تقدم كما المنتحرين القدامى
وخذ ما تيسر لك من الموت
خذ ... فللأجراس فحيح يشبه الرحيل
خذ يا ابن الجرائد و الكلمات
يا ابن الشهوة والجماع المقدس
خذ يا ابن الصادق الملعون فضتك و امضي
فجميع الساسة والسادة هاهنا يكذبون
وأنت بحبرك المنوي صادق
هاهنا ختموا مصاحف كذبهم فانفلقت من حناجرهم حضارات من دخان
كلهم كاذبون ...
الحكومة ... تلك التي أسسها ملل السماء و عطر الدماء
كذبت عليك و علينا حين خبأت كلبها الشمعي تحت قبة البرلمان
وأحزابنا الذئبية كذلك كذبت
كذبت حين تاجرت بلحوم القنادس و تفاخرت بجلود الثعابين
ونحن بضوء فراشاتنا و عالمنا المفترض صادقون
بكل تناقضات الصهيل المقدس فينا ، صادقون
صادقون لأننا لا نقامر بجنادب الليل أو ... غنج الياسمين
لأننا لا نعوض الدم البرئ بالدولار الخبيث
لأننا حين نجوب في دهاليز الطب العدلي
لا نجد فرقا بين جثة أو أخرى
بل نجد في كل فم يغزوه الذباب صرخة عراق ذبيح
هنالك درجات للدم المسفوح في بلدي
دم أريق على جسر الصرافية لا يشبه بلونه ورائحته
ذلك الدم الذي سال على جسر الأئمة
دم تشظى وكتاب أريقت كلماته
لا يشبه الدم و الكتاب الذي وئد في شارع المتنبي
أقزام تنظر في نبل الدماء و خستها
دماء زرق ، و حمر ، و سود ، و حتى ... دماء بيض
لأي دم تراهم صنفوك ... ؟
بل كيف يصنفوك وأنت من ملك و عامي و عبد و نبي ... ؟
لكن لا ...
لم ولن يصنفوك حتى لا يفزع المحتل من فضة دمائك
ويرتد عن مشروعه الطائفي
إنهم دعاة فتنة
يجندون النهر ليحمل أشلائنا بعيدا عن حصانات اللصوص
صار للص حصانة في بلدي
وهؤلاء يقامرون بخيرنا و شرنا
لتكون باقات نصر في انتخابات قادمة
ترى على ظهر من ستلقى صخرة اللائمة ... ؟
على وطني المذبوح من النهر الي النهر ... ؟
أم على رأسي المملوء صراخا و ضجيج ... ؟
آه ... يا شياطين رأسي ...
بماذا تحاولين أن تحشين راسي ...
بالزر المفخخ الذي لصق يوما تحت مكتب الرئيس ... ؟
أم ... بإسلام الرؤوس المقطوعة الذي بشر به غربهم اللقيط ... ؟
إنها مؤامرة ...
وحق يمينك التي أنجبت القصائد يوما مؤامرة
مؤامرة أسسها الغرب و نفذها بامتياز شرقنا البليد
شرقنا بليد
بليد لأنه فصل من العمامة ربطة عنق غليظة
و حبل مشنقة أنيق
بليد لأنه وضع الفخاخ على دروب الجمال
حتى لا تتخدش مزارع العاقول
وأنا ... في كل قطرة من دماء الوقت ابكي
وأحصي ما تبقى من المصائب و ألهزائم
وارى في أفقنا الرخوي المزيد
جنيننا المنتظر تجهضه النساء كي لا تراه في يوم وزير
أو لأقل بصراحة الغزلان (( حرامي ))
تقلع آنسات اللهب عن الاقتران
حتى لا تكون يوما زوجة لزاني أو ...
حرما لسعادة (( الحقير ))
رجم الرجال طموحهم
كي لا تجمعهم انتخابات الجنون القادمة
تحت قبة (( الكاولية ))
وهرول الشبان بعيدا عن أسوار مدارسهم
حتى لا يكونوا سوطا في يد جلاد سمين
آه ... تعبنا من الموت المعلب فأتونا بموت طازج و ندي
تعبنا من اله يأمر في كل لحظة بقتلنا
ومن دين يحل على يد القذرين ذبحنا
آه ... أي اله أو أي دين جاءنا من قندهار اللعينة
لذلك تعبنا من العراق ... تعبنا من العراق
وتعبنا كذلك من دعاة النفاق
فيا أيها الناس ...
احذروا تلك التكتلات الدينية
فبرامجها ... ستدفعنا حتما إلى حرب طائفية
أيها الواهمون الجدد ...تراجعوا حتى لا يغضب الله من عبثكم بنا
فالدين اكبر من أن تحتويه معامل التعليب الحزبية
والكتاب المنزل أعظم من أن تطبقه سياستكم العرجاء
لأجل ذلك و لكثرة الرؤوس المفخخة في البلاد ...
شنقت العصافير
وصار يجوب البساتين سواد عنيد
وراحت الغربان تؤسس في صميم وجودنا مجدا ...
من العار والدمار والتكرار و الأحجار والأسوار
يهز الأمريكي نخلنا فينهال على ظهر البارجات جمارنا البري
ويهز الأفغاني عجيزته لتنفجر
فتنهال على كونكريت الطب العدلي جثثنا
وهاهم إلى ألان يعبرون
كبهائم النابالم ، يعبرون حدودنا وينفجرون
للجهاد على بسمة شفاه العراق عابرون
للثورة على رماد الفينيق الشامخ بنا يعبرون
فيا من جئتم بجلبابكم المفخخ تراجعوا
إن جهادكم رجس من عمل الأفغان فاجتنبوه
ترى ...
بماذا تنبئكم هذه الارتال الطويلة ... ؟
بمزيد من ضحايا السيطرات الوهمية ...
بمزيد من الكتل الكونكريتية
أم بمزيد من أمراء أللطيفية
هل هذه هدية ... ؟
تلك الطائرات المحملة بالأفغان والألغام
تلك الهمرات التي ترسل في كبد الطرقات
قبراة الليل المفخخة
ونحن ببراءة الأيائل ظنناها هدية
وحق الجثث المجهولة الهوية
والراحلون إلى الآخرة بلا وصية ... ظنناها هدية
وصدق جدي المعمم بجهله
فقد حذرني من الفرح بهدية
من كف يهودية ...
***
مشتاق عبد الهادي
من تاريخ اغتيال الصديق الشاعر رعد مطشر إلى الأحد 22/7 /2007 بغداد وقراءة في يوم الخميس 26 / 7 / 2007 مهرجان ألجواهري قاعة اتحاد الأدباء بغداد
استاذي الفاضل
والمبدع الراقي
عبد الرسول معلة
وانا ايضا فلتت مني الكلمات
اسف ان اججت فيك وجعا
فمثلك لا تليق فيه غير الاوجاع النبيلة
اشكر تعاطفك ومرورك الرائع
تقبل فيض محبتي واحترامي
المبدع دوما مشتاق
كلمات يقشعر لها البدن
رائع أنت في كل حروفك
قصة أو قصيدة نثر
تنقل الوطن معك
حمى الله العراق وأعاده قويا شامخاً
تقبل مروري المتواضع بحرفك الذهبي
تحياتي ومودتي
المبدع مشتاق عبد الهادي
هذه هي المرة الأولى التي أقرأ لك فيها قصيدة نثر
وللمرة الثانية أقول لك
حروفك كبريق الماس تخطف الأبصار
لكنها الآن خطفت قلوبنا أيضا وأدمعت العيون
رائع أنت في كل ما تكتب
حفظك الله وحماك
تحياتي