للجهبد المغربي محمد الداهي... خطورة التطويع التلفظي ، عبر السرد الروائي
قصدا في تجهيل الشعوب ، و صناعة الخبر.
و هي أمور تراهن عليها الصهيونية ، و الامبريالية الجديدة .
ليس للدخول مع الآخر في حوار ، أو تعاقد استيثاقي
contrat fiduciaire من اجل كسب ثقته ، بل إجباره بواسطة الألاعيب المدروسة
والسلوكات التطويعية لشرب المقا.لب
و في نظري المتواضع . أن من بين هذه الأدوات الخطيرة .النقد الأكاديمي المتحجر
الذي وجدت فيه القوى المذكورة ضالتها . استنادا على عدم تطوير آليات السرد
و تفكيك التركيب الأحادي النظرة ، بما يخدم عدم الخروج عن النص
في سكونيته القاتلة . و كأننا نسرد أحاجي من فصل واحد...
هذا و أشكرك عزيزي ، و حضورك بين ثنايا سردي ، الذي أطبق عليه بعض من رؤاي
الفنية ، والثقنية، و السردية ، لما اصطلحت عليه بالواقعية الحداثية
و التي اشتغل عليها . علما بأنها ستنشر كأوراق عمل بيانية
لما أنا مقدم عليه إن شاء الله قريبا .
فالقصة القصيرة . تستوجب الاختزال ، و التكتيف الجد مختصر ، وأدوات أخرى .
فهي القصة القصيرة المشعرنة ، و الحاملة فانوسها العرفاني اللغوي ، في بلاغته ،و تماثلاته المركزة
على الرمز و الاستعارة ، تكون بالأساس هي عصب أعمالي . التي لها طقوسها ، و أدواتها
و تراكيبها الفنية ، و الإبداعية . لأنني لست راويا لقصص دو يزن ، أو حاكيا عن ذاتي
داخل حمام ساخن ، أو ثرثارا بمقهى عام ، أو مديعا في تلفزيون الحاكم بأمره
لأنني ببساطة شديدة ، و بكل تواضع جم . لا أعترف بهذا كله و هذه قناعاتي الخاصة ،،،
ومن هنا أحيلكم أفاضلي على إحدى ركائز منظوري لتركيبة النص السردي .
ألا و هي التعددية الصواتية . التي بدونها يكون النص عبارة عن سرد جاف ، و بخطاب أحادي الجانب
قد ينفر القارئ ، و يخلق لديه نوعا من الملل . نظرا لنمطية الصورة الجامدة
دون الاعتماد على الشكل التأطيري للقصة ، و دون ممارسة لعبة الاسترجاع
و الاستشراف المعتمد في صياغتها لتوليد الأحداث .
فنصوصي ، و عن سبق إصرار . تنطلق من ضرورة وضع الأصبع على الفارق ، بين الذات الجاهلة
و الناقدة أو العالمة . فذاتي الساردة تعبر عن القلق من واقع اجتماعي
مع تغليب المنطق الحلمي في جميع الحالات ، حتى القدرية منها في الحالاته الاستسلامية
و خاصة دعم التماهي مع المأساة ، و البؤس الاجتماعيين في سطحيتهما . لكن بفنية تحمل المتلقي
على حشد ذاكرته المنسية و إيقاض ملكاته التعبيرية وتطوير خزانه المعرفي و الفكري .
فغالبية نصوصي ، لا تحكى بالطريقة السطحية و العادي المبتدل . لكنني أ عتمد التركيبة الجمالية
للتخييل ، من خلال نسق تعبيري ، يلتقط مظاهر التفاعل الذاتي في سكونيته ، و ثورته
و جمالية احتواءه ، كما سبق و ذكرت . بين الذات الساردة ، و الآخر .
و عليه ، و في نظري . يجب على القصة ان ترفض كل أشكال التمظهر الأحادي سردا
و صورة . حتى تكون أداة تصوير لحالات توثر داخلي . ينتاب الكائن البشري ، تحت تعددية صواتية فاعلة
تحترم عصب النسق . بعيدا عن تعدد الأنساق في أغلب حالاته . مع شعرنة اللغة،
و إضفاء جمالية العطاء . و توظيف الرمز في دلالاته القريبة من المضمون ، و الشارحة لإسقاط فعل هذا المضمون ،،،،
فالقصة القصيرة الحديثة في منظوري الخاص . و كما أقول دائما : أن الكتابة الإبداعية
هي انفلات من القلق ، و الاضطراب النفسي . لكنها رسم لهذه المعانات النفسية القلقة
و المقلقة . دون إغفال شرطية الجمالية ، و الاحترافية في السرد ، بكل مكوناته الإستطيقية ،
أما ما هو عادي و مبتذل ، فليس لي إلا اعتباره أدبا تضبيعيا ، و مفتعلا إن عن جهل . و هذه مصيبة .
و إن عن قصد . و هذه مصيبتان . مع احترامي للآخر في شكلانية توظيفه سردا ، يشار له بالسهل الممتنع
علما مني ، بأنه تواطؤ في الحالة الأولى . أو مداهنة أو إخوانية ، أو رد الاعتبار لما لا يعتبر و هي الحالة الثانية .
هذه بعض من رؤاي لكتابة القصة القصيرة . و القصد منها الدفع بالقارئ العادي
بلورة ملكاته القرائية و الاستيعابية . و هو معذور إن صعب عليه الولوج في البدء .
لكن الجائحة تقع على المثقف ، الذي لن أعتبره إلا متثاقفا في هذه الحالة .
أتمنى أن تتقبل هذا العرض البسيط ، و المختصر لماهية كتابة القصة القصيرة ، كما أتماهى معها .
كما أتمنى أن يتسع صدر الآخر لما أعتقده فعلا راكبا لفرسه الدمول . فلغتنا العربية ليست بالمتحجرة
فهي هاته الفرس الدمول بجمالها و قدرتها على اختراق المألوف وحبها للآتي في كونيته البادخة
أسلوبا و بلاغة و إبداعا .
لك تقديري
ومحبتي
و فيض إبداع لروحك النقية .
الحمصــــــــــي