للحسين(ع) أغنية أخرى ترى كم سيستغرق غسل السيوف التي سفكت دم الحسين(ع)؟ االحزنُ في لُغةِ الحسينِ شُجونُ = وتَهَجّدتْ بفَمِ الحروفِ عُيونُ وعلى الحكاياتِ التي خضَّبتَها = يبكونَ عِذقَ النخلِ كيف يخونُ كيف الفراتُ أكفُّهُ مشلولةٌ = بالقربةِ الثَكلى .. تُراهُ يكونُ كم كيف ماتتْ في حَشى أزمانها = أيُّ الدهورِ المضرماتِ تهونُ تلك التآويلُ التي ما فُسِّرَتْ = حَبَكتهُ كي تَبني العُروشَ ظنونُ ظلّتْ هنا ليلا طويلا أدهَما = ويَبوءُ غِلٌّ مُضرمٌ وقُيونُ وإذا الندى والطيبُ غافلَ موعدا = سبقتْ رياحٌ صرصرٌ وحصونُ يا أوّل الفادينَ أنّى جئتَهمْ = زَجّتْ طيورَ الحالمينَ سجونُ ذَرّوا على الأعذارِ ضِحكةَ صَمْتهمْ = سألَ الدمُ المسفوكُ كيف يصونُ ؟ لَمّوا بكاءَ الريحِ حينَ غُيومِها = بدِنانِ راحِ الغاصبينَ مُجون ورأيتُ وجهكَ في مسافاتِ الدِما = فوقَ الجذوعِ الباسقاتِ يَحينُ وعلى بشاراتِ النحورِ تَزُفّهُ = قُبَلُ الترابِ وضمّةٌ ويقينُ رقصتْ صبايا الدمعِ أجملَ رَقصِها = واهتاج بالشوق الوجيبِ أنينُ يا مُهجتي ردّي سباياكِ اهجعي = مَدَّ الضلوعَ إلى القبورِ حنينُ دارتْ وحينٌ لم يكنْ من قبلِها = شيئا..فخلقٌ غارقٌ ورقونُ الحزنُ كان جناحَك المبثوث في = سِفْرٍ يُبرْعمُ موطنا سَيَلينُ جمع القلوبَ الخافقاتَ من الهوى = دربا وأشرعَ والسَحابُ سفينُ قدْ مُتَّ عشقا يا عراقيُّ اللَظى = وبما وهَبْتَ تَناسَلتكَ قرونُ بينَ السيوفِ وبينَ أفئدةِ القرى = لَغَطٌ يُوَسْوِسُ والنَضارُ يَدينُ وعلى ظُهورِ الخوفِ أسرجَ بأْسُهمْ = غَدْرا يُطَأطئُ خِسّةً ويَشينُ ويعودُ خلفَ الراحلينَ زَمانُهمْ = ويظلُّ يقتسمُ النجومَ مَنونُ لو يُبْعَثون مِنَ القبورِ لَعاوَدوا = قد أعْمَهَتْهُمْ كِذْبَةٌ وكمينُ أبدا يُعانِدُنا السؤالُ يُبيحُنا = رأسُ الإجابةِ بالقناةِ رهينُ يا أختَ هارونٍ فلا طَلْقٌ هُنا = والنَخلُ غادرَ والرعاعُ تُدينُ مَلؤوا خِراجَ الأُفقِ مِنْ أجسادِنا = والروحُ قَبْرٌ في العراقِ مَكينُ فجَمَعْتَ للطوفانِ ما عَصمَ الهوى = إنَّ الهيامَ قواعدٌ وجُنونُ ورَسَتْ زوارقُ بَهْجتي أعراسُنا = بضفافِ نَحْرٍ والنجومُ مَعينُ