القدسُ.. وَجَعٌ يُورقُ عصافِيرَ خضرَاءَ!

القدسُ.. وَجَعٌ يُورقُ عصافِيرَ خضرَاءَ!
عبد اللطيف غسري

القوافِي نَزيفُهَا في امْتِدَادِ = مِلءَ جُرحٍ صَهيلُهُ في اطِّرَادِ
أيُّها الجُرحُ ما لِنَبضِكَ يَطفُو = فوقَ مَوجِ الكلامِ والإنشَادِ
مَقْدِسِيُّ الوَجيبِ أنتَ فَهَلاَّ = خَفَقَتْ مِنكَ أرجُلٌ وأيادِ
شُغِلَ القومُ عَنكَ بالنَّفسِ حتَّى = كبَّلَ الخَوفُ صَافِناتِ الجِيادِ
القِيَانُ ابْتِدَاؤُهُمْ والأغَانِي = مُنتهَاهُمْ وطَيِِّبَاتُ الزَّادِ
والليالي تَخِيطُ ثَوبَ الخَطايَا = وهْيَ تَحْبُو على حَشَايَا المِهَادِ
والفوانِيسُ إذ تضِجُّ احْمِرارًا = لا َتُسَجِّي هَياكِلَ الرُّوَّادِ
أيُّها الصَّادرُونَ أشباحَ ذِكرَى = تَحْمِلونَ الرَّدَى على الأجسَادِ
عُنفُوانُ الرَّبيعِ فيكُم تهاوَى = وَذوَى فِي أسِرَّةَ الإجهادِ
أخْجَلَ الياسَمينَ فِيكُمْ ذبُولٌ = فَتوَارَى فِي زَحْمَةِ الأنْدَادِ
هَمْسُهُ في المُروجِ فَوْضَى أنِينٍ = يَتهادَى على صُدُورِ الوِهَادِ
أيُّها الآكِلونَ خُبزَ التَّأسِّي = ذَهِلَ الضَّوءُ عَن عُيونِ الجَرَادِ
افْتَحُوا مَتْحَفَ الجِراحِ وَجِيئُوا = مِنهُ لِلسَّائِلينَ بالإمْدادِ
أينَ مِنكُمْ عمَامَةُ ابْنِ زيَادٍ = أينَ مِنكُمْ حِمَالةُ المِقْدَادِ
قُبَّةُ الصَّخرَةِ التي قد سَلَوْتُمْ = نَغَمٌ في ضَمائِر الأجدادِ
مِنهُ في تِلكُمُ القراطيسِ فَيْضٌ = مِن رَحيقٍ مُخَضَّبٍ بالمِدادِ
قُدسُنا مَوْثِقُ الوُجودِ إلينَا = مُذ وَطِئْنَا إليهِ ذَرَّ الرَّمَادِ
ما نَسِينَاهُ فِي ضُحَى اليَوْمِ لكِنْ = أثْقلَتْنَا عَنهُ الغُيُومُ الغَوَادِي
قُدسُنا صَرخةُ الوليدِ تعالتْ = فَوقَ مَهدِ البَراءَةِ الوقَّادِ
هَبَّةُ الكِبريَاءِ فِي عَينِ أنثَى = تَغْزلُ الرِّيحَ مِن نسِيجِ الفُؤادِ
وَجَعٌ فِي الضُّلوعِ قرَّ وَرَجْعٌ= مِن كتابِ الأذكار والأوْرادِ
تُورقُ الرُّوحُ مِنهُ بِذرَ نخِيلٍ = وَزُهُورًا تُظِلُّ هَامَ القتادِ
وَعصَافِيرَ فِي اخْضِرَارِ الأمانِي = تَرْزَحُ الدَّهرَ فِي دُنَا الأصفادِ
عَرَبيٌّ لهِيبُهُ ليسَ تَخبُو = مِنهُ في القلبِ جِذوَةٌ بالتمادِي
أيُّها الجُرحُ أسْبِلِ الآنَ وَدْقًا = أمْطِرِ الحُلْمَ فِي الغَديرِ الصَّادِي
أطْلِقِ الرُّوحَ مِن قُيودِ الترَدِّي = وَازْرَعِ النُّورَ فِي شَبا الأكبادِ

من مجموعتي الشعرية..

الله الله
يا أستاذ عبد اللطيف
لقد فقدت أمتنا هويتها المتمثلة في كتاب الله
وبالتالي صار كل شيء مباحاً والمقدسات لا قيمة لها
ولكني أبشرك
أن الله سيستبدلنا بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين
............
إكراماً للقدس الشريف
وإبداعِك الكبير
أثبت
هذه القصيدة الرائعة
محبتي

لله درّك أيها الشاعر الكبير عبد اللطيف غسري
وكأنني قرأت إحدى المعلقات هنا
أبهرني العنوان..(القدسُ وجعٌ يورقُ عصافير خضراء)
ستورق الأماني على أرض القدس الشريفة
وستمطر بحول الله وسيعود للربيع عنفوانه
ولمهبط الأنبياء هويته
طبتَ سيدي وطابت أيامك
"
"
أمــل

اقتباس: المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد سمير     الله الله يا أستاذ عبد اللطيف لقد فقدت أمتنا هويتها المتمثلة في كتاب الله وبالتالي صار كل شيء مباحاً والمقدسات لا قيمة لها ولكني أبشرك أن الله سيستبدلنا بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين ............ إكراماً للقدس الشريف وإبداعِك الكبير أثبت هذه القصيدة الرائعة محبتي

أشكرك أيها الأخ النبيل والمبدع الأريب الأستاذ محمد سمير على احتفائك الراقي بالنص وبصاحبه..
دمت ناصرا للشعر والشعراء الذين أنت منهم وإليهم.
مودتي وتقديري

اقتباس: المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمــل الحداد     لله درّك أيها الشاعر الكبير عبد اللطيف غسري وكأنني قرأت إحدى المعلقات هنا أبهرني العنوان..(القدسُ وجعٌ يورقُ عصافير خضراء) ستورق الأماني على أرض القدس الشريفة وستمطر بحول الله وسيعود للربيع عنفوانه ولمهبط الأنبياء هويته طبتَ سيدي وطابت أيامك " " أمــل

أشكرك أختي الفاضلة أمل على المرور الجميل والقراءة الواعية والثناء الوارف..
سعدتُ بزيارتك الكريمة أيما سعادة.
تحياتي وتقديري

ما دام الشعر العربي موجود .. و ما دام شاعر العربية
يمتشق يراعه معلناً التمرد على ما آل إليه حالنا
فستبقى القدس بخير ... شاعرنا الكبير / ( المتنبي) عبد اللطيف غسري
لله درك من وطن ٍ يسكنك بتفاصيله المعجونة بماء العزة القعصاء ... حماك المولى
أيها الشاعر الشاعر في زمن ٍ أصبح مجرد المكوث به جهاداً ... حماك المولى .. أيها الحبيب .

ما قرأت لك نصا إلا وجدت ثماره لوحات رائعة

ترسم فيها أدق التفاصيل عما يمر بأمتنا وأهلنا

لقد أصبح العمود بين يراعك رياضا مزهرة يتألق

الأدب الرفيع والفكر الناصع والبلاغة الجميلة فيها

أمير للشعر تتربع على عرشه وتقود كل معانيه

دمت يراعا نابضا وقلبا حساسا وحرفا آسرا

تحياتي ومودتي

لله درك من شاعر له تخضع القوافي و به يفرح الشعر
سلمك الله شاعرا و سلمك عربيا يتغنى بحبيبتنا فلسطين
و لا أدري كيف رضينا بالنقيضين ؟! فكيف نسميها (حبيبتنا) و كيف نرضى لها الهوان و أن يسرقها منا اللصوص و لا نردها و كل شبر سلبه الغاصب بكل ما أوتينا من قوة ؟!
أستاذي الفاضل عبد اللطيف، مساؤك الخير و الشعر
لقد افتقدتك كثيرا في الفترة الماضية
فلم أجدك بيننا و لا بأي مكان آخر و فعلا قلقت على أخي و أستاذي بسبب هذا الانقطاع
عسى أن تكون بكل خير و سعادة
و أدعو الله أن يوفقك و يحميك شاعرا و انسانا و منافحا بالقلم عن فلسطيننا الحبيبة
و لك أينما كنت و لكل حرف جميل تحياتي و تقديري.

الشكر الجزيل لك أخي العزيز أسامة..
كلماتك الدافئة في حق النص وصاحبه ترفع هامتهما عاليا..
دمت أخا كريما وشاعرا جميلا.

رحم الله أستاذنا القدير وشاعرنا الكبير عبد الرسول معله وأسكنه فسيح جناته مع النبيين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقا..
لا تنسوا هذا الأديب القدير بالدعاء يا رواد النبع الكرام.