يادجلة الخير / الجواهري

حييتُ سفحكِ عن بعد فحيينـي = يادجلة الخير ياأم البساتيــن ِ
حييت سفحكِ ظمآنا ألوذ بــــه = لوذ الحمائم بين الماء والطيــن ِ
يادجلة الخير يانبعا أفارقـــــه =على الكراهة بين الحين والحين ِ
إني وردت عيون الماء صافية= نبعا فنبعا فما كانت لتروينـــــي
وأنت ياقاربا تلوي الرياح بـه = ليّ النسائم أطراف الأفانيـــــن ِ
وددت ذاك الشراع الرخص لوكفني = يحاك منه غداة البين يطويني
يادجلة الخير قد هانت مطامحنـا = حتى لأدنى طماح غير مضمون ِ
أتضمنين مقيلا لي سواسيـة = بين الحشائش أو بين الرياحيـن ؟
خلوا من الهم إلا همّ خافقـه = بين الجوانح أعنيها وتعنينـــــــــي
تهزني فأجاريها فتدفعني = كالريح تعجل في دفع الطواحيـــــن
يادجلة الخير : يااطياف ساحرة = ياخمر خابية في ظل عُرجون ِ 1
ياسكتة الموت ، ياإعصار زوبعة = ياخنجر الغدر، يااغصان زيتونِ ِ
ياأُم بغداد ، من ظرفٍ ، ومن غنجٍ = مشى التبغدد حتى في الدهاقين 2
ياأُ تلك التي من " ألف ليلتها = للآن يعبق عطر ٌ في التلاحين ِ
يامستجم "النواسي" الذي لبست = به الحضارة ُ ثوباً وشيَ " هارون ِ"3
الغاسل الهم في ثغرٍ ، وفي حبب = والمُتْبِس العقلَ أزياءَ المجانين ِ
والساحب يأباه الزق ويكرهه = والمنفق اليوم يُفدى بالثلاثينِ
والراهن السابريَّ الخزفي قدحٍ =والملهم الفنَّمن لهو أفانين ِ
والمسمع الدهر ، والدنيا ، وساكنها = قرعَ النواقيسِ في عيدِ الشعانينِ ِ 4

معاني الكلمات

1 الخابية : وعاء من الفخار يعتق به الشراب ، العرجون عذق النخل اذا يبس وأعوج

2- التبغدد : تكلف عادات اهل بغداد ، واخلاقهم وطرز معايشتهم ، وطرق الحياة والتعامل والتخاطب وقد انتشر التبغدد في معظم ارجاء العالم ابان العصور العباسية الاولى وفي ايام رفع العالم الاسلامي والعربي وعظمته وامتداد نفوذه وسلطانه
الدهاقين : جمع دهقان بالكسر وبالضم وهم رؤساء القرى والمدن المتنفذون وهي فارسية معربة

3النواسي : ابو نواس ،

4- عيد الشعانين من اعياد النصارى ولأبي نؤاس فيه وفي الاديرة بوجه عام ن اشعار حلوة ، واشارات رقيقة

يادجلة الخير : مايغليك من حنقٍ = يغلي فؤادي ، ومايشجيك يشجيني
ما إن تزال سياط البغي ناقعةً = في مائكِ الطهرِ بين الحينِ والحينِ
ووالغاتُ خيول ُ البغي مصبحة = على القرى آمنات ٍ والدهاقين ِ 5
يادجلة الخير: أدري بالذي طفحت = به مجاريك من فوقٍ الى دونِ
أدري على أي قيثارٍ قد إنفجرت = أنغامك السمر عن أنّاتِ محزونِ
ادري بانكِ من ألف ٍ مضتْ هدراً = للآن تَهْزَين من حكم السلاطينِ
تَهْزَين أن لم تزل في الشرقِ شاردة ً = من النواويس أرواح الفراعينِ 6
تهزين من خِصب جنَّات منشَّرةٍ = على الضفافِ ، ومن بؤسِ الملايينِ
تَهْزَين من عُتقاء يوم ملحمة ٍ = اضفوا ردوع مطاعيمِ مطاعينِ 7
الضارعين لأقدار ٍ تحل بهم = كما تلوى ببطن الحوتِ ذو النون ِ
يرون سود الرزايا في حقيقتها = ويفعون الى حدسٍ وتخمينِ
والخائفين اجتداعَ الفقرِ مالَهم = والمفضلين عليه جدعَ عِرنينِ 8
واللائذين بدعوى الصبرِ مَجْبَنة ً = مستعصمين بحبلٍ منه موهونِ
والصبرُ ما انفك مرادةً لمحتربٍ = ومستميتٍ ، ومنجاةٍ لمسكين ِ 9

معاني الكلمات
5- والغات : تشرب الدم ، مصبحة تغير صباحا
6- النواويس : التوابيت
7- العتقاء : الأذلاء ظهروا بمظهر الشجعان الكرام
8- جدع عرنينه : قطع انفه
9 : مرداة : مهلكة

يادجلة الخير : والدنيا مفارَقة ُ= وأيُّ شرٍّ بخيرٍ غيرُ مقرون ِ
وأي ُ خيرٍ بلا شرٍّيلقحه = طهر الملائك من رجس الشياطين ِ
يادجلة الخير : كم من كنز موهبة = لديك في " القمقم" المسحورمخزون ِ
لعل تلك العفاريت التي احتجزت = محملاتٌ على اكتاف " دلفين "
لعل يوماً عصوفاً جارفاً عَرِماً = آت فترضيك عقباه وترضيني
يادجلة الخير : إنّ الشعر هدهدة = للسمعِ بين ترخيمٍ وتنوين
عفوا يردد في رفهٍ وفي عللٍ.. =لحن الحياة رخيا غير ملحون ِ
يادجلة الخير : كان الشعر مذ رسمت = كف الطبيعة لوحا ، " سفر تكوين "
" مزمار داود اقوى من نبوته = فحوىً ، وابلغ منها في التضامين
يادجلة الخير : لم نصحب لمسكنة = لكن لنلمس اوجاع المساكين
هذه الخلائق أسفارٌ مجسدة = الملهمون عليها كالعناوين ِ 10
اذا دجا الخطب شعَّت في ضمائرهم = أضواء حرفٍ بليل البؤس مرهونِ
دَينٌ لزامٌ ، ومحسودٌ بنعمته = من راح منهم خليصا غير مديون ِ

10 – الملهمون يقصد الشعراء

يادجلة الخير : ماابقيت جازية = لم أقضِ ِعندي منها دين مديون
ماكنت في مشهد يعنيك متهماً = خبا ، وماكنت في غيبٍ بظنين 11
وكان جرحز إلهامي مشاركة = وكان ياخذ من جرحي ويعطيني
وكانت ساحك من ساحي إذا نزلت = به الشدائد ،أقريه ويقريني
حتى الضفادع في سفحيك سارية = عاطيتها فاتنات حب مفتون
غازلتهن خليعات وان لبست = من الطحالب مزهو الفساتين ِ
يادجلة الخير : هلا بعض عارفة = تسدى إلي على بعد فتجزيني 12
يادجلة الخير : منيني بعاطفة = والهميني سلواناً يسليني
يادجلة الخير : من كل اللى خبروا = بلواي لم ألف حتى من يواسيني
يادجلة الخير : خلي الموج مرتفقاً = طيفاً يمر وإن بعض الأحايين ِ
وحمليه بحيث الثلج يغمرني = دفء " الكوانين " او عطر " التشارين ِ "

معاني الكلمات
11- الخب : الخداع ، الظنين : كثير الظن والشك
12 – فتجزيني : عارفة : احسن

يادجلة الخير يمن ظل طائفها = عن كل ماجلت الأحلام يلهيني
لو تعلمين بأطيافي ووحشتها = وددت مثلي لو ان النوم يجفوني
واها لنفسي من جمع النقض بها = نقيضه جمع تحريك وتسكين
جنباً الى جنبٍ آلام اقطفها = قطف الجياع جنى اللذات يرهوني
وأركب الهول في ريعان مامنه = حب الحياة بحب الموت يغريني
ماانا ابالي أصابا در ام عسلاً = مري اراه على العلات يرضيني
عولا تسنمت لم اسأل اكارعه = الى الهُوى ، ام على الواحات ترميني 13
وماالبطولات اعجارز وان قنعت = نفس الجان عن العلياء بالهون
وانما هي صفو من ممارسة = للطارئات وامعان وتمرين
لايولد المرءلاهراً ولا سبعا = لكن عصارة تجريب وتلقين
يادجلة الخير : كم معنىً مزجت ُ له = دمي بلحمي في احلى المواعين
ألفيته فَرْطَ ماألوى اللواة به = يشكو الأمرين من عسفٍ ومن هون ِ
أجرَّه الشةك َ الفاظ ٌ مُرَصفة = اجرَّها الشوك َسجعٌ شيه موزون
سهِرت ُليل " أخي ذبيان " أحضنه = حَضْنَ الرواضع بين العت ِّ واللين ِ
أُعيد من خلقه نحتا ً وخضخضة ً = والنجم يعجب من تلك التمارين ِ
حتى اذا آض َ ريَّان الصِبا غَضِرا = مهوى قلوب الحسان ِالخرد العين ِ
فهل بحسب الليالي من صدى ألمي = اني مَضِغَة ُ الباب ِ السراحين ِ
الآكلين لحمي سُمَّ أغرِبَةٍ = وغُصَةً في حلاقين الشواهين ِ
والساترين بشتمي عُرْيَ سوأتهم = كخصفِ حواء ذات التوت والتين ِ
والعائشين على الأهواء منزلة = على بيان ٍ بلا هدي ٍ وتبيين ِ
والميتين وقد هيضت ضمائرهم = بواخز ٍ معهم في القبقر ِ مدفون ِ

13 : الهُوى : جمع هوة

صنّاجة الأدب الغالي ، وكم حقَبٍ = بها المواهب سيمت سوم مغبون ِ 14
ومُنْزِلَ السورِ البتراء لاعنةً = من لم يكن قبلها يوما بملعون ِ
جوزيت عنها بما انت الصليُّ به = هذا لعمري عطاء ٌ غير ممنون ِ
ماذا سوى مثل مالاقيت تأملُهُ = شم ُ العرانين من جُدْع العرانين 15
حامي الظعائن لاحمد ٌ ولا مقة ٌ = وقد يكون عزاءً حمد مظعونِ 16
لمن؟ وفيم ؟ وعمَّن انت محتمل = ثقل الديات من الأبكار والعُون ِ 17
ويازعيماً بأن لم ياته خبرٌ = عمَّا يُنَشَّر من تلك الدواوين
لك العمى ومتى احتجت بان قعدت = عن الموازين ِ أرباب الموازين ِ
بل قد مشت لك كالأصباح عابقةً = وأنت تحذرها حذر الطواعين ِ
كفرتُ بالعلم صفرَ القلب ِ تحمله = للبيع في السوق ِ اشباه البراذين ِ 18
كانت عباقرة الدنيا وقادتُها = تاتي المورِّق في أقصى الدكاكين ِ
تلم ماقد عسى أن فات شارده = عنها ، ولو كان في غيابة الصين ِ
لهفي على امة غاض الضمير بها = من مدعي العلم ِ ، والآداب ِ والدين ِ
موتى الضمائر تعطي الميتَ دمعتها = ةتستعين على حي ٍّ بسكين ِ
لابُد معَجِلَة ٌ كف ُّ الخراب ِ به = بيت ٌ يقوم على هذي الأساطين ِ

معاني الكلمات
14: صناجة الادب : الشاعر الكبير
15- العرانين : جمع عرنين وهو مااشتد وارتفع من الانف ،والشم جمع اشم وهو المرفع
16 المقه : المحبة ويقصد الشاعر بحامي الظعائن بالطليعة وهو تشبيه لحما ة الظعائن ايام الجاهلية وهو الذين يحمون النساء في هوادجهن والمعنى انه لايتلقى اتعابا على فكره وادابه
17 – الديات : جمع دية، الابكار النوق الصغار والعون النوق الكبار
18 – البراذين : الحمار

جُبْ أربُع النقد ِ، وأسأل عن ملاحمها = فهل ترى من نبيغ ٍ غير مطعون ِ 19
وقف بحيث ذوو النَّزع ِ الأخير بها = وزر قبور الضحايا والقرابين ِ
ترَ الفطاحل في قتلٍ على عمدٍ = همُ الفطاحل في صوغ التآبين ِ
مِنْ ناكرٍ عَلَما ً تُهدى الغواة به = حتى كأن لم يكن في الكاف ِ النون ِ 20
أو قارن بأسمه خبثاً وملأمة ً = من ليس يوما ً بضبعيه بمقرون 21
عادى المعاجم َ وغدٌ يستهين بها = يُحصي بها أبجديات ويعدوني
شلَّت يداك وخاست ريشة ٌ غفلت = عن البلابل في رسم السعادين ِ
يادجلة الخير : ردّتني صنيعتها = خوالج ٌ هنَّ من صنعي وتكويني
إن المصائب طوعاً او كراهية = أعدن َ نَحتي ، كما أبدعن تلويني
أرَينني أن عندي من شوافعها = إذا تباهى زكي ٌ مايزكّيني
وجب َّ شتى مقاييس ٍ أخذت ُ بها = مقياس صبرٍ على صرٍّ وتوطين ِ
وراح فضل ُ الذي يبغي مباهلتي = نعمى تعنيه ، من بؤسي تعنيني
يادجلة الخير : شكوى أمرها عجب ٌ = إنَّ الذي جئت ُ اشكو منه يشكوني
ماذا صنعت ُ بنفسي قد أحقت بها = مالم يُحِقه بـ " روما " عسف " نيرون "
ألزمتها الجد حيث النماس هازل ٌ = والهزلَ في موقف ٍ بالجد مقرون ِ
وسُمْتُها الخسف َ أعدى مايكون له = وأمنع ُ الخسف حتى من يعاديني
ورحت أظمي وأسقي دمي زمرا = راحت تُسقي أخا لؤم ٍ وتُظميني
وقلت ُ بالزهد ِ أدري أنَّه عَنَت ٌ = لا الزهد دأبي ولا الأمساك من ديني
خرط القتاد أمنيها وقد خُلِقَت ْ = كيما تنام على وردٍ ونسرين ِ23
حراجة ٌ لو يُرى حمد ٌ يرافقها = هانت وقد يُدَّرى خَط~بٌ بتهوين ِ 24
لكن رأيت ُ سمات الخير ضائعة ٌ = في الشر كاللثغ بين السين والشين ِ
ماأضيع الماس مصنوعا ً ومنطبعا ً = حتى لدى أهل ِ تمييز ٍ وتثمين ِ

19 – جب : من جاب يجوب ، اربع النقد اي حيث تقيم القصائد الرائعة
20- اي كأن لم يكن موجودا ً
21 ضبعيه : عضديه
22- المأفون : ضعيف العقل
23 – القتاد : الشوك ، وخرط القتاد : تحمل المشاق
24 يُدَّرى : يُدْفَعْ

يادجلة الخير : هل أبصرت ِ بارقة ٌ = ألقت بلمح ٍ على شطيك ِ مظنون ؟
تلكم هي العمر ُ ومض ٌ من سنى عدم ٍ = ينصب في عدم ٍِ في الغيب ِ مكنون ِ
يادجلة الخير : هل في الشك منجليا ً = حقيقة ٌ دون تلميح ٍ وتخمين ِ ؟
أم خولطت فيه اوهام ٌ واخيلة ٌ= كما تخالطت الألوان في الجون
أكاد أخرج من جلدي إذا اضطربت = هواجسٌ بين إيقانٍ وتظنين ِ
أقول لو كنز قارون وقد عَلِمَت ْ = كفَّاي أن ليس يجدي كنز قارون ِ
أقول ماكنز قارون ، فيدمغني = أن الخصاصة من بعض السراطين ِ
أقول ليت كفافا ً والكفاف به = رُحبُ الحياة ، وأقوات المساجين ِ
أقولهن َّ وعندي علم ذي ثقةٍ = أن ليس يؤخذ علمٌ بالأظانين ِ
وإنما هي نفس ٌ هم صاحبها = أن لاتصدق مدحزض البراهين ِ
لم يوهب الفكرُ قانونا ً يُحصِّنه = من الظنون ِ، ومن سخف ِ القوانين ِ
يانازح الدار ِناغِ العودَ ثانية ً = وجُسَّ أوتارُه بالرِفْقِ واللين ِ
لعل نجوى تُداوي حرَّ أفئدة ٍ = فيها الحزازات ُ تغلي كالبراكين ِ
وعل َّ عقبى مناغاةٍ مخففة = حمى عناتر " صفين " و" حطين "
وياصدى ذكريات يستثرن دمي = بهزةٍ جمة ِ الألوان ِ تعروني
أشكو المرارة من إعنات ِ جامحة ٍ = منها الى سمحة بر فتُشكيني 25
مثلَ الضرائرِ هذي لاتطاوعني = فأستريح الى هذي فتؤويني
ويامقيلاً على غربِّيها أبدا ً = ذكراه تعطفُ من عودي وتلويني 26
عُشُّ الأهازيج ِ من سَجعي يرددها = سجع ُ الحِمام ِ وترجيع ُ الطواحين ِ
وسِدْرَةٌ نبعها خضدٌ ، وساقية ٌ = وباسق ُ النخل ِمعقوف ُ العراجين ِ
ومُسْتَدقُّ صخور ٍ من مآبرها = رؤى تَظَلُ على الحالين تشجيني
من أنمل الغيد في حسن ٍ تُتمِّمه = فان تعرت فمن انياب تنين ِ
يامجمع الشملِ من صحب ٍ فجعت~ُ به = وآخر ٌ رحت ُ أبلوه ويبلوني
ويانسائم إصباح ٍ تصفِّق ُ لي = ندى الغصون بليلات ٍ وتسقيني
ويارؤى أُصُل ٍ نشوى تراوحني = وياسنا شفق ٍحلو ٍ يُغاديني
ويامداحة رمل ٍ في مخاضتها = راحت أصيبية تلهو فتلهيني
وضَجَّةٌ من عصافير ٍ بها فزع ٌ = على أكِنَّتِها بين الأفانين ِ
ومنطق ٌ ليس بالفصحى فتفهمه = يوما وماهو من حسٍ بملحون ِ
وانت يادجلة الخيرات سِعليةٌ = قرعاء نافجة ُ الحضنين تعلوني 27
لاضير كلُّ أخي عُشٍّ مفارقه = وأي عشٍّ من البازي بمأمون ِ !
وياضجيعي َ كرىً أعمى يلفهما = لف الحبيبين في مطمورة ٍ دون ِ
حسبي وحسبكما من فرقة ٍ ومن جوى ً = بلاعج ٍضَرْم ٍ كالجمر يكويني
لم أعد أبواب ستين ٍ ، وأحسبني = هِمَّاً وقفت ُ على أبواب ِ تسعين ِ 28
ياصاحبي َّ إذا أبصرت طيفكما = يمشي إلي َّ على مهل ٍ يحييني
أطبقت ُ جفنا ً على جَفن ٍ لأبصره = حتى كأن بريق َ الموتِ يُعشيني
إني شممت ُ ثرى عفنا ً يضمكما = وفي لهاثيَ منه عِطْرُ " دارين ِ"
بنوة ً وإخاء ًحلفَ ذي ولع ٍ= بترية ٍ في الغد ِالداني تغطيني
قد مِتُّ سبعين موتا ً بعد يومكما = ياذلَّ من يشتري مواتاً بسبعين ِ
لو أقو َ صبرا ً على شجو ٍ يرمِّضُني = حَّرانَ في قفص ِ الأضلاع ِ مسجونِ
تصعدت ْ آه من تلقاء فطرتها = وأردفتْ آهة ٌ أخرى بآمين ِ
ودب َّ في القلب ِ من تاموره ِ ضرم ٌ = ماانفك يثلج دري حين يُصْليني .

25 – تُشْكيني بضم التاء :تزيل شكواي
26 – تعطف : تلوي والمقصود بـ مقيل على غربيها " فالمقيل على غرب دجلة " البيت الذي كان يقيم به الشاعر عدة سنين في جانب الكرخ وهو يطل اطلالة رائعة على دجلة كتب به اعظم قصائده وداوينه

27 لم ينشر هذا البيت في جريدة " بريد الغربة " ولا في " بريد العودة " ونشر في " المستقبل " والسعلية حيوان خرافي ، نافجة الحضنين : كناية عن التعاظم والتكبر والخيلاء
28 – الهِمْ بكسر الهاء : الشيخ الفاني

ما أروع ما جئت به سيدتي

بوركت

شكرا لحضورك أستاذ شاكر

نظمت القصيدة عام 1962 ، وكان الشاعر يمر بأزمة نفسية حادة ن أثر اضطراره الى مغادرة العراق هو وعائلته ، والأقامة في مغتربه في جيكوسلوفاكيا ، وكان ذلك صيف 1961
نشر قسم منهالأول مرة في جريدة المستقبل يوم السبت الثاني من شباط 1963 بعنون :
رائعة جديدة للجواهري
يادجلة الخير
على يد اتحاد الأدباء
إلى كل أديبٍ عراقي وقالت الجريدة :
" رائعة الجواهري الجديدة جاءت ككل روائعه فريدة ممتازة شامخة شموخ الذرى تلمس فيها الطبيعة الانسانية في ثورتها وهدوئها ، وفي ىلامها وأفراحها ، في تحرقها وحنينها الى ماتصبو والى ماحرمت منه بسبب ن الاسباب . "
" انك تلمس في هذه الابيات المتلاحمة شوق الجواهري الى وطنه والى دجلته والى ضفافها واصطفاف امواجها ، وتحس خلال استعراضك القصيدة كيف يعمل الجواهري بألف سبب وسبب بما في هذا الشعب العظيم وبحاضره ومستقبله "
*****
وهنا قمت بطباعتها عن مجموعته الكاملة التي قامت دار الحرية للطباعة والنشر في بغداد بجمعها واصدارها عام 2001 .