أصوات وصدىبقلم: حسين أحمد سليمإذا أطلَّ الحقُّ تُنقشُ في صدرِ الدُّنيا ملحمةُ اللهِ الخالدةْ. إذا أضاءَ الرُّمحُ الإلهيِّ عَمَّ الأرضَ مجدُ رسالةِ السّماءْ. عندما تتلألأ الأشِعّةُ من كواكبِ المجدِ البعيدةِ تنبضُ الأفلاكُ بالضّياءْ. عندما تتّقِدُ الشّعلةُ الخالدةُ تُنيرُ دروبَ الظُّلماتْ. عندما تعلو الصّرخاتُ المُدوّيةُ بالحقِّ يستجيبُ لها ضميرُ الحياةْ. المركبُ الأمينُ يسخرُ بأنواءِ السّوءْ. من يحتمي بِعيْنِ اللِه يَطرحُ خوفهُ في رحمةِ اللهْ. من أرادَ السّلامَ يسعى للخلاصِ منَ الحروبْ. مّن صمدَ في عنادِ الحقيقةِ ظفرْ. مَن نفخَ في بوقِ الحقِّ سكنَ الحقيقةْ. مَن صرخَ في دروبِ اللهِ نالَ رِضى اللهْ. مَن نهرَ جحافلَ الشَّرِّ أرسى قواعِدَ الخيرْ. مَن شهرَ سيفَ الرّحمانِ قضى على وساوسَ الشّيطانْ. مَن همسَ في آذانِ الورودِ نالَ ضَوْعَ الطّيبْ. مَن هامَ في رِحابِ العِلمِ سَبَرَ أسرارَ الوُجودْ. عندما تتهادى الرّياحُ على زُرقةِ البِحارِ محمولةً بالزّبدِ النّاصعِ تتلألأ الشّواطيءُ النّورانيّةْ. عندما تهبطُ الرّياحُ من آفاقِ الكونِ اللامتناهي الأبعادِ تغمُرُ الأرضَ بالإنتعاشْ. الرّياحُ المُزوّدةُ بأسرارِ الحِكمةِ تصفعُ عتماتَ الجهلْ. الرّياحُ المُودعةُ آياتَ الحقِّ تُبشِّرُ بالحقيقةِ وتُنذِرُ الظّلمْ. العواصِفُ الجسورةُ تصفعُ القِممَ المُستكبرةْ. العواصِفُ العواتيَ تُخزي القصورَ المُسعليةْ. العواصِفُ الهوجاءَ تُذِلُّ الجيوشَ المُتجبّرةْ. العواصِفُ الكاسحةُ تجتاحُ الحُقولَ العِقامْ. العواصِفُ العاصفةُ تجتاحُ الأوديةَ الموبوءةَ الخبيثةْ الجِبالُ العواقِرُ تخافُ الرّياحُ الكاسِحةْ. العواصِفُ المُباركةُ غالبةٌ غيرَ مغلوبةْ. عندما تُبسطُ الأذرعُ الجبّارةُ على المسكونةِ تندكُّ الصّروحُ الفاسدةْ. عندما يتجلّى الجمالُ يَمَّحي كُلُّ وجهٍ قبيحْ. الأغراسُ المليئةُ بالوداعةِ والنّعمةِ لا تنبتُ إلاّ في تُربةِ الأرضِ المصهورةِ بالنّارِ المُقدّسةْ. الذّراعُ الجبّارةُ تحني هامةَ شامخِ الأنفِ. الأيادي القويّةُ تُمزِّقُ صدورَ الليالي. إذا تجلَّتِ الحقيقةُ أنْقَضَتِ حجارةَ مملكةِ الظّلامْ. عندما تُشرِقُ الأنوارُ تنتزِعُ قلبَ الليلِ وأحشاؤهْ. إذا عافتِ النّفوسُ حياةَ القهرِ هامتْ في هياكلِ المقابرْ. حضارةُ العصرِ ترقصُ على قعقعةِ طبلِ التّمدُّنِ الأجوفْ. الجشعونَ أبناءُ الهاويةِ الخاسؤونْ. ظُلاّمُ العصرِ زُناةُ التّاريخِ كِلابٌ مسعورةٌ تنهشُ الحقوقْ. الجيوشُ المُعبّأةُ بالرّذائلِ المحشودةُ بالأطماعِ وجبَ قتالها بعنفٍ وجبروتْ. مَنْ يعملُ كي تَرِنَّ الفرحةُ الضّاحِكةُ في ساحةِ الحياةِ لهُ الأجرَ والثّوابْ. من يسعى كيْ تزولُ الأحزانُ والأوجاعُ يكسبُ مرضاةَ اللهْ. مّنْ أطلقَ الحِكمةَ معْ جيادِ الشّمسِ أصابَ الأهدافَ المُرتجاةْ. مَنْ حمِلَ جواهِرَ الحِكمةِ وكنوزَ المعرفةِ لانتْ لهُ الحياةْ. كبرياءُ الأرضِ لا يلينُ إلاَّ بإراداتِ العملْ. صلفُ القِممِ العاتيةِ لا يُخزى إلاّ بتسلُّقها. جلفُ الصّخورِ القاسيةِ لا يغدو مَلِساً إلاّ بِنحتها. حضارةُ العصرِ غابةُ الذُّلِّ والدّعارةْ. مَنْ قطعَ الأشجارَ المُترهِّلةِ وزرعَ غرساتَ الأرزِ الدّهريّةِ مَجَّدَ اللهَ في عُلاهْ. مَنْ أدمى شرايينَ التُّربةِ بالمِعولِ البطّاشِ طهّرها من الدّيدانْ. مَنْ زرعَ بِذارَ الخيرِ في الحقولِ الشّاسِعةِ والفيافي الواسعةِ نَمتْ سنابلَ نورٍ مُضمّخةٍ بِعطرِ فجرٍ جديدْ. مَنْ نادى على هِضابِ الحياةِ كارزاً بتعاليمِ اللهَ طرقَ صوتهُ الآذانَ الصّمّاءَ وسامرَ العيونَ العمياءْ. مَنْ زَفَّ أفكارهُ العذاراى إلى القلوبِ النّقيّةِ ولجَ ملكوتَ الحقّْ. الأفكارُ النّقيّةُ تنتشرُ كبخّورِ المعابدْ. عندما يُطِلُّ الفجرُ الإلهيُّ على جسدِ الأرضِ المريضِ يتعافى مِنَ الأسقامْ. عِندما ينهلُّ الرّبيعُ الزّاهرُ فوقَ جسدِ الأرضِ يسكبُ معِ الشّمسِ قُبلةُ النّورِ والعافيةْ. عِندما تَشحذُ النّارُ العظيمةُ المّقدّسةُ ألسنةَ الرّعبِ تتهاوى في معظمتها الأبالسةُ والشّياطينْ. عِندما تُرهفُ سيوفُ النّقمةِ تستيقظُ التّربةُ الغافيةُ ويلتهِبُ باطنُ الأرضْ. عِندما تنطلِقُ ثورةُ الحقَّ تَهدِمُ القصورَ المُدِلّةِ وتلُفُّ رؤوسَ الطُّغاةِ بدوّامةٍ قاهرةْ. ثورةُ الحَقِّ والعدلِ تُتوِّجُ الشّرفاءَ أبطالَ قادةْ. إذا أزهرَ الكوخُ الوديعُ وُلِدَ بين جنبيهِ البَطلْ. يَطمئِنُّ مَنْ يغفوَ على صدرِ العروسِ الطّاهِرْ.