دمعة حائرة تقض مضجعي وتسيل في اخاديد الروح باحثة عن مستقر ممزوجة بلوعة الفراق ودهشة الرحيل وليل ناعم الملمس تمتطيك امواج سواده بليونة....فينساب فيك حزنا...ويغلف النفس بحكايات عتيقه...طابعها حزين...ذكرى امرأة اضاءت قلبك بكل اقمار الكون....ونسجت من النجوم دثارا يقيك برودة الوحشه...فاحببتها حب الندى واكثر.
اضاءت لك اصابعها كشمعدان ...وامطرتك بالياسمين...اخذتك في حضنها...ودمعت عيونها بلسما لجراح زمن اثخنك ...بكيت على صدرها كطفل تائه...حضنتك بقوة اكبر.
هي رائحة المطر وعبق التراب....نعس لذيذ وغفوة على صدر البنفسج...بسمة في وعاء الروح...همسة تحت ظلال الفرح....ضحكتها مجلجله تراقص القلب كبهلوان....عينا النرجس فيها تشعل فيك حمى البداية...شامة الخد حمم تنضج فيك ذكورة الغاب.
واخيرا جعلت قلبك مهبطا لعشق ولهفة لقاء....لعلها تأتي ذات مساء.
ابحث عنها في متاهات الروح عن عشقها الذي كان بالامس صهيل خيول.....وعن نفس كانت قبل الصهيل بتول.....وعن وجدان يبحث عن كيمياء الدمع وحيوية الذهول ....... وعن امرأة تسكنني وترميني في عتمات الليل ...وتشلحني على بلاط النسيان...وترعد داخلي بكل طقوسها المتوحشة ...لتسترد فصولها الشاردة ...غير عابئة ولا مكترثة بشتاء قادم ...فية وحشة وبرودة الموت.
امرأة فيها تنوع الحياه ....وعناد موج البحر...وموسيقى الكون ساعة السحر....ورائحة الجنة في اوراق التين.....وشوق عروقي لندى وطل ومطر....وشبق العيون لصورة تتلوها صور....وبسمتها طيف يعذبني اكثر واكثر.
تتلون الوحده بألوان الكأبة...يمتزج اصفر لونها بأسود الوحشة...وانتظر...وتستمر بمحاكاة الضد والصد...ويسقط بداخلي اخر حصن...وارفع راية بيضاء معلننا موافقتي الغير مشروطة على الاستسلام لرغبتها...فتبتسم وتنسحب تاركة القلب لمعركتة الاخيرة.
يتلو بيانه..ويعلن ان كل هزائمه سببها امرأه....ويقرأ في داخله اشعارة المكتوبة على اوراقه الصفراء....ويعلن استسلامه الابدي.
هي معركة خاسره ....سيد الموقف فيها رغبة متوحشه.....سقفها الاعلى كتابة كلمات.
ولطعم رضابها شهوة الحياة وغريزة البقاء وتشكل الغيم في صفحة السماء....رضابها نبيذ معتق يمزج روحك بطل وندى كوثري....فيصبغها بلون ساعة السحر...ويعطيك المدى راحلة تركبها...وبقاياه مدادا لكتابة قصائد شعر...وتذوب كقيس على رمال الصحراء...وتأتيك باسمة فيضيء سناء ثغرها ارجاء روحك المنسية....ويداعبك نسيم عطرها... وتنعشك رائحة الوطن في خضاب يديها... وتدعو رب السماء ان يجعلك غيمة تمطر طلا ...ليبقى اللمى عذبا يقطر عسل الرضاب.
وتمضي القافلة في صحراءك القاحلة تبحث عن سراب تشكل في مخيلتك الضارب فيها هوس اللقاء....ورمضاء روحك المستعر لهيبها تبحث في تيه الصحراء عما يطفيء ظمأها...وانت متوحد في طعم ذاك السائل العجيب...تنقب في كل مجاهيل ذكرياتك المصابه بداء البهت عن شذرات او بقايا جزء ندي من سمرة اللمى...فشرع يهيىء قصائده وحرارة وجدانه ليفرشها لروحه المتعبة لتغفو في ظل قبلته الموعودة.
وهي كملاك تقترب وتبتعد...تنثر الياسمين تارة وتارة يضحك قلبها فيثير فيه رغبة الحياة من جديد...تبتسم من عليائها فيتورد وجهه الشاحب...تلمسه كما البحر فيشب عن الطوق كما شب عمرو.