بدايات متنوعة الألوان ترسم شخصية الكاتبة رونزا الكسواني
بقلم: حسين أحمد سليم
الكاتبة رونزا الكسواني , انطلقت من اللغة الإنسانية الطبيعية , لتحلل تجربتها النسائية الشخصية , إنسانيا واجتماعيا , فاعتمدت اللغة الإعلامية المبسّطة, وانتهجت الإنشاء السّهل , في تكوين مرسلة لغوية مقروءة , تنتقل إلى الملتقط القارئ , في أشكال من الخلق والابتكار , تمتطي صهوة الكتابة , في قوالب متعددة , من الخواطر القصيرة... مرورا بالقصة القصيرة , فالأقصوصة ’ وصولا إلى المثل والوجدانية ...
عكست وتعكس الكاتبة رونزا الكسواني في خواطرها الوجدانيّة كتابة أخرى , تعاني من الألم واللذة والفزع والمعاناة في آن , وهي بمهارتها الفنية , وقدرتها الفكرية , تعرف كيف تعطي كلماتها , صفة الحياة , وتسبغ عليها من ذاتيتها , وتعطيها من انفعالاتها , ما يوحي للقارئ , أنها كتبت فقط منذ لحظة , زمانا ومكانا ...
ترسم للكاتبة رونزا الكسواني في لعبتها الفكرية اليومية , كيف تشاهد الحدث , بعين ثاقبة , تدون الخبر , بأنامل رقيقة , إنما قوية , تتأمل بهدوء , تتفكر بعمق , تدير نورج التحليل , تزيل القشور , تنقي الشوائب , تجمع الخلاصة , تزقها في حواصل ذهنها , تسحنها في أرجاء بصيرتها , تعجنها في مياه مرونتها , تدخلها نار عواطفها , لتصبح طعاما ثقافيا لروحها , ولكل روح جائعة ...
الكتابة , وسيلة تعبير جميلة , عند رونزا الكسواني , تجسد شعورها المرهف بلذة الحياة , وتعكس معاناتها بمرارة الواقع , لذلك , فهي تستشعر الحدث , وتتحسس الواقع , فترسم بالكلمة , ما تستمتع به , مشكلة شخصيتها الفنية , كتابة وترجمة لمشاعرها , بلغة مميزة , وان تباينت الصور الفنية , والمضامين الكتابية , لأن الكتابة عند الكاتبة رونزا الكسواني , ليست وليدة الصدفة , أو وليدة الاستشعار والتحسس , وليست وليدة المعاناة فقط , إنما وليدة احتكاك عناصر الأشياء ببعضها , وتزاوج عناصر الأشياء من بعضها , في كينونة المجتمع , وصيرورة الواقع , واستمرارية الحياة ...
تنتخب الكاتبة رونزا الكسواني الموضوع , الذي تريد , فتنخب عناصره الفنية , وتلج لبابه , ولا تهجره إلا بعد استنجاف خلاصته , فتتملكك الدهشة , وتأخذ بك الحيرة , لخيالها الواسع الخصب , وأدائها البارع , وتعابيرها الفنية الجميلة , وعفوية خاطرها , وفيض قريحتها , وحسن استخدامها الكلمة , بمعان رقيقة جدا , كرقتها , وصور صافية نقية , كنقائها , تشعر معها , بأن الكاتبة رونزا الكسواني , قريبة منك , وأنت تقرأها , في خواطرها , في صور حكاياتها الواقعية , في آرائها , في أفكارها المختلفة , في ومضاتها الجميلة , تحس بأنك تسافر معها , في ماورائيات الحروف والكلمات , ترود آفاق الجمال , عند حدود الخيال , لتبقى الكلمة من تشكيلة رونزا الكسواني , محفورة في القلب , ثابتة في مكنون العقل , وعند متناول الفكر ...
في عباراتها الموجزة , المستحسنة شكلا ومضمونا , ما يؤكد للقارئ , خبرة الكاتبة رونزا الكسواني في الحياة , التي أثرت معرفتها الثقافية , فأثرت تعابيرها , وزادت في وضوحها ... لنتبين في خواطر الكاتبة رونزا الكسواني , صدق النظرة , وصواب المضمون , وبالتالي يتجلى لنا , المضمون الفكري , والرأي السديد , لفكرة صادقة , أثبتتها التجربة , وصقلها العقل , الهدف منها الإرشاد , والغاية منها النصح ...
الكاتبة رونزا الكسواني , في أقاصيصها , تكتب فن ملاحظة الحياة , واعادة صياغة بعض مواقفها , أو لحظاتها الشعورية , في قالب يعكس صنعتها , وقدرتها الفكرية , على توظيف أدواتها الفنية , وكتاباتها القصصية , هي عمل لم تبتدعه من الخيال المطلق , ولا اقتصرت فيه على تسجيل الواقع الذي تشهده , أو تقترب منه , فأتت رؤية للحياة , فيما تنتجه من كتابات مختلفة في شتى النواحي ...
حين تكتب رونزا الكسواني كلماتها الوجدانية , تتأرجح بين الخيال والواقع , وترسم بالكلمة أصداء من واقع حياتها , وتنمنم حروفياتها , في نقاط من ضوء , لصور من معالم ومظاهر حياتها , وتعتمد الكاتبة الكسواني , على وقائع حقيقية , وحين تركن إلى قلمها , وتجلس إلى أوراقها , لتكتب , فإنها تبحر في أعماق ذاتها , وتهيم في كنه ذاكرتها , تستدعي كل ما اختزنت في أعماقها , وترسب في مغمور أفكارها على مر السنين , وحقب الزمن , من معالم ومظاهر ومشاهدات يومية في حياتها , مضمخة بذكرياتها الشخصية , فيسيل قلمها على الورق , ويخط يراعها فوق القرطاس , مختلطا بكل تلك المعالم , مضافا إليها , خلاصة الخواطر , وصفوة الأفكار , ورؤيتها الشخصية , للحياة والوجود والحب ...
باكورة الإنتاج الفكري , وليد اللغة والإنشاء السّهل , للكاتبة رونزا الكسواني , بدايات مميزة , تعملقت الكاتبة , في حروفية وكلمات , خواطرها , ووجدانياتها , وأقاصيصها , لتبدو فيما تمخضت به , خفيفة الروح , عفوية الكلمة , تعزف على أوتار النفس , سمفونيات الحياة , فتهتز الروح , وهي تحلق في عالم الأثير , على أجنحة كلماتها , التي تجاوزت حدود السمع , والقراءة , إلى شغاف القلب , لتتخطى حدود الجسد , تستوطن الحنايا والمشاعر , بالصور الجميلة , والكلمات الدقيقة الرقيقة , بخصوبة يانعة , وانفتاح على الحياة حر , من وحي الحياة , تحاكي الأمل بالأمل , كارزة بالحب , من أجل الوجود والحياة والإنسان والحب ...
بدايات الكاتبة رونزا الكسواني , كتابات تجسد ديمومة الكلمة , وتؤكد قدرتها , في حياة الكاتبة , المبحرة في رؤى الفكر , على أجنحة الخواطر , ترسم وجودها في كلماتها , تشكل حياتها في خواطرها , فتأتي على قدرها , ملونة بألوان الوجود والحياة والحب , لتنتصب الكاتبة رونزا الكسواني , في ربى العطاء والإبداع , رافعة راية الكلمة المسؤولة الحرة ...