في عتمة الليل
كل شيء صامت ساكن حتى الستائر لنافذة غرفتي
وأغصان أشجار حديقتي ..
يا شعاع النور الذي يتدلي من سماء ذاكرتي!
تعبت أصابعي من ترويض أحرفي
وتزويق وتنميق عبارتي ..
فشرد الحرف بعيدا..
قد ملَّ مما أضخه من وهج أصابعي..
في سراب أحلام .
ولما نزف الحبر من جبين الليل . وسال من حفنة
جنون ذاكرتي..
حاولت أن أضاجعه على صفحة سرير أسطري
فجمح وشرد ..
كل شيء يوحي ب الهدوء والسكون..
كالأمنيات المتوغلة في ذاكرة الحلم ..
وصفحات دفتري أمست صحراء جرداء
تنتظر المطر..
لتنثر قصيدي في أعماق الروح وتنسى الآهات
بعد أن كاد صدأ الحزن يطغى عليها..
خلال شهر أو نيف
كل شيء هادئ.. تمتد أصابعي من عتمة الليل
لترسم همسة على وجه الانتظار..
وقفت على ناصية الزمان...
الملم أفكاري من كل مكان ..
أطارد ظلي على الجدران.. أنتظر من أعيشها حلما
وأهيم في بحر عيونها وأتمسك بأهدابها
لتصلني إلى بر الأمان..
هي كظلي لا تهرب مني
تعانقني وأعانقها وتحضنني في صدرها
كطفل رضيع يود أن ينام..
يوسف الحسن