يا منسي لا تتأخر
أني أمشي في الطرقات حافية
والمدينة عروس تنفض عنها مخمل العتمة
رويدا.. رويدا..
ينقشع الليل عن شمس رضيعة
تدغدغ الريح
تفتح الأبواب عن نساء
خرجن للتو من الزوايا
يحملن على خواصرهن رجالا
يرقصون على إيقاع وجد أزلي
والمدينة تتجمل بالغناء وتنادي
يا منسي لا تتأخر
تعال
***
المدينة صندوق حكايات
عن نساء يمتشقن رجالهن سيوفا
ورجال رسم على صدورهم
عناقيد نساء ولهات
والمدينة تقف للمارقين
الذين لوثوا الأجندات
ويدعون إلى الغزوات الأولى
زيفا ونفاقا
يا منسي تعال
أشرعك سيفا
في وجه من يقتلون الأمنيات
وادخل بي وقت الوجد
نعتلي مآذن أخرى
تدعو لصلاة القرنفل والياسمين
يا منسي
تعال..
***
ما زلت اخب عافية في الطرقات
والنساء يهتفن من حولي
"هو يسكن خاصرتها
يرشف عن عينيها ما تبقى من نعاس
ويرقص
منذ أن طلع القرنفل من كُم الياسمين
ومنذ أن.."
سيدي الكريم الشاعر والناقد غريب عسقلاني
تحية الاخاء:
آه لو لم تمسكني الرغبة بالانقطاع لكتبت الكثير وأنا استمتع بهذه الصور الشعرية الخفيفة على القلب لغة ونسقا والمدججة بفكر متفتح راق وإيحاءات بحجم ذلك الفكر وذاك التفتح المنهجي
ما أجمل العسقلاني وهو يشدنا بإيحاءات الطهر والبياض ، لاقف هنا في مركز دائرة هذه اللوحة وانظر بعين العجب إلى ذلك المنسي المحمل بالألم والأمل والفكر الذي يبحث عن عطاء ليشهره الشاعر العسقلاني سيفا بوجه من يقتلون الأمنيات وأحلام الياسمين في مدينة وقفت للمارقين الذين لوثوا بنفاقهم كل ما هو حضاري وجميل ، وانظر بعين الدهشة مرات إلى هذا النسق الفني وخصوبة الخيال وأسلوب المقارنة والتشبيه وصياغة التعبير الشعري وهو يقول :
((( وادخل بي وقت الوجد
نعتلي مآذن أخرى
تدعو لصلاة القرنفل والياسمين )))
سأكتفي بالصمت بعد هذا المقطع
ملاحظة
يرشف عن عينيها ما تبقى من نعاس
"عن" هنا حسب تقديري غير موفقة مع الفعل ارشف واعتقد بان الصحيح هو من عينيها ولأصحاب الاختصاص الرأي القاطع لان :
رَشَفَ الماءَ والرِّيقَ ونحوهما يَرْشُفُه ويَرْشِفه رَشْفاً ورَشَفاً ورَشِيفاً؛: مصَّه والرَّشْف: ، وهو المص أو فوقَ المَصّ" أخْذُ الماء بالشَّفَتَين"
التوقيع
الدكتور نجم السراجي
مدير ومؤسس مجلة ضفاف الدجلتين ( 2008 )