بداية الفرضية :
في العام 1930 وبينما كان باول ديراك يضع افتراضه او تصوره الأول للألكترون حسب النّظرية النسبية وميكانيك الكم ، كانت إحدى نتائج افتراضه هو وجوب وجود جسيم مضاد للألكترون ذو كتلة مساوية لكن بشحنة مخالفة وزخم مغناطيسي مخالف
وفي العام 1932 كان كارل أندرسون يتفحص الأثر النّأتج عن الأشعة الكونية فرسم أحد الجسيمات أثرا يشابه مايرسمه الألكترون ولكن إنحناء مسار المجال المغناطيسي أظهر انه موجب الشّحنة ..فأسمى هذا الألكترون الموجب بالبوزيترون
وفي العام 1950 قام الفيزيائيون في مختبرات " لورينس راديشن " بغنتاج ضديد البروتون باستخدام مسرع بيفاترون .. ولتوليد ضديد البروتون فإن البروتونات تُسَرَّع بطاقة كبيرة ثم جعلها تصطدم بهدف يحتوي على بروتونات أخرى ..
ان الجسيمات والجسيمات المضادة تفنى حين تلقتقي حيث يختفيان ، امّا الطاقة الحركية للكتلة السكونية المتبقية فتتحول إلى جسيمات أخرى حسب :
(. .E = mc 2 )
مثلا عند التقاء الألكترون والبوزيترون فانهما يتعرضان للفناء وينتج شعاعان من أشعة گاما كل منهما بطاقة " 511 " كيلو ألكترون فولط ، ويذهب كل شعاع باتجاه .
أي إن الأشعاع ( الطاقة الكهرومغناطيسية ) تتحل إلى مادة بشكل زوج " جسيم وجسيم ضديد " وكذلك المادة تتحول إلى إشعاع . ففي الكون البدائي حدثت الإزاحة بين المادة والطّاقة بصورة مستمرة كلما تكونت المادة وانفنت .
لكن هذا التّحول إلى زوج ( جسيم – جسيم ضديد ) لايمكن أن يتم إلا إذا كان قيمة حاصل ضرب كتلة الزوج المتكون في مربع سرعة الضوء ( mc^2 )أقل من طاقة الإشعاع E. مثلا :
كي يتكون زوج ألكترون بوزيترون ) فغن الإشعاع يحتاج لطول موجي أقصر من 0.0012 نانومتر . وأي زيادة في طاقة الفوتون تكون الطاقة الحركية لزوج ( الكترون – بوزيترون ).
إن الإشعاع بهذه الطاقة العالية يكون في درجات حرارة عالية ، مثلا كي يتكون زوج من ( الألكترون بوزيترون ) فغن درجة الحرارة يجب ان تكون ( 6x 10^6 ) كلفن وهو ماكان حقيقة في الثانية الأولى من الانفجار الكوني
أين ذهبت المادة المضادة؟؟
حسب قانون التّماثل : " إن ّ المادة لايمكن أن تُخَلَّق زيادة عن المادة المضادة مالم تتصرف أحد انواعها تصرفا مختلفا . أي انه يفترض أن كل مافي الكون من مادة ومادة ضديدة يكون بمقادير متساوية ..لكن لو جزمنا بهذا القانون فالنّتيجة انه لاوجود لكونناالحالي مادام لقاء المادة وضديدها يؤدي الى فنائهما وانبعاث طاقة عالية ..إذن السؤال كيف تكون الكون من المادة ( اللبتونات الأولية ) وأين ذهبت المادة الضديدة ؟
عن هذا السؤال ؛ يقول د. ميشيل داين : إلى السّتينات من القرن العشرين كنّأ نعتقد أن قوانين الطّبيعة تؤيد التّماثل في مستوى المقادير بين المادة والمادة الضّديدة ، ولكننا نعلم الآن ان هذا التماثل ليس كاملا
إذ أثبت الفيزيائيون عام 1964 في تجربة مع أحد الجسيمات الأولية يسمى ميزون k
، ان الانحلال في المادة الضديدة يحدث أسرع من الإنحلال في المادة العادية
وبعد 37 عاما ثبت إن جسيما آخر هو ميزون B ايضا يخالف مبدأالتماثل حيث وجد العلماء الفرق بين المادة والمادة الضديدة من خلال معرفة هذا الجسيم والجسيم الضديد له ، وتم أول إعلان عنه في يوم 26/7/2001 بعد بحوث تواصلت لمدة ثلاثة سنوات وتحليل 88 مليون تجربة وجهد مشترك من 500 عالم وفني من كندا ، الصّين ، المانيا ، بريطانيا ، إيطاليا ن النرويج ، روسيا والولايات المتحدة
إن أهمية الميزون b تكمن في تفسير وجود المادة في الكون ولذلك يقول العلماء عمّا جرى في بدء خلق الكون : يجب أن يكون تم التفضيل بأجزاء من الثّانية بعد الإنفجار العظيم ؛ لإنّه كان المطلوب كمية قليلة من المادة أكثر من المادة الضّديدة بمقدارجزء واحد من كل بليون جزء ...وبذلك ذهبت تلك المادة الضديدة بالتصادم مع المادة وبقي ذلك الجزء من المادة الذي تولد عنه الكون ..
المصادر :
Bathways to Astronomy , schnieder Arny , 2007
. علي حسان عبد الله / مجلة العربي / عدد 572/تموز 2006