قيل مات .. !!
قلتُ من..؟
قيل هو..
واتجهتْ كل الأنظار نحو خيوط النور التي كم أطلّتْ علينا من أفق غائم..
لنفتح عيوننا حينا من الدهر على حقائق ما كانت لتلوحَ لولا يده البيضاء
التي غسلتْ وجه َالعتمة ببعض نَوارها، لتستقيمَ الخطى وهي تنفض عنها غبار السنين..
وتجري خلف بعض نور هارب من جيوش الظلام التي طالما استلّت سيوفها برّاقة من غمدنا..
فكم هو موجع أن نقف أمام اللاشيء.. لنرصف وهْمَ حجارته ،و نشكل منها سورا يطاول عِنان الأفق..
ونسجن أنفسنا داخل تجاويفه بمحض إرادتنا..
لتنطبق علينا كيفما شاءت رغم كونه من الضآلة بحيث لا يمكن أن تراه
سوى أعيننا المرهقة بكحل عتمتها دوما،والمتمرغة بصلف الثرى علّها تجد لها نبعا ثرًّا يغسل بعض غبشها،،
خيط رفيع لاح هناك شرارةً من دهماءٍ تحمل بين ثناياها جِمارا ملتهبة ..
ما كانت لتلتهم قلبا نابضا لولا خيوط النكران التي تشابكت رؤوسها بداية ً،
ثم امتدّ منتهاها ليقطفَ كل ورد يفوح عطره سناءً..
وهو يسقي كل القلوب الصادية التي أوهن نبضَها سهمُ الغدر غيلةً ،كلما اندسَّ بين قرص الرغيف،وكأس الرواء..
فإلى متى ونحن نتفننُ في حفر القبورقبل أن يصلنا خبرُ الوفاة ..؟ !
ويا لوجعي المراق على وهج الدروب الغافية،وقد جلستُ بقارعة الأسى ذات أنين
ورحتُ أقلبُ مطاوي المغيب جيئةً وذهابا..
وأنا أعدّ أطراف أصابعي قبل أن أنام ، وأوصيها خلسة ..
فقد أصحو يوما ولا أجدني إلا رمادا ، لأتركها تذكارا على عتبة بيتي .. !!
ثم نفثتُ زفرةً حَرّى خِلتني قد سكبت بعضَ روحي معها ،وأنا أردد :..
لقد ماتوا جميعا.. ؟ !
قيل من..؟
قلت : الـ..نحن ..ومضيت .. !!!!
وعندما استدرتُ لأذكرَني قبرا منسيا ..وأقرأني رقما على باب المقابر المرحلة عنوةً..
رأيتُ ألف قبر ،وقبر فاغرا فاه ..قبل مولد موتاه..
لأستبطىء كفاف كؤوسنا من سيل الخيبات -تباعا - وهو ينسكب قطرة فأخرى ..
فما أشبه اليوم بالأمس وهما يتقاطعان نقاطا ،وفواصل على شفير هاوية خنوعنا
كي تبقى خيوط وهمنا تنسج نفسها حول دلاء وهم آخر..
علها تصل بئر الحقيقة يوما ..تلك الحقيقة التي ستبقى خنجرا مندسا بجوف الغيب..
الحي هو الذي يغيب فعلا ولا يغيب
والدكتور ابراهيم الفقي حاضر في قلوب محبيه رغم الغياب
صدمنا رحيله رحمه الله وأحسن مثواه
الأستاذة فاكية صباحي
بحرفية عالية وبأسلوب متميز قدمت لنا نصا من أجمل النصوص
أحيي فيك هذا الإبداع الراقي والوفاء الفريد
تحياتي وتقديري