أنين هجر
أمـا زار الــفؤادَ حــبيبُه شوقــــاً وأبكى العــــــينَ بعدُ من الفراق
وأشعــل في سكـون النفس نـارا أذاب لهيبا وجــــــدي وأعـماقي
أبعــدَ الــوصلِ يضنيني فـــراقُ وكنت أظنُ أنّ وصالــــَه بـــاقي
فكم عايشت في دنيا الهوى خلقاً فما لاقيتُ مثلــــــي باشـــتياقــي
وإن طالتْ بنا الأيامُ أو قصرت يــكون لـــنا بـــلا ريب تلاقـــي
يحدثني عــن العشّاقِ عشـــــاق ومـــا يدرون أنّ العـــشق خناقي
وما يدرون أنّ الحـــب مسترقٌ صميم القلب والأشواقُ أشواقي
وأنّ الحب في الأركان مستعرٌ فــــــأشعلني وألهب بي وثاقــي
وأصبح بالهوى حــلمي جميلاً إذا عــايشته أمــــــلاً أواقــــــي
لما في النفــــس من ألَمٍ وحزن عـــــلى عشق أراه الــجدَ ترياقي
فلا تبخلْ على نفســــي بوصلٍ ولا تعجلْ فإن الــــــــهجرَ حراقي
كفاني أنني أحــــــببت قـــــلباً له شوق بهــــــــجر أو تلاقـــــــي
أقــــــــمت لأجله حُلَمَ الصــــبا وكان لـــــــــــــه وقوفي وانطلاقي
رسول بالــــــهوى آهٍ يلاعبني ويأبى الشـــــوقُ وصلي أو فراقي
يظمِئُني وكــــأسُ الحب ملآن وفي يـــده فهل يتــــــــكرم الساقي
وهل يا من به ألمـــي تعانقني وتطفــــئ في عناقــــــك لي وثاقي
وهل يحــــــذو بنا أمل ويوماً أراك بـــــلا قيودٍ في نطـــــاقــــــي
تطوف بنا كؤوس الحب في فرح ويعلونـــــا مــــــــن الحُسّاد راقي
لننسى كل حزنٍ أو عـــــذابٍ ونأمنُ كلَ ما كنـــــــا نواقــــــــي
ونرقى في ميادين الهوى دوما ونبقى الدهر نــــرقى في المراقي
ونجعل حَزننا ســــــهلاً جميلا بلا أشجـــــــان هجر أيـها الراقي
وفي تقوى الإله نكــــون جمعاً فقد عظمت شــــؤوني في الوفاقي
فهل يا منتهى أملــي تواصلني فما طـــقت الطريق ولا رفــــــاقي
وقد يفنـــــــى بحبك كل وصل فمنك الوصل حتماً أيــــــــها الباقي
ألا فجعل فــــــؤادي فيك يفنى ولا تجعــــــــل لغيرك استبــــــاقي
فربي أنـــت ذو كَرَم عظـــــيم فأكرمني وأنــــعم أيـــها الـــــباقي