القصة حققت أدواتها والتكثييف كان له نصيباً هنا
قفلة تفتح للمتلقي باب التأويل الكثير
إلا أن المرآة ويوسف أظن بأن للجمال هنا مشهد عميق
فحق لها أن تتحسر وحق لها أن تتساءل
رائعة جداً
لك التقدير
التوقيع
حين
دخلت محرابك.... كنت قد توضأتُ بدمعة
ولأن البحر لم يصل مدّهُ لقاعك
سأرجع له الدمعة
سألتني : ما وراءك ؟ ، قلت : لا شيء ، قالت : أو تكذب ؟
قلت : هل من شاهد ؟ ، قادتني حيث تسكن المرآة ، وقالت: وا أسفاه على يوسف!
وغربت كما تغرب الشمس
سألتني : ما وراءك؟ لم يقل السارد ما عندك؟أي ماذا سوف تقول لتدافع به عن نفسك؟ ماذا تخفي من أسرارك؟ وليس ما تحمل في يديك؟ أو ماذا تملك ليرى ويلمس رغم أن هناك ما يجهل من أفكار ومواقف وسلوك. فالسؤال يدل على الاستفسار من أجل التنوير نحو قضية معينة من أجل التوضيح والتحقق من المعلومات التي يمكن للسائلة أن تكون عارفة بجزئيات قليلة عنها. ما وراءك؟ تسأل عن شيء مخفي ومجهول . والواقع أن هذا السؤال مبني على علامات خارجية بارزة على الوجه، علامات كشفت عن الحيرة والتردد ومحاولة إخفاء موقفه ومعاناته ونفسيته المضطربة. بدهائها قالت : ما وراءك؟ حاول البطل أن يداهن ويداري رغم أنه متيقن أنه مكشوف من خلال تغيرات ملامح وجهه، ومع ذلك عاند وكابر وحاول أن يضللها حين قال : لا شيء. وهل من شاهد؟ حاول أن يورطها في البحث عن حجة وهو يتمنى أن لا تجدها. لكنها كانت سريعة في ردها لما قادته للمرآة التي سوف تعري كذبه وتملصه من إعلان الاعتراف بالحقيقة. فكان أسفها مبنيا على رمزية يوسف المتميز بالأمانة والصدق والجمال .والسارد اتكأ على هذه الرمزية النادرة في الخلق ليعزز التناقض الصارخ الموجود بين ذا وذاك. بل بين شرائح متعددة من البشر، فيوسف كان صدقه على وجهه وجرأته في الدفاع عن نفسه ،وهذا البطل سقط في الشك والريبة الذي دفعه للكذب ومحاولة مواراته عن طريق دفاعه الباهت / هل من شاهد؟/ فشتان بين الحق والباطل ،بين الصدق والكذب ، بين الاعتراف والمراوغة .. ما هي النتيجة ؟ / وغربت كما غربت الشمس / غروب متعدد الدلالات من بينها : الابتعاد والغياب والاختفاء ....فكلمة / وغربت/ جاء الفعل ملتصقا بضمير تاء التأنيث الذي قد يعود على البطلة التي قطعت علاقتها به بعد أن كذب عليها، مع محاولة الحط من ذكائها وكرامتها عن طريق استغفالها محاولا منه طمس الحقيقة التي بدت لها واضحة من أول كلمة في الحوار . فغربت / ابتعدت عنه لمرحلة معينة حتى يأتي بحجة تقنعها. فليس المقصود بوجه الشبه الجمال ،بل المقصود بوجه الشبه بين البطلة والشمس هو الابتعاد والاختفاء وقطع العلاقة بينها وبين البطل. ومضة جميلة محكمة الصياغة ، منيعة بل مشاغبة على مستوى الفهم والتأويل تستهدف نوعا من العلاقات الإنسانية المبنية على سلوكات غير حميدة . ومضة تتطلب جهدا كبيرا لمطاردة المراد بقراءات متعددة ومختلفة . جميل ما كتبت وأبدعت أخي المبدع المتألق سيد يوسف مرسي، محبتي
آخر تعديل الفرحان بوعزة يوم 03-21-2017 في 01:05 PM.