إبراهيم طوقان
وُلدت في نابلس بفلسطين سنة 1905 م ، وأنا ابن لعائلة طوقان الثرية و التي تعود بأصولها الى عرب الموالي القاطنين في حماة من بلاد الشام تُعرف بعشيرة الدلايكة ــ و كما يقول عمر رضا كحالة ــ :”هي من قبائل فلسطين الشمالية. أصلها من الموالي إحدى قبائل سوريّة.و تقطن بوريّا ، سمخ ، العدايمة و غيرها.” . إذن، فعشيرة الدلايكة أصلها من موالي سوريّة / حلب ،و هم ـــ كما يقول أميرهم جمال فوّاز الشايش ـــ ينحدرون من نسل عيسى بن مهنّا ، و يتفرّعون إلى عشائر كثيرة : منها أبو ريشة ، و ينحدر منها الشاعر الكبير عمر أبو ريشة وأنا ،. و عشيرة الدلايكة، منها ينحدر منفذ أول عملية في فلسطين صباح 1-1-1965 ،وهي عملية نفق عيلبون ، وهو الشهيد( أحمد حسن غورو دلكي) . .
تلقيت دروسي الابتدائية في المدرسة الرشيدية في نابلس ، وكانت هذه المدرسة تنهج نهجاً حديثاً مغايراً لما كانت عليه المدارس في أثناء الحكم التركي ؛ وذلك بفضل أساتذتها الذين درسوا في الأزهر ، وتأثروا في مصر بالنهضة الأدبية والشعرية الحديثة .
- ثم أكملت دراسَتي الثانوية بمدرسة المطران في القدس عام 1919 حيث قضى فيها أربعة أعوام ، وتتلمذت على يد ” نخلة زريق” الذي كان له أثر كبير في اللغة العربية والشعر القديم على إبراهيم .
بعدها التحقت بالجامعة الأمريكية في بيروت سنة 1923ومكثت فيها ست سنوات نلت فيها شهادة الجامعة في الآداب عام 1929م ، ثم عدت لأدرّس في مدرسة النجاح الوطنية بنابلس .
- إنتقلت للتدريس في الجامعة الأمريكية وعَمِلت مدرساً للغة العربية في العامين (1931 – 1933 ) ثم عدت بعدها إلى فلسطين .
- وفي العام 1936 تسلمت القسم العربي في إذاعة القدس وعُينت مُديراً للبرامجِ العربية ، وأقلتُ من عملي من قبل سلطات الانتداب عام 1940. – ثم انتقلت إلى العراق وعملت مدرساً في مدرسة دار المعلمين ، ثم عاجلني المرض فعدت مريضاً إلى وطني .
وقد كنت مهزول الجسم ، ضعيفاً منذ صغري ، واشتدت عليّ وطأة المرض حيث توفي في مساء يوم الجمعة 2 أيار عام 1941م . وأنا في سن الشباب ولم أتجاوز السادسة والثلاثين من عمري .
- نشرت شعري في الصحف والمجلات العربية ، وقد نُشر ديواني بعد وفاتي تحت عنوان: ) ديوان إبراهيم طوقان(
أعمالي الشعرية
1. ديوان إبراهيم طوقان (ط 1: دار الشرق الجديد، بيروت، 1955م).
2. ديوان إبراهيم طوقان (ط 2: دار الآداب، بيروت، 1965م).
3. ديوان إبراهيم طوقان (ط 3: دار القدس، بيروت، 1975م).
4. ديوان إبراهيم طوقان (ط 4: دار العودة، بيروت، 1988م).
أعمالي الأخرى
الكنوز؛ ما لم يعرف عن إبراهيم طوقان/ مقالات ، أحاديث إذاعية ، قصائد لم تنشر ، رسائل ومواقف . إعداد المتوكل طه (ط 1: دار الأسوار- عكا. ط 2: دار الشروق، عمّان ، بيروت
.
مقتطفات من شعري
نشيد موطني
مَــوطِــنــي مَــوطِــنِــي
الجمالُ والجلالُ والبهاءُ والسناءْ
فـــي رُبَــاكْ فــي رُبَـــاكْ
والحـياةُ والنـجاةُ والهـناءُ والرجـاءُ
فــي هـــواكْ فــي هـــواكْ
هـــــلْ أراكْ هـــــلْ أراكْ
سـالِماً مُـنَـعَّـماً وَ غانِـمَاً مُـكَرَّمَاً
هـــــلْ أراكْ فـي عُـــلاكْ
تبـلُـغُ السِّـمَـاكْ تبـلـغُ السِّـمَاك
مَــوطِــنِــي مَــوطِــنِــي
مَــوطِــنِــي مَــوطِــنِــي
الشبابُ لنْ يكِلَّ هَمُّهُ أنْ تستَقِـلَّ أو يَبيدْ
نَستقي منَ الـرَّدَى ولنْ نكونَ للعِــدَى
كالعَـبـيـــــدْ كالعَـبـيـــــدْ
لا نُريــــــدْ لا نُريــــــدْ
ذُلَّـنَـا المُـؤَبَّـدا وعَيشَـنَا المُنَكَّـدا
لا نُريــــــدْ بـلْ نُعيــــدْ
مَـجـدَنا التّـليـدْ مَـجـدَنا التّليـدْ
مَــوطِــنــي مَــوطِــنِــي
مَــوطِــنِــي مَــوطِــنِــي
الحُسَامُ و اليَـرَاعُ لا الكـلامُ والنزاعُ
رَمْــــــزُنا رَمْــــــزُنا
مَـجدُنا و عـهدُنا وواجـبٌ منَ الوَفا
يهُــــــزُّنا يهُــــــزُّنا
عِـــــــزُّنا عِـــــــزُّنا
غايةٌ تُـشَــرِّفُ و رايـةٌ ترَفـرِفُ
يا هَـــنَــاكْ فـي عُـــلاكْ
قاهِراً عِـــداكْ قاهِـراً عِــداكْ
مَــوطِــنِــي مَــوطِــنِــي
................................
ومن قصائدي التي شاعت واشتُهِرت قصيدتي الطريفة التي أعارض بها قصيدة أمير الشِعْر أحمد شوقي في المعلم :
الشاعر المعلم
شَوْقِي يَقُولُ وَمَا دَرَى بِمُصِيبَتِي:= قُمْ لِلْمُعَلِّـمِ وَفِّـهِ التَّبْجِيــلا
اقْعُدْ فَدَيْتُكَ هَلْ يَكُونُ مُبَجَّلاً =مَنْ كَانِ لِلْنَشْءِ الصِّغَارِ خَلِيلا
وَيَكَادُ يَفْلِقُنِي الأَمِيرُ بِقَوْلِـهِ =كَادَ الْمُعَلِّمُ أَنْ يَكُونَ رَسُولا
لَوْ جَرَّبَ التَّعْلِيمَ شَوْقِي سَاعَةً =لَقَضَى الْحَيَاةَ شَقَاوَةً وَخُمُولا
حَسْب الْمُعَلِّم غُمَّـةً وَكَآبَـةً =مَرْأَى الدَّفَاتِرِ بُكْـرَةً وَأَصِيلا
مِئَـةٌ عَلَى مِئَةٍ إِذَا هِيَ صُلِّحَتْ =وَجَدَ العَمَى نَحْوَ الْعُيُونِ سَبِيلا
وَلَوْ أَنَّ في التَّصْلِيحِ نَفْعَاً يُرْتَجَى =وَأَبِيكَ لَمْ أَكُ بِالْعُيُون بَخِيلا
لَكِنْ أُصَلِّحُ غَلْطَـةً نَحَوِيَّـةً =مَثَـلاً وَاتَّخِذ الكِتَابَ دَلِيلا
مُسْتَشْهِدَاً بِالْغُـرِّ مِنْ آيَاتِـهِ =أَوْ بِالْحَدِيثِ مُفَصّلا تَفْصِيلا
وَأَغُوصُ في الشِّعْرِ الْقَدِيمِ فَأَنْتَقِي =مَا لَيْسَ مُلْتَبِسَاً وَلاَ مَبْذُولا
وَأَكَادُ أَبْعَثُ سِيبَوَيْهِ مِنَ الْبلَى =وَذَويِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرُونِ الأُولَى
فَأَرَى (حِمَارَاً ) بَعْدَ ذَلِكَ كُلّه =رَفَعَ الْمُضَافَ إِلَيْهِ وَالْمَفْعُولا
لاَ تَعْجَبُوا إِنْ صِحْتُ يَوْمَاً صَيْحَةً =وَوَقَعْتُ مَا بَيْنَ الْبُنُوكِ قَتِيلا
يَا مَنْ يُرِيدُ الانْتِحَارَ وَجَدْتـهُ =إِنَّ الْمُعَلِّمَ لاَ يَعِيشُ طَويلا
.............................
في المكتبة
وَغَرِيـرَةٍ في المَكْتَبَــهْ = بِجَمَالِـهَا مُتَنَقِّـبَهْ
أَبْصَرْتُهَا عِنْدَ الصَّبَـاحِ = الغَضِّ تُشْبِـهُ كَوْكَبَهْ
جَلَسَتْ لِتَقْرَأَ أَوْ لِتَكْـ = ـتُبَ مَا المُعَلِّـمُ رَتَّبَـهْ
فَدَنَوْتُ أَسْتَرِقُ الخُطَـى = حَتَّى جَلَسْتُ بِمَقْرُبَهْ
وَحَبَسْـتُ حَتَّى لا أُرَى = أَنْفَاسِـيَ المُتَلَهِّبَـهْ
وَنَهَيْتُ قَلْبِيَ عَنْ خُفُـو = قٍ فَاضِـحٍ فَتَجَنَّبَـهْ
رَاقَبْتُهَا فَشَهِـدْتُ أَنَّ = اللهَ أَجْزَلَ في الْهِبَـهْ
حَمَلَ الثَّـرَى مِنْـهَا عَلَى = نُورِ اليَدَيْـنِ وَقَلَّبَـهْ
وَسَقَـاهُ في الفِرْدَوْسِ مَخْـ = تُومِ الرَّحِيقِ وَرَكَّبَـهْ
فَـإِذَا بِـهَا مَلَـكٌ تَنَـزَّ = لَ لِلْقُلُـوبِ المُتْعَبَـهْ
يَا لَيْـتَ حَـظَّ كِتَابِـهَا = لِضُلُوعِـيَ الْمُتَعَذِّبَـهْ
حَضَنَـتْهُ تَقْرأُ مَـا حَـوَى = وَحَنَتْ عَلَيْهِ وَمَا انْتَبَـهْ
فَـإِذَا انْتَهَـى وَجْـهٌ ونَـا = لَ ذَكَاؤُهَا مَا اسْتَوْعَبَـهْ
سَمَحَـتْ لأَنْمُـلِهَا الجَمِيـ = ـلِ بِرِيقِهَا كَيْ تَقْلِبَـهْ
وسَمِعْتُ وَهْيَ تُغَمْغِـمُ الـ = كَلِمَاتِ نَجْوَى مُطْرِبَـهْ
وَرَأَيْـتُ في الفَـمِ بِدْعَـةً = خَـلاّبَـةً مُسْتَعْذَبَـهْ
إحْـدَى الثَّـنَايَا النَّـيِّـرَا = تِ بَدَتْ وَلَيْسَ لَهَا شَبَهْ
مَثْلُـومَـةً مِـنْ طَرْفِهَـا = لا تَحْسَبَنْهَـا مَثْلَبَـهْ
هِيَ لَوْ عَلِمْـتَ مِـنَ الْـ = مَحَاسِنِ عِنْدَ أَرْفَعِ مَرْتَبَهْ
هِيَ مَصْدَرُ السِّيْنَاتِ تُكْـ = سِبُهَا صَدَىً مَا أَعْذَبَـهْ
وَأَمَـا وَقَلْـبٍ قَـدْ رَأَتْ = في السَّاجِدِينَ تَقَلُّبَـهْ
صَلَّـى لِجَبَّـارِ الجَمَـالِ = وَلا يَـزَالُ مُعَذَّبَـهْ
خَفَقَـانُـهُ مُتَـوَاصِـلٌ = وَاللَّيْلُ يَنْشُـرُ غَيْهَبَـهْ
مُتَـعَــذِّبٌ بَنَهَـارِهِ = حَتَّى يَزُورَ الْمَكْتَبَـهْ
وَأمَا وَعَيْنِكِ وَالْقُوَى السِّـ = حْرِيَّـةِ الْمُتَحَجِّبَـهْ
مَا رُمْتُ أَكْثَرَ مِنْ حَدِيـ = ـثٍ طِيبُ ثَغْرِكِ طَيَّبَهْ
وَأَرُومُ سِنَّـكِ ضَاحِكَـاً = حَتَّى يَلُـوحَ وَأَرْقُبَـهْ
..............................
تفاؤلٌ وَ أمَلٌ
کَفکِف دُمُوعَکَ، لَيس يَنفَعُکَ البُکاءُ وَ لا العَويلُ
وَانهَض وَلا تَشکُ الزَّمانَ، فَما شَکا الّا الکَسُولُ
وَ اسلُک بِهِمَّتِکَ السَّبيلَ، وَ لا تَقُل کَيف السَّبيلُ
ما ضَلَّ ذُو أَمَلٍ سَعی يَومَاً وَ حِکمَتُهُ الدَّليلُ
کلَّا، وَ لا خابَ امرؤٌ يَومَاً وَ مَقصدُه النبيلُ
أَفنَيتَ يا مِسکينُ عُمرَکَ بِالتأوُّهِ وَ الحَزَن
وَ قَعدتَ مَکتوفَ اليَدينِ تَقُولُ: حارَبَنی الزَّمَن
ما لَم تَقُم بِالعبءِ أنتَ، فَمَن يَقومُ بِهِ إذَن؟
***********
كَم قُلتَ: أمراضُ البلادِ، وَ أنتَ مِن أمراضِها
وَ الشُّؤمُ عِلَّتُها : فَهَل فَتَّشتَ عَن أَعراضِها
يا مَن حَمَلتَ الفَأسَ تَهدِمُها عَلی أنقاضِها
أُقعُد فما أنتَ الذی يَسعی اِلی إِنهاضِها
وَ انظُر بِعينَيکَ الذِّئابَ تَعُبُّ فِی احواضِها
وَطنٌ يُباعُ وَ يُشتَری وَ تَصيحُ: فَليحيَ الوَطن؟!
لَو کُنتَ تَبغی خَيرَه لَبَذلتَ مِن دَمِک الثَمن
وَ لَقُمتَ تضمد جُرحَه لَو کُنتَ مِن أهلِ الفِطَن
***********
أَضحَی التَشاؤُمُ فی حَديثِک بِالغَريزَه وَ السَّليقَه
مِثلَ الغُرابِ، نَعی الدِّيارَ وَ أسمَعَ الدُّنيا نَعيقَه
تِلک الحَقيقَة، وَ المَريضُ القَلبِ تَجرُحُه الحَقيقَه
أَمَلٌ يَلوحُ بَريقُهُ فَاستَهدِ يا هذا بَريقَه
ما ضاقَ عيشُکَ لَو سَعيتَ لَه، وَ لَو لَم تَشکُ ضيقَه
*****************
لکن تَوهَّمتَ السِّقامَ، فأَسقَمَ الوَهمُ البَدن
وَ ظَنَنتَ أنَّکَ قَد وَهنتَ فَدبَّ فی العَظمِ الوَهَن
وَ المرءُ يُرهِبُهُ الرَّدی مادامَ يَنظُرُ للکَفَن
***********
حَيِّ الشَّبابَ وَ قُل سَلامَاً إنَّکُم أمَلُ الغَد
صَحَّت عَزائمُکُم عَلی دَفعِ الإثيمِ المُعتَدی
وَ اللهُ مَدَّ لَکُم يَداً تَعلو عَلی أقوی يَد
وَطَني أزُّفُ لَکَ الشَّبابَ کأنَّهُ الزهرُ النَدي
وَطَني، وَ إنَّ القَلبَ يا وَطني بِحُبِّکَ مُرتَهَن
.................................
ملائكة الرحمة
بِيضُ الحَمَائِـمِ حَسْبُهُنَّهْ = أَنِّي أُرَدِّدُ سَجْعَهُنَّـهْ
رَمْـزُ السَّلاَمَـةِ وَالوَدَا = عَةِ مُنْذُ بَدْءِ الخَلْقِ هُنَّـهْ
في كُـلِّ رَوْضٍ فَـوْق َ دَا = نِيَـةِ القُطُوفِ لَهُنَّ أَنَّـهْ
وَيَمِلْنَ وَالأَغْصَـانَ مَا = خَطَرَ النَّسِيمُ برَوْضِهنَّـهْ
فَإذَا صَلاَهُـنَّ الهَجـ = ـيرُ هَبَبْنَ نَحْوَ غَدِيرِهنَّـهْ
يَهْبِطْنَ بَعْدَ الحَـوْمِ مِثْـ = ـلَ الوَحْيِ لاَ تَدْرِي بهِنَّـهْ
فَإذَا وَقَعْـنَ عَلَى الغَدِيـ = ـرِ تَرَتَّـبَتْ أَسْرَابُهُنَّـهْ
صَفَّينِ طُـولَ الضِّفَّتَيْـ = ـنِ تَعَرَّجَا بِوُقُوفِهنّـهْ
كُـلٌّ تُقَبِّـلُ رَسْمَهَـا = في المَاءِ سَاعَةَ شُرْبهِنَّـهْ
يُطْفِئْنَ حَـرَّ جُسُومِهِـنَّ = بغَمْسِهِـنَّ صُدُورَهُنَّـهْ
يَقَـعَ الرَّشَـاشُ إذَا = انْتَفَضْنَ لآلِئَاً لِرُؤُوسِهِنَّـهْ
وَيَطِرْنَ بَعْدَ الإِبْتِـرَادِ = إِلى الغُصُونِ مُهُودِهِنَّـهْ
تُنْبيكَ أَجْنِحَةٌ تُصَفِّـقُ = كَيْفَ كَانَ سُرُورُهُنَّـهْ
ويُقـرُّ عينَـكَ عَبْثُهُـنَّ = إذا جثمـنَ ، بريشِهنّـَه
وَتَمِيلُ نَشْـوَانَاً - وَلاَ = خَمْرٌ - بعَذْبِ هَدِيلِهِنَّهْ
وَتَخَالُهُـنَ بلاَ رُؤُوسٍ = حِينَ يُقْبِـلُ لَيْلُهُنَّـهْ
أَخْفَيْنَهَا تَحْتَ الجَنَـاحِ = وَنِمْنَ مِـلْءَ جُفُونِهِنَّـهْ
كَمْ هِجْنَـنِي ورَوَيْـتُ = عَنْهُنَّ الهَدِيـلَ … فَدَيْتُهُنَّهْ
* * *
المُحْسِنَـاتُ إلى المريـضِ = غَدَوْنَ أشباهـاً لَهُنَّـهْ
الروضُ كالمُستشـفيـاتِ = دَواؤُها إيْنـاسُهُنَّـهْ
مـا الكَهْرَبـاءُ وطِبُّـهَا = بأَجَـلَّ من نَظَرَاتِهِنَّـهْ
يَشْفـي العليـلَ عناؤُهُـنَّ = وعَطْفُهُـنَّ ولُطْفُهُنَّـهْ
مُـرُّ الدَّواءِ بفيكَ حُلْوٌ = من عُذوبَـةِ نُطْقِهِنَّـهْ
مَهْـلاً فعندي فـارِقٌ = بينَ الحَمَـامِ وبَيْنَهُنَّـهْ
فَلَرُبّما انقطَـعَ الحَمَائِـمُ = في الدُّجَى عن شَدْوِهِنَّـهْ
أمّا جَمِيـلُ المُحْسِنَـاتِ = ففي النَّهَارِ وفي الدّجَنَّـه