إن تسلق الشاب المصري الشجاع ـ أحمد الشحات ـ فوق سفارة الكيان الصهيوني ونزعه علمه ووضع علم مصر وسط دهشة المتظاهرين ذكرنا برفع العلم المصري فوق أرض سيناء إن ذلك من دواعي الفخر والعزة فلله بلاء شعوبنا العربية في مصر وليبيا - وشعبها العظيم الذي تحدى وقاتل - واليمن وسورية، ألا إن هذه الجماهير العظيمة العربية حق لها أن تزحف إلى أهلنا في فلسطين لرفع الظلم عنهم وسنرى أن هذا الكيان أسهل بكثير مما كنا نتصور إن مشهد هذا الشاب المصري "أحمد الشحات" جعلني أترنم فكان ما كان :
اسمعوا هذا الزئير
اطردوا هيا السفيرْ
ما به شيءٌ كبيرٌ
لا ولا حتى صغير
اسمعوا أبناء شعبي
اطردوا هذا الحقير
إنه جاسوس قوم
ليس حرًا أو وقور
مُضمرٌ وجها قبيحا
مـظهرٌ وجهَ السرور
ثعلبٌ بل زاد عنه
منه تأتينا الشرور
"كذبة كبرى رئيلٌ"(*)
راح يدميها الغرور
"أحمد الشحات" شكرا
أنت مِصْريٌ كبير
سلمت يداك حقا
أنت والله أمير
مثل سيناءَ رفعتم
علما حرا منير
ها رفعنا أمسَ أخرى
فتعالى كلُّ نور
بوركتْ أفعال شعبي
شعبنا حقا قدير
شعبنا حرٌ ودوما
هو يصنع المصير
قد تسابقنا قديما
فسمونا بالعصور
وحديثا ها تعالى
مجدنا فوق الدهور
لم تر الشمس شعوبا
مثل شعبي أو تنير
غاديات الحُسن ليلا
فوقهنْ مصرٌ تسير
والضحى والنور صُنوٌ
لبلادي والعبير
تأنس الأقمار فيها
والبحار والطيور
ربوة الأسحار تزهو
في علاها والزهور
كلما ضاقت علينا
تتوسع الصدور
خبروني يا رفاقي
أين من شعبي الجدير؟
صيّر الدنيا ... بلادي
فبها الدنيا تدور
أيّ خُلدٍ قال " شوقي "؟!
وطني خـلدٌ مثير
وطني أهديك نفسي
إنها شيءٌ يسير
نادِني تلقى مجيبا
حاملا حب القبور
يا "رَئيلُ" ها قدمنا
سوف نأتي ونـُغير
أسَدُ العُرب تجلـَّى
فالزمي هيا الخُدور
أرضُ إخوانيَ أرضي
ولهم نسعى نـُجير
يأملون النصر فينا
وطني نعم النصير
ما خذلنا العُرب يوما
دعكَ من قول ضرير
بعد نصر كان سلمٌ
دعك من إفكٍ وزور
يا رفاقي خبروني
هل سوانا من مُجير؟
يكتب التاريخ أنـَّـا
للأشقاء النصير
ليس بالمنة فينا
حكمة الله الكبير
(*)اقتباس من قصيدتي "كذبة كبرى رئيل"
لواحدٍ وعشرين يوما خلوْن من شهر رمضان المعظم
لعام ألف وأربعمئة واثنين وثلاثين من الهجرة العطرة