في المَهْجَر
قَلبِي لفراقِِ الأحبةِ مِنَ الجَوى
قدْ تلهَبا..
ولي جَنَة ٌغناءُ تميسُ أشجارُها
في إدلبَ..
فيكِ تنسَمْتُ عبيراً فاحَ شذاهُ
وسمعتُ شدواً
معجبا ..
مالي ولقلبي تذكو في النَوى نارُهُ
وعَيني تُهْمي عليه
مُزناً صَيبا..
كلتاهُما نارٌ بالحشى تتوقدُ هذي
لتزيدهُ تلهباً..
والدمعُ لِيَنضُب..
فالشوقُ يُبري ويسقمُ الجسمَ
والدمعُ من الجفونِ
قدْ تَصَبب..
لمْ يدرِ الأنامُ كيفَ النوى تمرض
فؤاداً مُتعبا ..
ما أشَدَّ ظُلمَ منْ تبغي وِصَالَهُ
فيريكَ صُدوداً
ويتيهُ مُعجبا ..
ما سَلِمَ منْ ذاقَ مَعنى الهوى
حتى ولو كانَ
مُقِلاً أو مُسهبا..
فيا لائمي بالهوى كُفَّ عنِ اللومِ
لم تذقْ أجاجَ أمْواهِهِ
ولو كانَ صَيبا..
فيه يَنْجَلي سوادُ الرأسِ صُبحاً
وشبابُ العُمرِ
فيه تَسَرَبا..
فيكِ كانَ غُصنُ شَبيبتي مُورقاً
وبطولِ سَفَري أصبحَ
فُودِيَ أشْيبا..
غابتْ أورادُ الفرحة عنْ ناظري
فصَوَّحتْ أزهارُها الضَواحِك
مَشْرقاً ومَغْرِباً..
ما لأ ماليَ الراكضةَ صَرَعَها اليأسُ
فأمسى رسمُ
أطلالِها مُغيبا..
يوسف لحسن