قفرى الديار ُ فمن ينوح ُ بركنها سارَتْ على عَجَل ٍمِنَ السُّمارِ = عَذْراءُ طاهِرَةٌ مِنَ الأوزارِ نادَيْتَها والرَّكْب ُيَعْدو في الفَلا = فَوَجَدْتُها مَشغولَةَ الأفكارِ وَنَظَرْتُها عِندَ الطّلول ِلِبُرْهَةٍ = تبكي على الأحْباب ِبالأسْحار مُبْتلَة َالخدّين ِمِن عَبراتِها = مَفْجوعَةً بالحُزْن ِوالأخبار أتَطَفّل ُالأنباء َمِنْ أشْجانِها = حتى عَلِمْت ُبِمُجْمَل ِالأسرارِ أنـّى نَظَرْتُ وَجَدْتُ قَلْبا ًثاكِلاً = أو مُهجَةً مفجوعَةً في الدّارِ كم ْثاكل ٍفي النّائِحاتِ سَمِعْتها = تنَعْى حَبيبا ًغاب َفي الأقدارِ أسَفي على تلكَ القلوبِ فَجيعَة = بَعْدَ الحُبور ِكَجَمْرة ٍفي النّارِ كانَتْ مُنَعّمَة َالحياة ِبقُرْبهم ْ = مَرفوعَة َالهامات ِكالأشجار ِ فأتاهُمُ رَيْب ُالمَنون بِلَحْظَة ٍ = يَرمي السِّهام َبِكَفّه ِالمُتَواري فأصاب َفي تلك السِّهام أحِبَةً = طُهْرَ النُّفوسِ وَدُرّةَ النـُظـّارِ يَمْضي القضاء ُبِهِمْ وما مِنْ هارِبٍ = ينْجو مِنَ الخَلّاقِ والقَهّار ِ يانائحينَ على الدَيارِ وأهْلِها = إنّ المَصائِب َتُحْفةُ الأبرار ِ فكأنّما هي مَعْبَرٌ لنَجاتهُمْ = يوما ًلِنَيل ِ شَفاعَة ِالمُختارِ فَجَع َالزَّمان ُأحِبَّة ًمِنْ قبلِكُمْ = كانوا على الأكوان ِ كالأقمار ِ أرداهُمُ خَسْف ُالرّدى بتَعَجّلٍ = وأتى على الأصْحاب ِوالأنصارِ لهفي على ساداتنا سُفُنُ النّجا = ذُبِحوا عَطاشى قُرْبَ نَهْر ٍجارِ غَدَرَتْ أمَية ُبالحُسينِ وَصَحْبِهِ = وَتَنكّرَت ْللعِترة ِالأطهارِ فَجَعَت ْبهِم قَلْبَ الرسولِ وآلِهِ = واستهزأت بمكانَةِ الأبرارِ لهفي عليهم جُزّروا في كربلا = مِن غير ذنب ٍ في الدُّنى وضرار ِ مَشَتِ الجحافل ُ للجحيمِ ببَغْيها = وَمشى الحُسين ُإلى الجليل ِالباري فإذا نَظَرْتَ إلى الحُسينِ مُحَذِّراً = أعداءَهُ مِن غَضبةِ الجّبارِ ماذا فَعَلْتُمْ بابنِ بنتِ مُحمّدٍ = أينَ الجواب ُبحَضْرَة ِالقَهّارِ وَسَبوا بناتِ الطُّهْر ِفي عَرَصاتِها = مَحْمولة ًفي هزَّلِ الأسفارِ فإذا نَظَرتَ إلى النِّساء ِحَواسِراً = أبْصَرْت َأحْزانا ًعلى الأكوار ِ مازلتُ أحسبُ كلَ صوت ٍ هجمة = نحو الخيام ِ بقابسٍ من نار ِ قالَ احرقوا خَيْمَ الحُسين ِوَصَحْبِهِ = بمَشاعِلِ الطاغوت ِوالأشرار ِ فيها العليل ُمَعَ العيالِ بيُتْمِهِمْ = أونُسْوَةٌ مَعَ فتية ٍوَصِغار ِ لَهْفي عليهمْ شُرّدوا في كربلا = وتعثّروا بالدّهرِ والأقدارِ يَكْفيك َفيها آلُ بيتِ مُحمَّدٍ = القائمونَ الليل َبالأذكار ِ أوَجَدْتَها في سُنَّة ٍمن قَبْلِهِمُ = أوَجَدْتَها في سُنّة ِالمُختارِ؟! لاتَعْجَبَنّ مِنَ الطُّغاة ِ وَفِعْلِهِمْ = شرُّ الخلائق ِأبشع ُالكفّارِ حُزني على تلكَ المَنازلِ بَعْدَما = هَجَمَتْ عَلَيها بالطِّفوفِ ضَوارِ قَفرى الدِّيارُ ُفَمَنْ يَنوح ُ برُكْنِها = مِن ْبَعدِ ما رَحَلوا عَنِ الأمْصارِ مُتَلَفِّتينَ إلى الكُماة ِبكَرْبلا = وَموَدِّعينَ بقية َالأخيار ِ وَقُلوبُهُمْ عندَ الحُسينِ وَصَحْبِه ِ = وَعُيونُهُمْ حَولَ السِّنانِ السّاري ما أنس َلا أنسى النساء َبعاشِرٍ = يَنْدُبْنَ آلَ الله ِفي الأخطار ِ ينَظُرْنَ مِن ْتلكَ المَحامِلِ للثّرى = حُزنا ًعلى آلِ الهُدى الأحرار ِ وَنعَتْ نِساء ُمُحَمَّدٍ أبطالَها = لمـّا رأين َمَصائِب َالأقدار ِ كم ْمِن شَهيدٍ بالخِضاب ِمُرَمَّلٍ = تَلْقاه ُمَطروحاً على الأحْجار ِ لَوْ كُنْتَ تنظُرُ للحُسينِ بقُرْبِهِم ْ = لَوَجَدْتَه ُفي هَيْبَة ٍوَوِقار ِ أضْحَتْ جُنود ُاللهِ تهْبِط ُعِنْدَه ُ = مَفجوعَة ً وبِجَحْفَل ٍجَرار ِ تَنْعى الحُسين َوصَحبَه وَعيالَه = بالدَّمْع ِوالآهات ِباسْتِعْبارِ نزلتْ على جسدِ الحسينِ تضمُّهُ = وتفجّعتْ في سيّدِ الأحرارِ كانَتْ تَحِنّ ُإلى نَجيع ِخِضابِهِ = وإلى تُراب ِالسّيد ِالمُغْوار ِ يالَيتني أفدي الحُسَين َبكربلا = ياليتني طُعْماً إلى الجَزّار ِ كَمْ مِن شَهيد ٍفي ثَراها ياتُرى = مِن كُل ّجيل ٍحُز ّبالأشفار ِ هذا قَصيدي قدْ أجَدْت ُبيانَه ُ = بالدَّمْع ِوالآهات ِوالأكدار ِ لأُشاطِرَ الأطهار َفي أحْزانِهِمْ = وأُلاقيَ اللّهَ الجَّليلَ الباري سَطّرْت ُفي حُب ّالحُسَين ِمَشاعري = وَنَظَمْت ُشَجْوا ًخـُطّ بالأشعار ِ فبَعَثْت ُحُزْنا ًبالدِّموعِ مَزَجْتهُ = للعِترَةِ الأطياب ِوالأنوار ِ علي كريم الربيعي( سراج ) 14/1/2008 شهر محرم الحرام اليوم الرابع البحر الكامل -دبي