لأسباب إقتصادية او علمية او عملية أو سياسية هاجرت العديد من العوائل إضافة لهجرة العديد من الشباب .
وفي الغربة كبر الصغار من الاولاد والبنات وعاشوا ضمن المجتمع الذي هم فيه ومهما تعمل العائلة من مجهود فأنها لا تستطيع السيطرة كليا على أبنائها في التعرف على الكثير من الأمور التي نرفضها في مجتمعاتنا فلو أستطاعوا من رفضها في البيت ستكون ملازمة لهم في المدرسة وفي الشارع وفي كل ما يحيط بهم في مختلف أجهزة التكنلوجيا الحديثة وقنوات التلفزة وعلى الأهالي أن يتقبلوا الواقع الذي هم فيه نتيجة إغترابهم عن أوطانهم وبعدهم عن مجتمعاتهم وعاداتهم وتقاليدهم فالغربة هي غربة وطن وغربة دين وغربة مجتمع وعادات وتقاليد.
وعانت العوائل من مشاكل عديدة نتيجة هذا الاغتراب وواحدة من هذه المشاكل هي زواج الأبناء في الغربة فنرى البعض من الشباب
1-نتيجة لألتصاق البعض منهم بالوطن الأم ورغبة العائلة يدفعهم الحنين للزواج من بنات بلدهم فتبدأ مشكلة التعرف على الفتاة من خلال الأهل تحديداً والأقارب عن طريق المراسلة والهاتف والأنترنيت والصور وأشرطة الفيديو وتنتهي بسفر الفتاة الى بلاد الغربة مما يترتب عليها الكثير من المستجدات لذا فقد نجحت بعض الزيجات منها وفشلت الاخرى نتيجة اختلاف العادات والطباع والأخلاق وأنتهت بالأنفصال أما لسوء الأختيار أو طريقة الأختيار أو لأختلاف العادات وطريقة العيش.
2-الشباب الذين يجدون بالفتاة الأجنبية هي الفرصة في حصولهم على الكثير من المزايا التي يحتاجونها وتتطلبها غربتهم كالدراسة والمصاريف والعمل أي زواج منفعة شخصية بعيداً عن كل الأعتبارات أو قد يحب الفتاة فعلاً لأنها لا تطالب بشئ ولا ترهقه مادياً كبنات وطنه بل على العكس تعمل معه وتساعده في كل أمور البيت.
3-في بعض الأحيان تحاول العوائل المتماثلة التي تعيش في الغربة التقريب بين ابنائها من الجنسين من أجل المحافظة على العادات والتقاليد سواء أكانت دينية أو إجتماعية .
وفي الجانب الأخر الفتيات اللواتي تربين في الغربة وبقين يبحثن عن عريس فلا يتقدم لهن الذي يشابههن دينا او وطنا وتمضي عليهن السنين وهن يعانين والعنوسة على الأبواب والعوائل تتخوف ويقرع على أبوابها ناقوس الخطر لأن مصير الفتيات سيكون أمام الخيارات أدناه وهذا ما حصل فعلا مع الكثير من العوائل المغتربة:
1-اختيار شريك الحياة من أبناء الوطن الام ولكن من دين اخر
2-الزواج من الاجنبي بعيدا عن الدين
3-العودة الى الوطن والزواج من نفس الدين
4-قبول الزواج من رجال متزوجين ولهم ابناء مع الفارق العمري من نفس الدين
5-الزواج من أجنبي بعد أن يشهر إسلامه عندما تكون مسلمة وتتزوج على الشريعة الأسلامية
6-البقاء بدون زواج مع الاهل
7-الأنفصال عن الأهل والعيش بحرية كمعظم الفتيات في تلك البلدان
8-البحث عن عريس من أبناء وطنها لتقوم بسحبه إليها مستغلاً وجودها بالخارج
إنها واحدة من المشاكل التي اصبحت تلازم العوائل في الغربة خصوصا إن الجيل الجديد أصبح لا يعرف شيئا عن اللغة الأم ولا عن الوطن ولا عن العادات والتقاليد والدين لأنشغال الأهل بالتطور التكنلوجي الحديث والركض وراء المادة ومغريات الحياة وبناء المستقبل واصبح الأباء بواد والأبناء من كلا الجنسين بواد اخر والبنات داخل أوطاننا أيضا بانتظار العريس المناسب لأغتراب الشباب الجيد وضياع الفرص المناسبة ويكبر عدد الغير متزوجات يوماً بعد يوم.
عواطف عبداللطيف
التوقيع
آخر تعديل عواطف عبداللطيف يوم 10-09-2013 في 08:42 AM.
بلا شك أن الغربة قاتلة، وان طول الفترة التي يقضيها الانسان في غربته سنعكس سلباً على العائلة خاصة البنات ..
لقد سمعنا بالكثير من المشكلات التي حدثت للعائلات في الغربة
وكل ما ذكر في الموضوع صحيح لكن هناك امرين يجب الانتباه لهما :
1 – التربية الصحيحة وعدم ترك الابناء وحيدين .
2- عدم الانسلاخ عن الوطن الام حتى لو كان الشخص مهاجراً
شكرا لكِ سيدتي على طرح موضوع هام وحيوي وهو من المواضيع التي لاتعاني فقط منها الأسرة المهاجرة خارج البلد وأنما حتى تلك التي هُجرت وهي داخل وطنها ... ولعل الهموم هنا تكون أكثر أيلاما لوجود قضايا تهم الأسرة هي أولى من ناحية الأهمية من مشكلة الزواج ولكي لاأذهب بعيدا عن جوهر موضوعك الأستقرائي الهام أقول ان تلك الهموم ايضا تواجهها الأسرة المستقرة بسبب ظروف جاءت جديدة على الأسرة ودخيلة عليها دون حصانة مسبقة غير التربية البيتية المتواضعة والتقاليدية الأطر والتي تم اعدادها لظروف غير هذه الظروف الجديدة والتي هي اشبه بالأنفتاح المفاجئ والغير متوقع وارى هنا ولغرض ان تتحقق لنا حلولا واقعية ضرورة ان تُدرس هكذا حالات في مؤتمرات المجتمعات المدنية وفي الأعلام لتسليط الضوء عليها وللمشاركة الهامة لذوي الأختصاص من علماء التربية وعلماء الدين وبمساهمة صادقة من الدولة لغرض ضبط امور الاسرة اينما تكون ومساعدتها لتسهيل بعض احوالها الاعتبارية والمادية للتغلب على ظروف باتت تظهر فعلا هي اقسى مما هو متوقع.
أستاذة عواطف
طرحت موضوعا بات أزمة بالفعل لكل أسرة تعيش الآن خارج حدود بلدها
ولا يهم إن كانت تلك البلدان عربية أو غربية فالنتيجة واحدة.
حضرت زيجات تمت بالوسائل التي ذكرتيها
وشاهدت أمهات يخطبن لبناتهن
وفتيات تجاوزت أعمارهن الثلاثين ينتظرن الفرصة بفارغ صبر.
أما عن المجتمعات الغربية وانشغال الأهل بالمعيشة وترتيب الأوضاع
فيما يتفاعل الأولاد مع المجتمع الذي يعيشون فيه ليصبحوا جزء من نسيجه
فهذا موضوع يستحق وقفة وكثير من الإهتمام.
أحييك أستاذة عواطف
سلمت يداك
موضوع رائع فعلا ويحمل الكثير من المعاناة التي تمر فيها
الفتيات في المهجر أو حتى في بلاد عربية خارج الوطن الأم
لا أعرف لما لا تكون هناك تجمعات عربية على شكل جمعيات أو روابط خاصة بهم
بحيث يتم التعارف بين الأسر والتوفيق بين الأبناء ما أمكن
كنت قرأت في أحدى المجلات عن تجمع عربي في دولة أجنبية للمطلقين والأرامل من الطرفين
وتمت زيجات عديدة في التجمع
هذا يعتبر أحد الحلول وخاصة أن بعض الدول العربية مثل العراق وفلسطين تعاني من الحروب
والعودة بالأسرة قد لا تكون من ضمن الخيارات المتاحة
كل الشكر لك على الموضوع القيم
بعد إذنك سأقوم بتثبيته للنقاش؟؟
محبتي
طابت أيامك بالخير
موضوع آني يحصل في كل مجتمعاتنا المادية التي أدارت ظهرها
عن القيم والمبادئ الأصيلة ... نحن نعيش أزمة أخلاق ؛ أنحطاط
وأنحلال عام نتيجة الأنكسارات والأحباطات والظروف الأقتصادية
التي تعصف بدولنا المهزومة..؛
أحييك سلمت أناملك
البنات والغربة
العرض العادي
