حين خرجت من البيت آخر مرة خفق قلبي كما لم يخفق يوماً ، ثم أحسسته انتزع من صدري انتزاعاً ، كدت أجري نحوك لأمسك بك و أمنعك ، لكنَّ شيئاً أقوى مني كبلني في مكاني تكبيلاًً .
اذكرني يا بني .. اذكرني و أنت تحلق في السموات بين الغيوم ، اذكر حبي إياك ، و اذكر أيامنا الجميلة .
اذكر بيتنا الذي أحببتَه ، و فيه تعلمت كل خير تمثلته في حياتك التي لم تطل .
ما زلت أحسك ذلك الطفل الرضيع الذي أمسكه و أخرج به إلى المزارع ليشتم رائحة وطنه فيرسخ في قلبه كما لا يرسخ شيء آخر .
و ما زلت أحسك تلثغ بكلماتك الأولى و تقول : ماما .
كان صوتك أجمل صوت سمعته و سأسمعه في حياتي .
أتذكر يا حبيبي حين صعدت الشجرة في فسحة منزلنا و لم تستطع الارتفاع فهويت ليتلقاك حضني .
ليتك بقيت في حضني يومها .. ليتك لم تغادره ... ليتك بقيت لائذاً بصدري ... أعلم أنه لن يحميك من كل شيء ... لكنه سيبقينا معاً و هذا كل ما كنت أريد .
سأبقى حية لذكراك يا بني .. لن ترى عيناي غيرك ...و لن يخطر على بالي سواك .. ستبقى كل شيء .. لأنك أصبحت حقاً لدي كل شيء .. كل شيء .
كان رحيلك نهاية حياة ... و بداية حياة لا موت كما يُظَن ، حياتي مع طيفك ، و حياتي بطيفك ، و حياتي لطيفك .
التوقيع
الأديب هو من كان لأمته و للغتها في مواهب قلمه لقب من ألقاب التاريخ
الراقي عبد الله تفاخ :: مساؤك محمل بعبير الورد
كلمات تقطر حزنا ولوعة إستطعت من خلالها
أن توصل الوجع الذي يسكن قلب أم فقدت
عزيز على قلبها فلذة الكبد
وهنا كان المعاني تزخر بالمشاعر المختلطة بين الحسرة والشوق تسكنها الذكريات
تحدثت على مشاعر الأخرين بنبض عالي ورقة
لك مني كل التقدير والاحترام
دام قلمك الذي ينسج لنا من مشاعرك النبيلة خيوط أمل ..
وتوقد مشاعل نور في ليل داج .. طفأت شموعه ..
وأوراد قطفت قبل أن تتفتح لتنثر عيرها ..
يسعدني أن أسير في رياض حرفك الشجي ..