مكاشفة
ألقيتها في أمسية شعرية في قاعة محاضرات فندق ويستن هوتيل في مدينة ديترويت في الولايات المتحدة الأمريكية..
يا أيُّها الإخوان.. والأخواتُ..
ما سافرتُ من بلدي القصيَّهْ
إلا وفي صدري لكم منها وصيَّهْ
*****
فقبيلما رفع الرَّحيل شراعهُ..
وصلتْ.. تودِّعني بصمتٍ.. أمَّتي الثكلى
فغصَّتْ.. وانحنتْ..
تخفي على الخدَّينِ دمعاتٍ سخيَّهْ
ثم انطوتْ في حيرةٍ..
وكأنها نسيتْ حروف الأبجديَّهْ!
قالتْ.. وما قالتْ..
ولكنِّي شعرتُ بوجدها.. نارا قويَّهْ..
تجتاحني.. وتصوغ من شوقي.. ومن حبِّي لكم أحلى تحيَّهْ
*****
وقفت تودِّعني ك "لبنانَ" الجريحِ..
جنوبُه! يلتفُّ بالعتبى..
على كلِّ المحافل والجهات العالميَّهْ
أنفاسُها الحرَّى!.. تلامس حرقة "الجولانِ"..
في أفران من وُصفوا بأصحاب القضيَّهْ
مأخوذةًٍ بأزيز نيران "الخليجِ"..
بوقعها الغربيِّ.. تعزفه طبولٌ مشرقيَّهْ
وعلى الخدود.. وجيدها.. بعض الدماءِ
من الجراح المغربيَّهْ
*****
وقفت.. وفي نظراتها إصرار سوريَّا..
وحسرتها على جمع السيوف اليعربيَّهْ
وتطلعتْ نحوي.. وسالتْ دمعة ٌ..
فيها اختصارٌ للشجونِ.. لكلِّ أحزان البريَّهْ!!
*****
يا إخوتي!
في جعبتي من أجفن الأوطان.. أشواقٌ نديَّهْ
تُهدَى إليكمْ.. أيها الأبناء.. من آبائكمْ..
من أمَّهاتٍ.. تحت أقبية الفراق.. تموتُ حيَّهْ
وتظلُّ تحكي عن رسائلكمْ..
متى تاتي إليها من هناك.. على رياحٍ موسميَّهْ؟!
ما زال يشغل ذهنها.. ذاك الفتى..
يسعى إلى المجهول.. محمولا بأجنحة الحميَّهْ
وعتاده للغربة الحرباء.. بعضُ حقيبةٍ..
وعزيمة ٌ.. أجدى وأمضى من رصاص البندقيَّهْ
وتذوب في بحر الظلام ظلالهُ..
لكنَّه يُبقي على خدَّيْ شواطئه بقيَّهْ
وتظلُّ تذكر طفلها في مهده الخشبيِّ..
في خطواته الأولى.. ومرحلة الشباب الأوليَّهْ:
"أيَّام كان الشمل مجتمعاً..
أيَّام جمَّعنا الرغيف.. بطيب أنفاس شهيَّهْ"
*****
يا أنتمُ.. يا صرخة الرفض التي دوَّتْ
بآذان الحضارات الدعيَّهْ
يا جذوة الشمم العتيق.. وأهلهِ؛
أهل الشجاعة.. والإرادات القويَّهْ
يا من شققتم في التغرُّب دربكمْ..
بمعاول الإصرار.. بالهمم العليَّهْ
وفديتمُ الوطن المصاب.. إذا دعا
وجملتمُ الأوزار.. بالنفس الرضيَّهْ
*****
لقد اغتربتُ.. وبتُّ أعلم ما اختفى في الغربتينِ..
من الشقاء.. من الهموم المهجريَّهْ
وعددتُ أيام البعاد ثوانياً.. وثوالثاً..
حتى سقطتُ على صدى عدِّي ضحيَّهْ
عانيتُ من شوق الغريب لموطنٍ.. ألماً
يهون لمثله وقع المنيَّهْ
لأمرُّ من ألم التغرُّب والفراق دروبُهُ.. لو أنَّها بقيتْ على القاصي قصيَّهْ
*****
***
*
ديترويت- الولايات المتحدة الأمريكية
10/10/1995
نبيه محمود السعديّ
آخر تعديل نبيه السعديّ يوم 12-05-2010 في 12:02 PM.
أحسنت في هذه المكاشفة وأنت تنقل هذه الوصية إلى أصقاع بعيدة علها تلقى صدى من هنا أو من هناك ..
استطعت بحنكتك الشعرية أن تجري كل هذا السرد الواقعي الأليم على لسانها من مشرقنا العربي ومغربه ..
يالها من أمة ثكلى تئن جميع جوانبها .. كلما برئ جرح جد بسيف المكر جرح !
أحييك على هذا النص الدفّاق غير أني كنت أتمنى لو أن القافية كانت متنوعة خاصة وأن النص كان طويلاً ..
وتبقى هذه وجهة نظر
ولك تقديري واحترامي
وصباحك شعر ووفاء وألق
التوقيع
ما أطيب الدّنيا إذا رفرفتَ ياشعرُ
تسري بكَ الأشياءُ من عيدٍ إلى عيدِ
الموتُ فيكَ فضيلةٌ تحيا إلى الأبدِ
والعشقُ فيكَ روايةٌ مبرودةُ الجيدِ !
/
عطاف سالم
ألــمٌ ينقرُ على جدران القلبِ مابين غربتين
وصرخةُ وطنٍ تضجّ حنينًا
الى تلك الأيام فيها كانت
رائحة الخبز شهية
ولمّ الشملِ أشهى
"
لله درك أيها الشاعر
قصيدة رائعة جدًا نكاد نسمع بين الأبياتِ
صوت الوطن وهو ينادي: أين أنتم؟
تقديري واحترامي الكبيرين للشاعر القدير نبيه السعدي
"
الأمــل
أظن أن كل من يغادر وطنه يتمنى لو أن يكون قادرا على أن يحزمه في حقيبته مع ما يحمله عندما يغادره
أما عندما يهاجر، فهذا يعني أنه لا بد أن يضمه بقلبه خوف الضياع و السرقة !
و آه لأنه لم يستطع ذلك ؛ فإنه يشعر أنه ترك الروح هناك و غادر بجسده و حقائب سفره فقط ؛ فيظل يئن من شوق و من وجع الحنين
أ تعلم أستاذي نبيه ماذا شعر كل من سمعك ؟ و كم شموا من خلال حروفك تراب الوطن ؟
كثيرا ما كنا نصادف من تركوا الوطن منذ زمن يقبولننا حبا بالوطن و طمعا بأن يشموا فينا عطر الوطن...
ثم عندما صرنا فترة لم تطل- بفضل الله - ممن اضطرتهم الظروف لمغادرة الوطن
كنا نستقبل من يأتي من أرض الوطن بالشوق لنشم بين حروفه و كلماته عطر الوطن
إذن قد كنت كريما جدا معهم بما حملت لهم من كلمات كريمة قد أذهبت و لو لحين ظمأ شوقهم لأوطانهم
لك و لحرفك الجميل أستاذي الفاضل نبيه تحياتي و تقديري
و شكرا لهذا الزخم من الوجع الذي أثبته لأنه وجع صريح نحتاجه لكي يذكرنا بأحوالنا لو تناسيناها أو أهملناها و التي طرحتها بكلمات راقية رقي صاحبها، كريمة بكرم شاعرنا الأكرم.
قصيدة قمة في الروعة بمبناها ومعناها وصورها
التي تدمي القلوب وكلماتها التي تهدر أسىً متدفقاً عن مشاعر شفيفة
وإحساس بواقعنا المرير الذي نتذكر ماضيه ونعيش حاضره
شكراً لك شاعرنا الشامخ نبيه السعدي المحترم
أحسنت في هذه المكاشفة وأنت تنقل هذه الوصية إلى أصقاع بعيدة علها تلقى صدى من هنا أو من هناك ..
استطعت بحنكتك الشعرية أن تجري كل هذا السرد الواقعي الأليم على لسانها من مشرقنا العربي ومغربه ..
يالها من أمة ثكلى تئن جميع جوانبها .. كلما برئ جرح جد بسيف المكر جرح !
أحييك على هذا النص الدفّاق غير أني كنت أتمنى لو أن القافية كانت متنوعة خاصة وأن النص كان طويلاً ..
وتبقى هذه وجهة نظر
ولك تقديري واحترامي
وصباحك شعر ووفاء وألق
الأخت الشاعرة الرقيقة عطاف.. شكري الكبير لحسن مرورك، وامتناني لتحيتك اللطيفة.. أما عن ملاحظتك، فلا سبيل إلى تنفيذها الآن، وبعد سنوات طويلة من نظم القصيدة.. لك المودة والاحترام
وصرخةُ وطنٍ تضجّ حنينًا
الى تلك الأيام فيها كانت
رائحة الخبز شهية
ولمّ الشملِ أشهى
"
لله درك أيها الشاعر
قصيدة رائعة جدًا نكاد نسمع بين الأبياتِ
صوت الوطن وهو ينادي: أين أنتم؟
تقديري واحترامي الكبيرين للشاعر القدير نبيه السعدي
"
الأمــل
الأخت الكريمة أمل:
شكري وامتناني لجميل ثنائك، وحسن مرورك.. مع الود والتحية