يعمد بعض الناس الذين جمعوا إلى جهلهم تفاهتهم و وضاعتهم للحديث بالسوء عمن حازوا شهادات رفيعة المستوى في شتى العلوم المادية والآداب الإنسانية والفنون الجميلة من الجامعات والمعاهد الحكومية منها والخاصة بعد سنوات طوال قضوها في بذل كثير من الوقت والجهد في سبيل تحصيل العلوم والمعارف ولا يتوانون عن اتهامهم بالبعد عن معتركات الحياة بكافة أطيافها وخاصة الإجتماعية منها مستشهدين على صحة زعمهم هذا بحالات شاذة من أصحاب تلك الشهادات لا تعدو أن تكون غباراً خفيفاً على زجاج ٍ صلب متين ثم يحاولون تسويغ اتهامهم هذا فيقولون : إن غايتنا النصح فعلى أهل الشهادات أن يعلموا بأن حركة الحياة هي المدرسة الحقيقية التي يتخرج منهاالإنسان في أفضل أحواله عندما يغوص في أعماقها فيمتلك القدرة على تمييز الخبيث من الطيب و الصديق من العدو والصواب من الخطأ والخير من الشر والفضيلة من الرذيلة والبناء من الهدم والحضارة من التخلف والحداثة من الجاهلية و أن ما تمليه الجامعات والمعاهد ودور العلم المختلفة على طلابها ومريديها لا يكفي لوحده من أجل استيعاب الإنسان وفهمه لأساليب التعامل مع الآخرين والتفاعل معهم و لإكسابه القوة القادرة على مواجهة متاعب الحياة وهمومها و الدافعة له للنهوض بالمجتمعات الإنسانية في شتى المجالات المتاحة لتطورها ورقيها وبناء ذاته بناءً تستقيم به سفينة حياته بشراعها الدينية والأخلاقية والمهنية . إنه كلام ُ حقٍ أرادوا به باطلا فالنصح و والرشاد لا يكون بالتسفيه وتتبع الزلات و الأخطاء و إحصاءها و لو صدقوا في ظاهر قولهم وباطنه لقلنا إن فيهم طفرات خير قد نطقت بها ألسنتهم و تبنتها قلوبهم لكنها أحقاد نفوسهم الحاسدة وعقد نقصهم الظاهرة و نتاج أخلاقهم المتردية هي التي دفعتهم إلى دس السم في الدسم فغايتهم الحط من شأن أصحاب تلك الشهادات وقدرهم في أعين جمهور الناس وخواصهم و التتبع لزلاتهم وعثراتهم و ستر محاسنهم وتثبيط همهم وعزيمتهم من أجل إثبات صوابية اتهامهم . والمُشكلة ليست في إساءتهم بحد ذاتها فذاك أمر يستوعبه أهل الحكمة والبصيرة المتفهم لسيكلوجية ذاك الصنف من البشر و إنما تكمن في جهل هؤلاء وصعوبة إدراكهم لمدى أهمية تلك الجامعات والمعاهد بما فيها من كتب ومخطوطات و مختبرات وأدوات وطرق تعليم وتثقيف قد احتضنت بمجموعها تاريخ العلوم والآداب منذ بدء اهتمام الإنسان بالمعرفة وسعيه وراءها و التي يشرف ويقوم على أمرها أساتذة وعلماء ومفكرين و أدباء و فنانون قد أقسموا جهد أيمانهم أن لا يمنحوا تلك الشهادات التي تعتبر بمثابة تجسيم معنوي لمفاتيح العلم والمعرفة إلا لمستحقيها والذين يتوجب عليهم الأخذ بها والضرب في الأرض أصقاع شرقاً وغرباً وزرعاً و إعماراً للحضارة الإنسانية بركيزتيها الأساسيتين العلم والأخلاق . إن على هؤلاء أن ينزعوا عن وجوههم تلك الغشاوةٍ و أن يدركوا تلك الحقيقة الخالدة التي أقرتها شريعة السماء في أهل الأرض في معرض تبيانها وحديثها عن عدم استواء أهل العلم مع أهل الجهل في المكانة والمرتبة والماثلة في قوله تعالى (( هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ )) فالله درّكم من مخبر هؤلاء بحديثي هذا لعلهم يكفون عن وضع سمومهم في موائد العلم وأهله هذا وما الفضل إلا من الرحمن بقلم..............ياسر ميمو
الأستاذ ياسر أرى أن المقال إنفعالي ، هنا تتحدث عن وضع السم في الدسم ، بحثتُ فلم أر سمّا ولا دسما ... لم تعرض لنا صُلبَ المشكلة ، وإنما كان الموضع أشبه بالمقدمة ...،ننتظر تكملة له ... ملحوظة : نرجو التنبه للهمزة التي يسبقها جار ..تكون على نبرة ( كرسي) تحية لك وشكرا أنتظر إستكمال المقال
قمتُ بتكبير الخط حتى يسهلَ على القارئ تحية لك
نعم صدقتي أستاذ وليد في مقالتي نفس انفعالي لا توجد تكملة لمقالتي أنا تحدثت عن أناس لفظتهم المدارس مُبكراً وهذا ما شكل لديهم مع تقدم العمر بهم عقد نقص اتجاه أهل الجامعات والمعاهد فعرضوا وجهة نظرهم وقالوا (( إن أهل الجامعات والمعاهد يعيشون في قصر عاجي وهم بعيدون كل البعد عن الحياة بكل تفاصيلها وهمومها ومشاكلها ( و إن أخطئوا في التعميم ) و أن على هؤلاء الدخول في معترك الحياة و عدم الاكتفاء بشهادات أكاديمية ( هذا هو الدسم ) أما السم يكمن في أن نصيحتهم هذه كان الدافع إليها هو الحسد والشعور بالنقص اتجاههم ) هذه الفكرة التي أردت الحديث عنها من خلال شخصيات من مجتمعاتنا قد التمست ذلك السلوك منها شكراً أستاذ وليد على مداخلتك لك مني جزيل التقدير والامتنان