كل المساءات لم تعد تبصر
الغيوم غلفت وجه القمر
الضمائر بلا عظام
نامت في حقائب الرحيل
والخفافيش مزقت جسد الليل
كل الأحلام صادرها الدجل
ومشاعل الحرية تعلق كل يوم على أعواد المشانق بفخر
الأصابع الممدوده أصابها الشلل
والرؤوس النتنة رحلت بالفرحة من على وجه الطفولة
الملامح الآتية من الخلف غطاها الرماد
يبيعون بهجة الأيام
يرفعون شعار البراءة المكشوف
ينهشون في جسد العدل ملتحفين بالخداع
فيلفظ الأمل أنفاسه على مقصلة الظلم
متناسين بأن الرصاص لغة الجبناء
والجُبن لغة الفشل
النسمات الباردة تلفح وجه المكان
كل المدن غطاها الشوك
كل البحيرات صارت خنادق
أبواب الطرقات أغلقت بوجه الربيع
وروائح الدم تنتشر على جدران نخرتها الأرضة وأتى عليها السوس
ولهيب الصمت يحرق سعف النخيل
العواصف تزلزل الأرض كلما أقتربت
تتساقط الأقنعة تباعاً
وتتضح معالم الصور
ويكتمل الدرس
وكلما كبرت أنياب الذئاب
وعلا نعيق الغربان
وغمس البعوض مخالبه في بقاع الدم المتعفن
تتقاطع الخناجر
وتتوالى الصفعات
وترتعش عقارب الزمن
تزداد الوجوه صُفرة
فيقبع الموت في كل الزوايا
تمزقني سياط الوجع
تقتل داخلي أدران الصبر
يتثاءب المساء على عباءتي
فتنساب شهقاتي كأزيز الريح
أمارس الصمت وأطبق جفني
أضرب برأسي بعرض القهر
فيحفر الألم أخاديده تحت جلدي
تترمل اللحظات من بيدي
وعلى صوت آهات الصخور وهي تتفجر
تنتفض أكوام الحجارة
يتناثر زجاج المرايا
فينتصب الوجع على بوابة الزمن معلناً ساعة الصفر
وداخلي يصرخ
إرحلي ياثواني الإنتظار
فلم يعد هناك متسع من الوقت
لنكسر القيود
وينجلي الظلم
ويزغرد الرعد
وينتهي الخرس
وتشرق الشمس
ويتنفس دجلة
ويعبر وطني الى شرفات الفجر
ونعود!!!!!!
\
27\2\2011
عواطف عبداللطيف
التوقيع
آخر تعديل عواطف عبداللطيف يوم 03-03-2011 في 11:57 AM.
هنالك بلبل حزين يسكن الشجرة المجاورة لشباك غرفة نومي،
إعتاد هذا البلبل أن يوقظني من نومي قبل أذان الفجر بقليل ،
وكلما سمعته يشدو بحزن تذكرتك وسرحت بقصائدك وحروفك التي تبعث على الألم،
وأنا أسأل نفسي :
أما من نهاية لحزنها وحزن إخوتنا العراقيين؟؟؟
هو فعلا زمن الكلام .. زمن كلام المشاعر التي
ضاقت من الإختناق .. تنتظر الفرج .. تبحث عن بصيص أمل
والحال هو الحال.. الجرح يتأزم .. يتوسع .. نستنجد بالحروف
كي تسجد .. تصلي صلاة الحياة .. ترافقها دعاء النصر
جميلة كانت كلماتك سيدة النبع الراقية .. شجية غارقة بالحيرة
والحزن .. يبقى القلم والورقة مركزا لامتصاص الكلام
لعله يخفف من الإختناق .. تقديري لقلمك الراقي