )           »          الزحاف المركب ( المزدوج) في العروض (الكاتـب : - )           »          الزحاف المفرد في العروض (الكاتـب : - )           »          أسماء القافية باعتبار حركات ما بين ساكنيها (الكاتـب : - )           »          في السماء بلا حدود (الكاتـب : - )           »          خطاب فلسطيني (الكاتـب : - )



العودة   منتديات نبع العواطف الأدبية > نبع الأدب العربي والفكر النقدي > السرد > القصة القصيرة , الرواية,المسرحية .الحكاية

الملاحظات

الإهداءات
عواطف عبداللطيف من أهلا وسهلا : بالشاعر خالد صبر سالم على ضفاف النبع يامرحبا منوبية كامل الغضباني من من عمق القلب : سنسجّل عودة الشاعر الكبير خالد صبر سالم الى منتدانا ************فمرحبا بالغائبين العائدين الذين نفتقدهم هنا في نبع المحبّة والوفاء وتحية لشاعرنا على تلبية الدّعوة

إضافة رد
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 05-08-2010, 07:05 PM   رقم المشاركة : 1
نبعي






  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :عمر الحمود غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
افتراضي الغريم - قصة قصيرة

الغريم

قالت الجدّة : زعموا في ولاية بعيدة ، وفي دهرٍ سلف ، أن الوالي انتشى وقال : فلنشرب نخب الانتصار .
نهدأ جميعاً ، نلتفّ حولها ، ونصغي للحكاية ، فتتابع الجدّة:طفحت كؤوس الندامى ولبّت النداء ، بعد أن امتلأت البطون بأطايب الطعام ، ورفع غندور من الغلمان الستار ، فعزفت الألحان ، وأشرقت القاعة بوجوه القيان كُرِعت الخمرة على أنغام رقصة لجوارٍ جئن من كشمير وقندهار ، بلغن البدور في الحسن والكمال ، لديهن من الفنون ما يثلج الفؤاد ، ويتطيبن بعطر يُسكر الألباب ، يلبسن شفوفاً يبرز المفاتن ، ويدغدغ الغرائز .
ثمل الندامى ، دارت الرؤوس مع الكؤوس ، وتفوّهت بأقاويل رخيصة حتى دبّ الوهن في المفاصل ، وأثقل الأجفان
يشعر الوالي بالفرح ، طابت نفسه ، وقرّت عينه، فرجاله جابوا الآفاق، مشطوا الضياع ، سبرت عيونهم أصغر الأكواخ ، كشفوا الأسرار ، وباتت تخشى بطشهم الديار ،
أرعبوا الكبير والصغير، خاف منهم القريب ، وهابهم البعيد ، نالوا الأتاوة من الأرامل والأيتام، ومن الباحثين عن كسرة خبز تقذفها القصور فتشوا ساري الليل وسابل النهار ، فجوا لحاء الشجر ، وأحشاء الطوب الأحمر ، وكانوا على استعداد لنبش المقابر إنْ وشى بها أحد .
أعانه كبار التجار ، ففتح أمامهم دروب الإثراء ، ومدّ شيخهم بقوافل تتاجر بقوت العباد .
دعا له رجال الدين في المعابد ، فضاعف لهم الهبات ، وخصص لهم الخدم والحشم .
وسكت القضاة أمام الخلع والهدايا ، صدقوا شاهد الزور والشاهد المأجور ، ولم ينظروا بعدلٍ في مظالم العامة ، وفرّق بين العشائر، فضَعُفت ورضخت
وهب الأملاك للقادة والأعيان،ولم يبخل على أعوانه الذين أرسوا دعائم حكمه، ودبروا مكيدة أطاحت بالوالي السابق ومن والاه،وسيّر الدروب بالزمرد والياقوت
للسلطان .
أغرق مادحيه بالنعم ، وادخر ما فاض من خزائنه للنوائب، ولم يهتم حين رفعت العامة أيديها بالتضرع والدعاء ليصرف الإله عنها الجوع والظلم والبلاء ، ويردّ من فرّ
بجلده إلى الأهل والأحباب .
وسكن للنوم سعيداً ، فقد ملك العبيد والزرع والضرع والمال والجواهر وعساكر غبارها يطمر البلاد وامتدّت أحلامه إلى الولايات المجاورة ، سيبسط نفوذه عليها ، ويفعل بها ما يشاء، حالما يحين الوقت المناسب ، ويُتخم خزائنه ، حينها يفكر في الإنجاب ، ويكون ولده والي الولاة ، إنْ زلزلت الأرض يوقفها بخبطة من قدمه ، وتتكوّم النجوم تحت قدميه إنْ أمرها بذلك ، ويكون عزّه بلا زوال وبقاؤه بلا فناء
وفي منتصف الليل ، وخلال نومه العميق رأى رجلاً طويل القامة، أفطح الأنف ، في خده الأيمن ندبة زرقاء، يتقدّم بسيفه المسلول يريد قتله ، تبهره المباغتة فهو سيد الولاية، ولا يوجد في الرعية من يرفع عينيه نحوه !
يسأله بجرأة محنّطة : من أنت ؟!.
ولماذا تشهر سيفك ؟!
لا يجيب الرجل ، تبقى رأسه مخشوشبة ، يهمهم الوالي:
سمات هذا الرجل مألوفة لديّ ، ونَفَسه ليس غريباً عليّ، وسيفه بقبضته المذهبة قريباً إليّ لقد رأيته ، ولكن أين ؟.
يمضي الرجل نحوه ، وفي وجهه علامات الجد والحزم، فيفزع الوالي ، ينتفض قائلاً :
قفْ في مكانك ، فأنت تجابه الوالي يا هذا .
يقهقه الرجل :
لن توقف نملة ، فأنت الآن بلا سلطان .
يصرخ الوالي مستنجداً ، يستيقظ ، يلعن هذا الحلم الكابوسي ، ويهجره الكرى حتى الصباح ومارس مهامه في النهار ، أمر ونهى ، عزل وعيّن ، عاقب وكافأ ، وكنز أثقالاً جديدة من الذهب .
وعند المساء سهر كعادته ، عقد المجالس ، عاشر الحسان ، وجرع من الصهباء بعد شِواء الضأن ، ونام هانئ البال فتكرر الحلم ، وبالتفاصيل نفسها ففزّ ، وهو يتخيّل أشباحاً إنسية وجنية تتراقص حوله هازئة ، وجافاه النوم رغم المهدئات والمنوّمات التي وفّرها له أطباء القصر ، واستقبل النهار مرهقاً بهمهمة وعينين محمرتين ، وقلب خائف، وجوانح هلعة ، وذهن نهشه اختلاط الأمور، فلم يعد يميّز ما حدث ، هل هو حلم أم حقيقة ؟ وإنْ كان نبوءة ، أو رؤيا صادقة، أيقتل في فراشه بلا معارك وقتال ؟!.
وجدّد أجهزة الحماية والإنذار لتبعد عنه الخطر القادم ، واختار مراقباً يثق به، كلّفه بالسهر عند باب حجرته ، وأصدر أمره بأنْ تدخل الرعية إلى المهاجع مبكّرة فالليل خُلِق للسكينة والسبات ، والنهار خُلِق للحركة والمعاش ونام بعد أنْ أجّل مجالس السمر ، ودنا منه الاطمئنان والرقاد الطويل ، فالمراقب من خاصته ، ومن خيرة الشجعان ، يتربّص حوله متشحاً بسلاحه يسترق السمع ، يرتدي بزّة الميدان ، ويتحفّز للنزال ، يرصد ما هو ساكن أو متحرك حول باب الحجرة ، وأبواب القصر مغلقة ، والجند تطوّق الأسوار ، والعسس تلتقط الأخبار ، ولا يعكر الهدوء سوى صوت الريح المشبعة بالرطوبة والنعاس .
وفي منتصف الليل ، وخلال نومه العميق تكرر الحلم نفسه، وبالتفاصيل نفسها ، ففزّ مذعوراً : أيها المراقب .
وثب المراقب المتيقظ ناطقاً : أمرك مولاي .
ـ أكنت نائماً ؟
ـ لا .
ـ إذاً رأيت غريمي ، ولم تتصرف .
ـ لم يمر كائن أمامي ، أقسم على ذلك يا مولاي.
ـ أنت كاذب .
وركله الوالي على قفاه .
اتهمه بالتآمر ، وأمر بسجنه واستبداله في الحال .
وترك مفسرو الأحلام والمنجمون الفُرش الناعمة والأحضان الدافئة، وحضروا بين يديه .
تحدّث عن حلمه وهو يرتجف ، فلم ينجح في جعل حركاته عادية .
استغربوا ، فصفات رجل الحلم تنطبق على الوالي نفسه، أرادوا إعلامه ، خافوا غضبه ، ففسروا الحلم تفسيرات لم يقنعْ بها ، فسخر منهم قائلاً :
كنت أظن أنّ عقولكم تكشف الغيب ، وتقرأ المجهول ، يبدو أنّ حياة النعيم حجّرت عقولكم فامتنعت عن التفكير .
وأمهلهم سويعات لتحديد الخطر الذي يحسّ به ، وإلاّ فمصيرهم كمصير المراقب .
فتشاورا ، ربطوا بين تكرر الرؤيا وصدقها ، فالرؤيا الصادقة كرامة للصالحين ، وإنْ كذبوا رؤياه سيدفنهم أحياء فأجمعوا على وجود رجل في الولاية يحمل الصفات التي ذكرها الوالي ، يريد قتله والاستيلاء على مركزه .
ارتاح الوالي لهذا التفسير ، فهو يُرضي ظنونه ، وأحضر قائد الجند :
أيها القائد ، الولاية في خطر .
ـ عفوك مولاي ، تقارير رجالنا لم تسجل حادثة تزعزع الأمان !.
بعصبية أطلعه على المستجدات .
استغرب القائد ، فهو المتتبع لسكان الولاية ، من أهالي الوبر إلى أهالي المدر والمطارد للخارجين على القانون من متمردين ولصوص وشذاذ ورُعاع وقطّاع طرق وفارين من الجندية ، ولم يجد رجلاً بالصفات المذكورة سوى الوالي نفسه، لكنه خشي أن يخبره بما يجول في خاطره ، وهو العارف بغلظة طباعه ، وهيجانه لأتفه الأسباب ، سيسيء الظن به ، ويعزله .
وجمع القائد الأعوان والأعيان لتعبئة الطاقات . وفوجئت الجند بصفات الغريم ، لكنها آثرت الصمت والسلامة ، ووعدت بتمزيق الغريم إرباً إرباً .
ودارت تفتش عنه ، تسأل عابري السبيل ، تتفحّص الوجوه، تراقب المعابر والوافدين ، سلكت سبل التوبيخ والمراوغة والتعنيف مع العامة انتهكت المحرّمات ، لم تفرّق بين مومس وبتول ، وبين حبلى ومرضعة ، وعاثت فساداً .
بألم ابتلعت العامة مرارة الإهانة .
ترحّمت على الوالي السابق ، ودعت له بطيب الثرى وسعة المغفرة ، وجالت في خلدها ظنون حول تلك الصفات ، إنْ أظهرتها سلخت الجند جلدها ، وقد خبرت قسوتها أيام السفربرلك العصيبة وحملات السوق إلى الجندية والتفتيش عن الميرة وتجميع حصص الوالي عادت الجند منكّسة البيارق .
بدت عليها علامات الجهد والإعياء .
غضب القائد ، جرّد معاونيه من النياشين والأوسمة ، لم يبيضوا وجهه ، صرخ بهم :
كنت أظن أنّكم أبصر من هدهد .
بلغ الوالي من الغضب عتياً . اهتز كمحمومٍ يصاول رجفة، وقال:
لبس الحرير واللعب بالدنانير قضى على مهارتكم الحربية .
وأمر بقطع أرزاق الجند ، وأعلن عن جائزة لمن يجد غريمه ، أكياس تتكدّس فيها الليرات الذهبية العثمانية .
دار مناديه يبشّر بها في الساحات والأزقة والأسواق ‍ !
خطبت الأعيان في العامة ، تحمّست حتى بحّ صوتها ، لم ينتقل من حماسها للعامة سوى القليل القليل
استهلّت وجوه العامة ، وتعالت في صدورها خفقات تبشّر بزوال الكروب .
ونام الوالي غاضباً ، وتكرر الحلم ، ففزّ صائحاً ، يتفصّد العرق من جبينه ، وعلى صوته برق سلاح المراقب ، وانتصب أمامه :
أين الغريم يا مولاي ؟
ـ إذاً رأيته أيها المراقب .
ـ لا .
ـ كنت شارداً أيها السافل .
ـ عفوك مولاي لم أشردْ ولم أغفل .
وصفعه ، وألحقه بسابقه .
في اجتماع طارئ، جمع أعوانه، والحاجة إلى النوم تنهكه، تفضح قوته، فلم تكن قوته إلاّ قشراً يغلّف باطنه المهزوز، أمطرالاجتماع عجزاً وخيبة، فغيّرالجائزة ،وقال:
سأعين من يمسك غريمي خازناً للمال والغِلال .
تشحن مخاوفه بخوف جديد !
أيقن أنّ تلك الأحداث طلق لمخاضٍ آتٍ بجريمة عاجلة، وامتزجت في ذهنه خيالات ورؤى تدفعه إلى مسالك الجنون .
وفي كهف مهجور انتظمت لقاءات ، قال المنظّم فيها لشباب سئموا من حياة العفونة والركود :
ابشروا ، انهياره سيختصر المراحل .
وقيل الكثير الكثير
وفي جوٍ مصحوب بالترقب والخوف جاء المساء ، اقترب موعد الحلم ، ارتبك الوالي بخوفٍ متعاظم ، فالمنايا تترصّده !.
ربما هو عمل سحر ، ولن يفلَّ السحر إلاّ السحر .
وملأ السحرة المكان ، أعملوا قدراتهم ، لم يجدوا أثراً لعفريت أو لسحر .
وبخّر رجال الدين غرف القصر ، واستعاذوا من شر ما في الأرض، وما يخرج منها ومن شر ما يدبّ عليها .
أحاط مخدعه بالحرس ، يرأسهم آمر يوده ، خوّله بقطع عنق من يجده يحوم حوله .
وخمدت حياة اللهو في القصر ، فلا جوارٍ ولا قيان ، ولا شراب ولا لذيذ طعام ، لا أفراح ولا ساعات مِلاح، الأضواء وحدها ساطعة لتفضح النشاز .
الأرق سيف بتّار يُشحذ أمامه ، يجعله يراجع سنيناً مضت بمآسٍ ودمٍ لترك وبدو وأرمن ، نهب وسطو وتواريخ مرعبة ، سواد ومنكرات قرّبته من السلطان وهزت ملائكة السماء .
ارتجف ، وقرر أن يفعل شيئاً في الصباح .
بيأس تساءلت زوجته ، وهي ترى شحوبه :
أين دواء هذا الداء ؟!
يصمت الأطباء ، وتجزم عيونهم :
مرض الوهم ليس له دواء .
وفي منتصف الليل ، تكرر الحلم . يقترب الرجل شاهراً سيفه ، يتشجع الوالي يسأله :
من أنت ؟!.
يقهقه الرجل بسخرية :
قَهْ قَهْ قَهْ
ويرعد :
الآثام شوّشت دماغك ، فنسيتني ، لن أسكت عنك بعد الآن .
ويتقدم لفصل رأسه برائحة نتنة ، يتوسّل الوالي خائفاً :
دعْ حياتي ، وخذْ ملكي كله .
يشتعل الرجل غضباً ، يضع السيف على عنق الوالي ، تصميم هائج مقابل استسلام خانع في لحظة تداهرت ، يبتلع الوالي فيها لعابه ، يحاول الكلام ، يضغط السيف على عنقه أكثر ، تضيق أنفاسه ، فيفزّ من نومه مذعوراً ، يترك مخدعه ، يخرج إلى البهو ، تواجهه مرآة القصر الكبيرة ، يرى فيها رجلاً بديناً طويل القامة، أفطح الأنف ، على خده الأيمن ندبة زرقاء ، يتخذ الوالي موقع دفاع عن النفس ، ويحدّق فيه ، يتخذ الرجل الموقع نفسه ، ويحدّق في الوالي ، يفتح الوالي فمه مستنجداً ، يفتح الرجل فمه ، فيبتعد الوالي خشية تلقي ضربة منه ، يصرخ:
يا آمر الحرس ، الغريم هنا.
وبين غمضة عين وأختها يترك آمر الحرس مكمنه ، يقدّم رجلاً ويؤخر أخرى :
إنها مؤامرة ، ولن يشبعها رأس الوالي ، ستلتهم رؤوس علية القوم !
وصرخ بالحرس : الغريم في البهو ، فاقتلوه .
يهرع الحرس بين نائم ومستيقظ ، يقتحم البهو في بربرة رعناء ، يجد رجلاً بالصفات التي ذكرها الآمر ، ينقضّ عليه بسرعة كلمح البرق ، ويخرج معلناً للآمر :
أرديناه قتيلاً يا سيدي .
يهدأ الآمر ، يتقدّم نحو مكان القتيل ، يجده مزقاً وأشلاء، رؤيتها تحقن الناظر بالألم ، يرسل الخبر إلى قائد الجند مفتخراً.
وهمس حارس في أذن رفيقه ، والشك يتشعب في داخله:
أرأيت الشبه الكبير بين الوالي والغريم .
يجيبه بقناعة مفتعلة :
يخلق أربعين من الشبه .
يصمتان لمجيء قائد الجند ، ودخوله البهو مرفوع الرأس، يسرع ليبشّر الوالي بما جرى ، لم يجد الوالي .
بحث عنه في غرف و سراديب وممرات القصر ، لم يجده !
أعلن اختفاءه ، نصب نفسه والياً ، ريثما يعود الوالي المفقود .
وتوقفت الجدّة عن الكلام ، قلنا بصوت واحد :
وماذا جرى بعد أيتها الجدّة ؟!.
قالت الجدّة بتثاؤب :
سأسكت عن الكلام ، وأترككم للنوم والأحلام .
وهجعنا نحاول حل ألغاز الحكاية .







  رد مع اقتباس
قديم 05-09-2010, 06:19 AM   رقم المشاركة : 2
شاعر
 
الصورة الرمزية باسم الحاج





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :باسم الحاج غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
 
0 الرصاصة الحانية
0 كبرياء وتسامح
0 طهارة وعهر

افتراضي رد: الغريم - قصة قصيرة

أخذتنا إلى أجواء أف ليلة وليله
قصة تكتنز بين ثناياها الكثير من الإسقاطات والعبر
لست بناقد ولا قاص متمكن ولكن أستطيع القول كقارئ أن أسلوبك جد مميز وأنك تجيد فن التشويق بتمكن لا نظير له
نعم
مدينة الرقّة هي عاصمة القصه القصيره في سوريا
مودتي













التوقيع

https://dr-basemalhajj.maktoobblog.com/

شرفوني بالاطلاع على مدونتي
  رد مع اقتباس
قديم 05-09-2010, 12:31 PM   رقم المشاركة : 3
نبعي






  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :عمر الحمود غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
افتراضي رد: الغريم - قصة قصيرة

أشكرك أخي باسم
يدا بيد لتبقى الرقة الغالية عاصمة القصة







  رد مع اقتباس
قديم 05-09-2010, 08:23 PM   رقم المشاركة : 4
نبعي
 
الصورة الرمزية جاسم أحمد الحمود






  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :جاسم أحمد الحمود غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
افتراضي رد: الغريم - قصة قصيرة

تعود بنا القصة إلى التاريخ العربي القريب فتسلّط الضوء على فترةٍ زمنيةٍ مقتنصةٍ من الواقع العربي، زمن الحكم العثماني، وتتركز بؤرةُ الضوء على الوالي الذي تصوّره القصة طاغيةً متجبّراً بغير حدودٍ، يجمع حوله الأعوان والزبانية ليوطّد أركان حكمه، ويرفل بالنعيم مع القيان في ظلال القصور، حيث الغناء والشراب، وجميل الملبس، ولذيذ المأكل.‏

ترسم القصة أبعاد هذه الشخصية المتطوّرة وتجعلنا نقف على رؤيتها للحكم والحياة وسُبل العيش، فنجدها شخصيةً مرسومةٍ بعنايةٍ فائقةٍ حَشَدَ لها الكاتب جميعَ مستلزماتها الفنية، فرافقناها في نهارها وليلها، ويقظتها ونومها، وفرحها وترحها، وطيشها وجبروتها، ووقفنا على نزعاتها المتمكنة في الطغيان ورغباتها في سفك الدماء. وترويع الشعب الآمن، وبثّ العيون للإرهاب والإيقاع بالمذنب والبريء "يشعر الوالي بالفرح، طابت نفسه، وقرّت عينيه، فرجاله جابوا الآفاق، مشطّوا الضياع، سَبرت عيونهم أصغر الأكواخ، كشفوا الأسرار، وباتت تخشى بطشهم الديار، أرعبوا الكبير والصغير، خاف منهم القريب، وهابهم البعيد، نالوا الإتاوة من الأرامل والأيتام، ومن الباحثين عن كسرة خبز تقذفها القصور، فتّشوا ساريَ الليل وسابلَ النهار، فجّوا لحاء الشجر وأحشاء الطوب الأحمر، وكانوا على استعداد لنبش القبور إن وشى بها أحد أعانه كبار التجّار، ففتح أمامهم دروب الإثراء، ومدَّ لهم الهبات وخصّص لهم الخدم والحشم.‏

إن القصة تصوّر مدى الطغيان الفردي في الحكم المستبد والذي ينتج عنه جوع الشعب وعبوديته، وربما حملت في ثناياها إسقاطات على الزمن العربي الراهن لأننا نظرنا إليها بمعزلٍ عن إطارها الزماني والمكاني، لطالعتنا هويتها العامة التي تقدم لنا مجتمعاً عربياً تقليدياً، السلطانُ فيه فردٌ جائرٌ، يحشد حوله جميعَ مستلزمات الطغيان، والشعبُ جائعٌ خانعٌ لا يملك إلاّ أن يرفع يديه بالتضرّع والدعاء إلى رب السماء ليصرف عنه العوز والبلاء..‏

ويلفت الكاتب الأذهان إلى أن لكل سلطانٍ، في كل زمانٍ ومكانٍ أتباعاً وأعواناً يوطّدون أركان الحكم، ويرغمون أشياخه ورموزه على الدعاء له ويسوقون العامة للتصفيق.‏

يعمد الكاتب إلى سرد قصته على لسان الجدّة، وفي ذلك عودة إلى الموروث الشعبي الشفهي‏

الجميل، وتذكيرٌ بما كان للجدّات من أساليب للقص وإثارة المشاعر، وقد أحسن الكاتب حين استدار في القصة فنياً فجعل نهايتها ترتدّ على بدايتها وعرضَ الحكاية بأسلوبٍ شفاف على الرغم من حدّة الحدث، ولجأ أحياناً إلى السجع المحبّب الذي لم يتكلّف فيه، كقوله يصف الغريم: "سمات هذا الشخص مألوفةٌ لديّ، ونفسه ليس غريباً عليّ، وسيفه بقبضته المذهبة قريباً إليَّ"..‏

ولكن ما تألقت به القصة هو تمكّن القاصّ من التركيز على شخصية الغريم الذي يؤرق الطاغية في نومه، ويقضّ مضاجع ليله، وحين يوزّع صفاته وملامحه على الزبانية، للقبض عليه، لا يجد هؤلاء الزبانية رجلاً تنطبق الأوصاف عليه سوى الطاغية نفسه، وبذلك يقع في شرّ طغيانه، ويُقضى عليه بسيف أعوانه.‏

إن الكاتب يمتلك أدواته، وهو يتعامل معها بفنيةٍ واعيةٍ، مما أضفى على القصة حيويةً وتشويقاً طرح من خلاله قضية الحاكم والمحكوم وسلّط الضوء على تجاوزات السلطان، وإذا كانت القصة الكلاسيكية الناجحة تحتاج إلى حبكة وعقدة وحلّ، فإن هذه المقوّمات توفّرت في (الغريم) وكان للنتيجة أو الحلّ أكبر الأثر في تجاوز القصة التقليدية المألوفة إلى قصةٍ معاصرةٍ استفادت من التاريخ فأسقطت مضمونها على الواقع المعاصر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
منقول عن الناقد محمد قرانيا - العدد ( 357 ) من مجلة الموقف الأدبي 2001 - اتحاد الكتاب العرب







  رد مع اقتباس
قديم 05-09-2010, 10:33 PM   رقم المشاركة : 5
نبعي






  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :عبدالكريم وحمان غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
افتراضي رد: الغريم - قصة قصيرة

الأستاذ عمر الحمود
لقد صورت باحترافية مخاوف الحاكم
فقد أمّن نفسه كي يبقى في الحكم
و لم يبق له من منافس أو غريم
سوى نفسه
و المفاجأة أن يكون هو السبب في مقتله
ويخسر كل ما بنى و كدّ للحصول عليه
تحياتي و تقديري







  رد مع اقتباس
قديم 05-11-2010, 08:44 PM   رقم المشاركة : 6
نبعي






  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :عمر الحمود غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
افتراضي رد: الغريم - قصة قصيرة

الأستاذ عبد الكريم
يسعدني رأيك
لك مني اطيب التحيات







  رد مع اقتباس
قديم 05-13-2010, 02:08 AM   رقم المشاركة : 7
مؤسس
 
الصورة الرمزية عبد الرسول معله





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :عبد الرسول معله غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: الغريم - قصة قصيرة


كثير هم الحكام الطغاة الذين فقدوا الثقة حتى بأعز أولادهم

ولا زال أكثرهم يعيش حالة قلق مضني وأنه قد يقتل بين عشية وضحاها

كاتب متمكن من أدواته واستطاع أن يوصلنا إلى العقدة والنزول

بنا سريعا إلى الحل الذي تشوقنا إليه بلهفة وتابعناه بشوق

شكرا من القلب وباقات ورد لهذا الإبداع المبهر وتقبل مني

تحياتي ومودتي












التوقيع

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

  رد مع اقتباس
قديم 05-14-2010, 07:39 AM   رقم المشاركة : 8
نبعي
 
الصورة الرمزية جاسم أحمد الحمود






  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :جاسم أحمد الحمود غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
افتراضي رد: الغريم - قصة قصيرة

قرأت هذه القصة أكثر من مرة
و كاني اقراها لاول مرة







  رد مع اقتباس
قديم 05-14-2010, 08:06 AM   رقم المشاركة : 9
نبعي






  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :عمر الحمود غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
افتراضي رد: الغريم - قصة قصيرة

استاذي عبد الرسول
شكرا لك من القلب على مباركة قصتي و يسعدني أنها اعجبتك







  رد مع اقتباس
قديم 05-14-2010, 05:22 PM   رقم المشاركة : 10
أديبة وقاصة
 
الصورة الرمزية سولاف هلال





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :سولاف هلال غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: الغريم - قصة قصيرة

تأخرت كثيرا رغما عني
يخذلني النت كلما كتبت لك
هذه المرة سأثبت النص فقط
مع تقديري
( يثبت )












التوقيع

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
  رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:19 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.9 Beta 3
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
:: توب لاين لخدمات المواقع ::