قال الرسول صلى الله عليه وسلم ( اتّقِ اللهَ حيثما كنت، واتبعْ السيئةَ الحسنة تمحُها، وخالقْ الناسَ بخلقٍ حسن ) الحديث أخرجه الترمذي في أبواب البر والصلة 1988 وينظر الفتوحات الربانية 7/ 373
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحديث النبوي الشريف في مستوى بنيته التركيبية قائم على الطلب أفعال الأمر ( اتق ، اتبع ، خالق ) وهو خطاب فصل موجز يسع الإنسانية باختراقه الحجب كلها ويحتوي بين قرارة مضامينه الذات الإنسانية في أي بقعة، وعصر لتكون السكينة والطمأنينة؛ نعم إنها جمل فعلية المسند إليه فيها المخاطب الفاعل الحاضر في حضور الله سبحانه وتعالى أينما كان اتق الله حيثما كنت ، واتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن . جمل ثلاثة قائمة على الحقيقة، تراجعت أساليب المجاز صاغرة أمامها فليس للتشبيه ،أو الاستعارة ،أو الكناية قدرة على تجسيد الصورة الفنية التي أراد رسول الله صلى الله عليه، وسلم إيصالها. جمل ثلاثة أولها ( الله ) عز وجل وثانيها ( الفرد ) وثالثها ( الناس ) فالفرد وسط بين الله والناس ( واتبع السيئة الحسنة تمحها ) . هذه الصورة المدهشة في حقيقتها تترك الفرد يتأمل في كل خطوة يخطوها يضع الله نصب عينيه في اليمين ( اتق الله حيثما كنت ) ليتعامل مع الناس في الجهة الأخرى ( وخالق الناس بخلق حسن )، وفي الجملة الوسطى المساحة التي يتحرك الفرد بها، وهي تختصر طبيعة الإنسان في الخطأ ،والصواب ؛ وتلك هي فطرته ( واتبع السيئة الحسنة تمحها ) أي صورة هذه حين تكون في بنيتها الرائعة تختزل المسافة الطويلة في الفكر لتضمن للإنسان دنياه، وآخرته ، وليس ذلك فقط فقد تناسبت، وانسجمت مع مدلولها الفرد عن يمينه تقوى الله، وعن يساره تعامله مع الناس، وهو متوسط وجها لوجه مع كليهما . وإذا كان صلى الله عليه ،وسلم قد استغنى عن الذهاب إلى المجاز( 1) فقد استغنى كذلك عن المحسنات البديعية كالطباق، والسجع، وغير ذلك، وأي بديع تتجلى فيه هذه الصورة المتفردة كما أراد لها صلى الله عليه، وسلم. ولابد لنا من النظر إلى الحديث على المستوى الصوتي، وأقصد في ذلك أنغام حروفه من حيث جرسها التي ساهمت في إضافة ألوان من العلاقات الموسيقية في مدلولها انسجمت مع علاقة الفرد بين الله، والناس تلك الأوتار التي لو تمعنت فيها ستجدها هي العلامات التي تسم القلب ،والعقل بانطباع مدهش كالقاف مثلا في الجملة الأولى، وتكراره في الجملة الثالثة، والتاء في ( اتق ،اتبع ، تمحها ) انه ارتباط حميم يوغل من خلال السماع إلى قاع الذات الإنسانية ، ثم نرى كيف ابتدأت السين بالسيئة لتغشيها سين الحسنة في الجملة الثانية، وتمحوها سين الحسن في الجملة الثالثة .
من دروسي التحليلية التطبيقية في أسلوب النص الأدبي
محفوظ فرج 1432هـ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( 1) المجاز هو الكلمة المستعملة في غير ما وضعت له في اصطلاح به التخاطب على وجه يصح مع قرينة عدم إرادته / الإيضاح للقزويني ج2 ص268
الاستاذ محفوظ فرج
هذا الحديث الشريف الذي حللته تحليلا علميا دقيقا هو مقياس لكل مسلم فمن يعمل به ينجو باذن الله
نفعك الله وايانا وجعل ذلك في ميزان حسناتك
دمت مع التقدير
الاستاذ محفوظ فرج
هذا الحديث الشريف الذي حللته تحليلا علميا دقيقا هو مقياس لكل مسلم فمن يعمل به ينجو باذن الله
نفعك الله وايانا وجعل ذلك في ميزان حسناتك
دمت مع التقدير
الاخ المبدع رياض حلايقة المحترم
شكرا جزيلا لك
أسال الله التوفيق
دمت بخير وعافية