شجرة زيتون لا ياسمين.
هممت أن أقطف الآن أجمل وردة.
نعم في حدائقي كل ألوان من الزهور.
من أجل عيونك.
ببساطة و سرعة البرق.
كان بإمكاني ,
أنضد باقة لا نظير لها.
من ورود لم تخطر ببال.
الورود في كل مكان
في الولائم
في المآتم
و في الصباح تذبل و تُرمى .
ماذا سيبقى ....لا شيء إلاّ بقايا عشب.
تراجعت أدراجي إلى فنجان أحزاني.
أرتشف آخر قطراته المرّة.
نظرت على مدى البصر في جبالنا.
خطرت ببالي فكرة ملحّة .
لم لا تكون هدية تسجّل تاريخا و مستقبلا.
ما فائدة رمز يتلاشى كأمسيّة و ردية عابرة.
سئمت من التماثيل العملاقة التي ترمز لأحداث آنيّة كفقاعات الصابون.
لم أر زهرة فجدودنا لم يغرسوا الورود.
بل كان الربيع و الريح و الطيور من يغرسونها.
جدودنا لمّا عشقوا الحياة و الخلود .
نحتوا من الجبال قصورا .
و غرسوا في البلاد شجرة مباركة و نخلا معسّلا.
و اليوم حين نمرّ في الجبال نتذكّر حكاية كل شجرة.
فمن تحت ظلال كلّ زيتونة قصّة حبّ و عشق.
و ما زلنا نعشق تحت تلك الأشجار.
فتساءلت لو أنّ أسلافي غرسوا نرجسا أو وردا؟
أية ذكرى تبقى من بعدهم.
أية حكاية نرويها من بعدهم.
جدي يوم أحب جدّتي لم يقل فيها قصيدة عشق.
لم يهدها سوسنا و لا قرنفلا.
بل غرس لأجل عينيها مئة شجرة زيتون.
كان بفطرته و صدق عاطفته يرى أنهما سيعيشان مئة سنة .
أجل مئة سنة في حبّ و ثبات كثبات الزيتون تحت وطأة الزمان القاسي.
و أشجار الزيتون حينها تكون في أوج عطائها.
و اليوم إن كان و لا بدّ أن أهديكِ شيئا.
أفضّل أن نغرس حبّة زيتون و نرعاها معا.
قد تقولين سيطول الوقت حتى تثمر.
لا يهمّ أجيبك .
الأهم أن تبقي جنبي, على أمل أن نعصر زيتا مباركا.
أمّا الياسمين أفضّل أن أتركه في مكانه, و نستنشق عطره من بعيد.
ما يأتي بسرعة يذهب بسرعة .
ما بيني و بينك ليس حكاية متعة .
و لا كلمات طائشة تأتي على الأخضر و اليابس.
قد تكون الأرض التي نغرس فيها صخريّة.
و لكن حتى تحت الصخور هناك ينابيع عذبة .
و يبقى الأمل مستمرّا فشجرة الزّيتون عنيدة.
و قد نتساءل من أين يأتي الإبداع؟
و لم لا من أين يأتي الحبّ؟
ربّما الجواب في السحب التي لم تتشكّل بعد.
أو من الشّهب البعيدة.