ساهم في بناء مسجد قدرمفحص القطاه
بسم الله الرحمن الرحيم
إن دعم مشاريع عمارة بيوت الله تعالى كل بحسب استطاعته وتخصصه، أمر في غاية الأهميــــة ، فإذا تبرع المسلم بما تجود به يده قيمة تكلفة مفحص القطاه من بناء كل مسجد، فإنه يحصل أجر بناء مسجداً كاملا .
وكما نعلم بأن المساجد بيوت الله تعالى في الأرض، وعمارها زوارها، فمن أتى المسجد فهو زائر الله، وحق على المزور أن يكرم الزائر، قال رسول الله صلّ الله عليه وسلم:« إن الله لينادي يوم القيامة: أين جيراني؟ أين جيراني؟ فتقول الملائكة: ربنا ومن ينبغي أن يجاورك؟ فيقول: أين عمار المساجد».
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قَالَ: "فَتَقُولُ الْمَلَائِكَةُ: رَبَّنَا! وَمَنْ يَنْبَغِيَ أَنْ يُجَاوِرَكَ؟ فَيَقُولُ: أَيْنَ عُمَّارُ الْمَسَاجِدِ؟". أخرجه الحارث بن أبي أسامة في مسنده" ( 16 / 1 ) وصححه الألباني في " السلسلة الصحيحة " ( 6 / 512 ).
ولقد جعل الله تعالى المساجد منارات هداية وقيم وصروح ثقافة وعلم، فيها يتربى الإنسان فتزكو نفسه وينشرح صدره ويطمئن فؤاده، وفيها يتلاقى أفراد المجتمع يتعارفون ويتراحمون ويتعاونون ولأجل ذلك فقد كان أول عمل قام به رسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة هو بناء المسجد، قال الله تعالى ( لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه، فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين).
ولقد سار المسلمون عبر تاريخهم المجيد على ما كان عليه رسول الله صلّ الله عليه وسلم وأصحابه الكرام من رعاية واهتمام ببيوت الله تعالــــى، فما من عاصمة من عواصم الحضارة الإسلامية إلا وترتفع في سمائها المآذن، وتزينها أروع المساجد لتبقى شاهدة على الحضارة فيها.
وما أحوجنا ونحن ننظر إلى مساجدنا في ماضيها العريق، وواقعها الجميل أن يساهم كل واحد منا في إعمار بيوت الله تعالى، وأن يقوم بواجبه في رعـــايتها، واعلموا أن المال أمانة جعلها الله تعالى بين أيديـــكم، وإن خير استثمار للمال هو ما تنفقونه في طاعة الله تعالى، قال عز من قائل :ـ
(وما تنفقوا من خير فلأنفسكم وما تنفقون إلا ابتغاء وجه الله وما تنفقوا من خير يوف إليكم وأنتم لا تظلمون).
إن المسلم الذي يساهم في بناء المساجد ورعايتها سينال ثوابا عظيما من الله تعالى، قال رسول الله صلّ الله عليه وسلم:« من بنى مسجدا لله كمفحص قطاه أو أصغر بنى الله له بيتا في الجنة».
وروى البزار واللفظ له والطبراني في الصغير وابن حبان في صحيحه عن أبي ذر رضي الله عنه قال قال رسول صلّ الله عليه وسلم { من بنى لله مسجداً قدر مفحص قطاة بنى الله له بيتاً في الجنة } ورواه ابن خزيمة من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما ولفظه { ومن بنى مسجدا كمفحص قطاة أو أصغر بنى الله له بيتا في الجنة } ورواه ابن ماجه بإسناد صحيح . ورواه الإمام أحمد والبزار من حديث ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا أنهما قالا { كمفحص قطاة يسعها لبيضها } ومفحص القطاة بفتح الميم والحاء المهملة هو مجثمها .
والقطاة واحدة القطا طائر معروف من أنواع الحمام .،خص القطاة بهذا لأنها لا تبيض في شجرة ولا على رأس جبل إنما تجعل مجثمها على بسيط الأرض دون سائر الطير ، فلذلك شبه به المسجد ، ولأنها توصـف بالصدق ، ففيه إشارة إلى اعتبار إخلاص النية وصدقها فـــي البناء ، كما قاله أبو الحسن الشاذلي .
وقد ورد في شرح الحديث أيضاً أن القطاة طائر معروف لدى الكثير لأنه يعيش في مختلف الأماكن والظروف، وله أنواع عديدة، والمفحص هو المكان الذي يبيض فيه طائر القطا، ويتخذ من الأرض حفرة صغيرة، وهو مكان صغير لا يتجاوز في مساحته حجم الكف، وقد قال العلماء: إن الحديث محمول على الإسهام في بناء بيوت الله ولو بمبلغ قليل، وفيه تشجيع على أن يشترك جماعة من الناس في بناء مسجد فتقع حصة كل واحد منهم على قدر مفحص القطاه.
بارك الله بكل من وضع حجراً لبناء مسجد
وكل من شارك ولو بمليم واحد من اجل عمارته
وكل من سارع لإقامة الصلاة بهذه البيوت التي تعمر بمصليها.
لكم ولي خير الجزاء
هيام