طبعا ً لا أجيد النطق أو الغناء في الساعة الأولى من حياتي ولأنه لايوجد مايثير الضحك خرجت ُ من بطن أمي أبكي على لاشيء، تأسيسا ً لما تقدم فأن الإنسان تعلم البكاء قبل كل شيء في حياته وعرفتُ من هذا ان أغلب الناس يجيدون البكاء وبأنغام مختلفة ولا يجيدون الغناء والضحك وان شعر رأسي يبيّض قبل شعر لحيتي لأنه نبت قبله بما لايقل عن خمسة عشر سنة ، من هذه الاستنتاجات والأفكار التافهة أصبحت ُ لا ألوم متكئبا ً ولا أدين متجهما ً .
هذه المقدمة سردتها لحبيبتي في أول لقاء يجمعني معها ، كانت شفتاها متيبستين من الخوف ويداها ترتعش ولولا طولها غير الاعتيادي الذي يميزها لقلت ُ لها : من أنت ِ رجاء ً؟
كان في نيتي ان أقول لها :حبيبتي ..طرقتُ كل دروب الصحراء وركبت ُ كل جمال البدو أبحث ُعن عين ماء فما روت ْضمأي غير عينيك وكنت ُ ناويا ً ان أقرأ عليها كل ماحفظت ُ من شعر الغزل وانسبه لي لتزداد بي تعلقا ً ومن ثم .. ولكن لاأدري من أين جاءتني هذه المقدمة السخيفة عن البكاء والكآبة وربما طرحت ُ لها أفكارا ً أسخف من ذلك ولا أتذكر بقية هذياني ولكن أتذكر أنها سألتني : من أنت رجاءً؟!.
عندما قلتُ لها أنا سعدون لطمت ْجبهتها بكامل كفها وسحبت ْنفسها من ذلك المكان السري وهي تمتم يالسوء الحـــظ!!...