مسلّةُ حُزنٍ عِرَاقيّ صَحَائِفُ الحُزْنِ في عَيْنَيْـكَ تُفتَتَـحُ=نَهْرَيْنِ .. مَا مَرَّ في قَلْبَيْهمَـا فَـرَحُ مُكَابِراً .. تَرْشُفُ الأَرْزَاءَ مِنْ قَـدَحٍ=فَيَشْرَئِبُّ عَلَى ثَغْرِ الـرَّدَى قَـدَحُ وَتَصْطَفِي حَانَةً كَسْلَى .. تُرَاقِصُهَـا=وَأَنْتَ مَا بَيْنَ أَطْيَافِ الرُؤَى شَبَـحُ أَرَاكَ تُوْغِلُ حَدَّ النَّزْعِ فـي وَجَـعٍ=جَنَائِزِيٍّ .. مَعَ السَّارِيْنَ مَا جَنَحُـوا تُلامِسُ الغَيْمَ ، مَصْلُوْباً عَلَى كِبَـرٍ=والصَّالِبُوْكَ إلى قِيْعَانِهَـا انْبَطَحُـوا يُسَمِّرُ العِشْقُ فـي مَـرْآكَ شَاهِـدَةً=تَخُطُّ أَطْيَافَ مَنْ نَاحُوا وَمَنْ نَزَحُوا وَتَخْلَعُ السِّجْنَ عَنْ أُفْقٍ رَمَـوْهُ بِـهِ=وَتَنْزِعُ الجُبَّ عَمّنْ فِيْهِ قَدْ طَرَحُـوا الرَّاكِضِيْنَ عَلَى خَدَّيْـكَ يَصْفَعُهُـمْ=صَهِيْلُ خَيْلِكَ عِنْدَ اللَّيْلِ إنْ جَمَحُوا والطَّاعِنِيْنَ لِطُهْرِ الأَرْضِ خَاصِـرَةً=كَانَتْ لِلَهوِ صِبَاهُمْ ..كُلَّمَا رَمَحُـوا وَاللاهِثِيْنَ وَرَاءَ النَّـايِ .. أُغْنِيَـةً=أَنِيْنُهَا حَشْرَجَاتٌ .. مِلْؤُهَـا تَـرَحُ تَمُرُّ كالنَّعْشِ دُنْيَاهُمْ عَلَـى فَـزَعٍ=وَتَسْتَغِيْثُ الصَّبَايَا حَيْثُمَا طَمَحُـوا وَأَنْتَ تَحْتَ خُطَاهُمْ تَسْتَجِيْشُ مَدًى=وَفي صَمِيْمِكَ رِيْحٌ .. أَيْنَمَا رَزَحُـوا حَضَارَةٌ .. خَبَّأتْهَا الأَرْضُ في دَمِهَـا=وَشَاخَ لَيْلُ أَسَاهَا .. فَانْبَرَى وَضَـحُ وَأَنْتَ .. أَنْتَ عِرَاقٌ .. مِنْ تَعَرُّقِـهِ=يَسِيْلُ حُزْنٌ .. فَيُخْفِيْ قَوْسَهُ قُـزَحُ تُرَشِّحُ الصَّبْرَ نَهْرَيْ عِزّةٍ .. فَهُمَـا=عَلَى جَبِينِكَ مِـنْ آثَـارِهِ رَشَـحُ الرَّافِدَانِ .. كَخَطَّيْ كُحْلِ بَاصِـرَةٍ=فَيَا لِبَصْرَتِها السَّمْرَاءِ .. مَا ذَبَحُوا ؟! بَكَى النَّخِيْلُ عَلَى نَهْرَيْكَ .. يَنْدُبُهَا=فَفَاضَ جُرْفَاهُ حِيْنَ اغْرَوْرَقَ البَلَـحُ وَأَنْتَ .. يَا وَطَناً تَنْسَابُ في دَمِنَـا=مَلائِكِيُّ الثَّنَايَـا .. خُلْقُـهُ سَجَـحُ جِبَالُ هَمٍّ عَلَى كَتْفَيْـكَ تَحْمِلُهَـا=وَشَهْدُ طَبْعِكَ حُلْوٌ ، كُلُّـهُ مَـرَحُ وأَنْتَ تَبْتَكِرُ الأَقْمَـارَ مِـنْ أَلََـقٍ=تُطَرِّزُ الأُفْقَ فِيْهَا ، وَالسَّنَـا مِنَـحُ سَارُوْا، وَأَيْدِيْهُمُ مِنْ فَوْقِ أَعْيُنِهِـمْ=فَأَجْفَلُوْا خِيفَةً مِنْ هَوْلِ مَا لَمَحُـوا رَأَوْكَ تَنْهَضُ جَمْراً مِنْ رَمَادِ أَسًـى=وَحِيْنَ أَشْرَقْتَ مِن عَلْيَائِكَ افتَضَحُوا مهند حسن الشاوي
من الروائع التي قيلت في العراق حبا و غزلا و غنت بشجن شجي لجرحه و حزنه سلمك الله أيها الشاعر المجيد مهند الشاوي و تحياتي لك حيثما كنت.