ما أطولَ الطريق أيها الصديق
ما أعذبَ وقع خطواتي الواثقة صوب نبضك
تملأ نصفي بعطرك المشتهى
وتترك نصفي الآخر أسير الزمانِ والمكان
هل أتوب عن جنوني أم الرشد؟..
كلاهما أنت أيها الساكنُ دمي
ماذا لو نطقَ الوقت
وخان الجدارُ معطف الانتظار؟
ماذا لو اشرأبَّ عنق الهواء
امتشقَ السهرَ ترحالا في عينيك
وبعثرَ رمال الحصار...
ما أقساك عندما تخونني معي خلف أسوار الذاكرة
ألا تعلم...
إنّي قد خبأتُ عينيَّ في إحدى مساماتك
فلا تتأخر كثيرا أيها النور
في لحظة شاردة
أكتبك أشطبك
أنساك أتذكرك
أرسمك كما أشتهي
أداعب خصلات همسك المتناثرة على وجه الرياح
والسماء تناديني: هلّمي
على كتفي استقرت شهقة
أنبتت آلاف الاشتعالات
والمسافة ابتلعت الغيابَ
ونامتْ بين أناملك...
كيف سرقتَ مني كل اللاءات،،
وشمس الصباح صارت قيد إشارتك؟؟
يربكني اقتراب الغريب منّي
يسألني عن عصفورٍ فقدَ شدوه
وتاهت منه تفاصيل التحليق
يزعجني جرسٌ يقرع في أذن بابي المغلق
سيمفونية الوقت الضائع
كل الأمطار رماديّة
إلا أنت ياصاحب الظلّ الأبيض
هكذا تتنفس نافذتي ويبوح دمي
وفي أحشائي
ينمو جنين الوعد
والدم ياصاحبي لا يخون
ولا يخلف الوعد