حمل عكازه وانساح في سيره متجولا في حقول القمح التي يبست بفعل الجفاف ، كان يرنو بحسرة إلى السنابل التي امتنعت عن الإنحناء لأنها فارغة ، والسيقان النحيفة اليابسة ، والتربة المتشققة من شدة العطش
ابتسم ابتسامة خفيفة وقال :
ـــ فارغة ! نعم فارغة وترفع رأسها عاليا !!!
انسال العرق من جبينه الأسمر ، مسحه بكم قميصه وهو يتجول في حقله وتتكسر نباتات الزرع تحت قدميه وتنكسر رؤوس السنابل المرفوعة تحت حذائه المرقع
فاجأه جاره المتعلم الذي يعمل معلما في القرية ويمارس الزراعة كذلك في حقله
ـــ ما لك يا أبا توفيق ؟
أجاب أبو توفيق :
ـــ ألا ترى فعل القحط في أرزاقنا ؟
ـــ نعم يا سيدي ولكنه عام ويمر ،
ونظر محدقا في عينيه وهو يعب دخان سيجارته فرأى فيها كبرياء الأرض ، وعمق المحبة ، والرضا بحكمة الخالق فأراد أن يمازحه ،وغمز بضحكة قال :
ـــ يا ابا توفيق ألا ترى معي سهولة تكسير هذه السنابل ورؤوسها ؟
نظر إليه نظرة استفهام الإنسان الذي قارب أن يجيب عن السؤال وقال :
ـــ ماذا تقصد ؟
ـــ لأنها فارغة سهلة التحطيم
ضحك أبو توفيق ضحكة عالية وقال :
ـــ ما أكثر الرؤوس الفارعة التي تحتاج للتكسير
ضحك الجاران وكل منهما يصفق يد الاخر
رمزت عليا
آخر تعديل رمزت ابراهيم عليا يوم 04-19-2011 في 05:49 AM.
قصة نسجت بخيال شاعر ولكنها حقيقة نمر بها ونعيشها في زمن الثورات والتغيير .
نعلم عندما تكون الرؤوس فارغة تتعب في تثبيتها السيقان فتراها تنحني مع الريح العاتية من كل حدب وصوب .
لقد أصبت الهدف
وأتمنى أن تتبدل هذه الرؤوس.
ودي لكَ
شاعرنا العزيز رمزت
مع كل التقدير لقلمك
التوقيع
وما من كــاتب إلا سيفنى … ويبقي الدهر ما كتبت يداه
فلا تكتب بكفك غير شي... يسرك في القيامة أن تراه
الراقي رمزت عليا :: مساؤك مفعم بالأمل
اسقاط جميل وموفق .. حيث استطعت من خلاله اظهار
ما وراء الأحداث بطريقة أدبية رائعة
حددت الضعف .. وبنيت على أساسها الأفكار وحاولت
ايصال هدفك بطريقة مميزة وجذابة
كما استخدمت الاستهزاء بالمفارقات العجيبة وبمن جثموا
على صدر الحرية والحقيقة
لك كل الاحترام ولقلمك البهي كل التقدير