هل تعرف غزة مثلي ؟؟
كلا ..... لم أشهد يوماً
عصفوراً يقرأ وجه الأرض
سواك ... لم أشهد يوماً
جرَّاحاً يغزل من أوجاع العمر
قصائد للوطن المنفي هناك
إلا أنت .....
لم أشهد يوماً .. رجلاً يعرف
كيف يشيِّدُ حجراً رغم القصف
رغم وجود الموت الزاحف عبر حدود
الليل ...
لا يكترث بتاتاً لوجود جنود ٍ
يختالون على جثث الأحلام
سأُقرِأُ هذا الحجر سلاماً
من أطفال ٍ زرعوا بعض سنابل
في بستان اللوز ... كي تشربها
الأرض ..
ما زلنا في الشطر الأول للوجع
الممتد مساءً حتى أنت
يا من تعرف غزة أكثر منَّا
بالله عليك ... حدِّث حكّام الوجع
الممتد صباحاً عن طفل ٍ يسرقه
الموت من الرمان .. حدثهم
عن ذاك الطفل العابث عند حقول
السكر كيف يطرز شالاً للجدة
و هو يسافر رغماً عنه
لحدود الطلقات المنهمرة ...
يا من تعرف غزة أكثر منَّا
أخبر من يرتاد الحانات الليلية
ان القمر لا يمكن أن يبقى عند
الفجر مخمورا ... لا يمكن للخصر الساحل
أن يقترف الحذر .. عند صياح الديك
ما زلنا نترنح في صومعة ٍ لا تقبل فينا
ما زلنا نجترُّ الغيم عند بكاء الورد
لا تقلق ..... يا من تعرف غزة أكثر منَّا
بالله عليك أن تعرفنا .... فلا يمكن أن نبقى
أكثر من أنفسنا عند النوم
علِّمنا ... معنى أن يبقى الزيتون
يفتش عن موسمه الأول .. دون قطاف
أن يحصدنا فلاح ٌ دون يدين .........
كيف لظل الماء ... أن يرتدَّ إلى سيدة ٍ
تغرفُ روحاً أخرى من ساقيها العاريتين
يا من تعرف ُ غزة أكثر منَّا
هل ما زالت أوراق الزعتر تنمو
عند حدود الفجر الغارق بالآلام
هل ما زالت غزة تعتصر الرمان
و تبيع الصيادين رغم الخوف
هل ما زالت طلعات ٌ جوية تقترف الأخطاء
بلا استئذان ٍ من مدرسة الحي
هل ما زالت نسوة غزة يتهامسن
على استحياء ٍ عن ذاك الهاطل
رغم القصف ........
كيف يعود إلى وردته كي يلثمها
صمتاً ....
يا من تعرف غزة أكثر منَّا
أخبرنا كيف يعيش الليل بلا أضواء ٍ
في الطرقات ... كيف يسافر هذا الطفل
بلا أقدام ... هل يبحث عن عكاز ٍ من أغصان اللوز
كي يلبسها نعلا ً أم بستان
كيف يحج ُ الكهل إلى بلدته دون حدودٍ تفصله
عن هذا الشارع …
كيف لغزة يا من تعرف غزة أكثر منَّا
أن تغفر ذلتنا ….
يا من تعرف ُ غزة أكثر منَّا
علمنا كي نفهم أنَّا لا نعرف
غزة أكثر منك ……
التوقيع
أحنُّ إلى خبز أمي
و قهوة أمي .. و لمسة أمي
و تكبر فيّأ الطفولة .. يوماً على صدر يوم
و أعشق عمري .. لأني إذا مت ُ أخجل ُ من
دمع ... أمي ...