أ سينجلي عن صقيع حلكة سوادكَ فجرٌ أنيق ؟ مَنْ سيحيي موات حلمٍ ذوى بعد أن أنهكه الرحيل ؟ كيف لرفات عُمْرٍ أن تصحو و قد بلغت سدة الرميم ؟ !
][ و إلى هنا بلغ الصوت مداه : ][
أيتها المنثالة من خالص الضياء ,
أ أقول صباحكِ / أنتِ , مَنْ سلبـَ / ـتِ الشمس ضياءها ! أم أقول هو المساء إذا انهمر بهياً , فلأنَّكِ ألقيت عليه عباءة تجليكِ ! . كلاهما عندي يقينٌ و حقيقة لا تُماري روحي فيهما أبداً , و قد أحلتِ الحروف رُسُلَ سَكينةٍ و دفء .
هل سمعتِ قطّ عن رسول عشقٍ يتلعثم و هو يهدي الأرواح سبيل نجاتها ؟ !. ذاك الرسول الذي اتكأ على كتفي الذي بسطتُه بين يديكِ عساه - و بحنانٍ جَمٍّ - يولم لأرقكِ سبيل الأفول , و يربّتُ على أهداب نواعسك , يتلو عليها آي الحلم الشفيف .
نعم , كانت تلك نجوىً , كم تلكأتُ قبيلها , و لا زلت بعدها !
أيا حبيبةً همتْ مزنها فانقشع كدر العمر ,
أواه يا أنتِ التي باتت تمطر الوقت حبقاً و زيزفوناً , و تسرج للأماني قناديل تجليها ! أ أواعد السماء , كيما أجدل على شرفاتها ضفائر حرفكِ ! أ أمكث بين ذراعيّ السديم , عساه يهديني طيفكِ السَني فأُهْدى يقين الحنان ! أ أتبرأ من تيه الجهات لأسكن محرابكِ / حرفكِ , أغسل من حوضه عطش اللهفة التي ما برحتني يوماً ! نعم , يقيناً كلها سأفعل .
لكن , , , أ حقاً نحن قادرون على أن لا نخفينا ؟ ! أ لسنا كلما كاد الحرف أن يندلق مسترسلاً يتلو الخطوات حيث مستقره , كنا نوشوش صرير القلم : أنْ مهلاً ! أ ترانا آمنّا أنّ دروب البوح حريٌّ بها ألّا توصد ! مَنْ / ما الذي أمسك / يمسك بتلابيب صهيل الروح ؟ ! فأنا لا زلت أرهب أن أطلق الحرف على سجيته, و لا زلت أمشِّط الأبجدية و أهندم وجهها , أزيح من بين السطور ألف رغبة و ألف ألف أمنية ملَّت التثاؤب , و أنا أتجبر عليها و على نفسي !!!!
ليتني لا أخفيني ! فكلما رَنَتْ روحي صوب سماءٍ ثامنة كي أكشف لها خفايايَ, و أبثها لواعج روحي , أجدني أنكفيء , ألوذ بصقيع ذاتي أمضغ ملح دمعةٍ رَقَّتْ لحالي و شاطرتني خلوتي .
أيا شمساً للتوّ أشرقتْ ,
بين كفيكِ دفءٌ ألوذ به إذ العمر ينضب أكثر فأكثر, وعلى إيقاع ضيائكِ / نبضكِ أراقص فرحتي , أضمّها كما لم أفعل من قبل , أسوِّرها بذراعيَّ اللذين أنهكهما الانتظار على مفارق التيه و محطات القطار الذي لم يأتِ يوماً . تلك الفرحة التي ما أشبهها بشطر الروح و توأمها .
أيتها القصيدة المعمَّدة بعبق الريحان , المضمخة برحيق الشهد , الماكثة في الألق كصفصافة لا تفتأ تُساقط بهاءً : أنخفينا بعد ؟ لا أدري , و حقاً لا أدري .
أ ترانا سنوقد الشمس كما لم نكن من قبل ؟ أ ليست الشمس حيث تشرقين ؟
و أنَّها – وقتذاك - ستتمخض عن قدرٍ لا أبهى و لا أحلى ! أدري , و أنتِ كذا تدرين .
يا أيتها السماوات / أنتِ أغيثيني . . . فلقد ذهب اللبُّ مني !!!!
و حتى أوان مطركِ التالي , لن أبرح منتظراً مغموساً باللهفة و كثيرٍ من الشوق كيما أضم ضوءكِ / مزنكِ . و ريثما أرهف السمع لرفيف دفئكِ التالي , كوني حقيقةً في فرحٍ لا ينقضي , و ساعاتٍ مطرزةٍ بوداعة الياسمين .
حتى ذاك الموعد , سأعود و لهفتي جامحة تطال السماء لأقرأكِ بحميمية و أكتبكِ أغنيتي .
القدير الآسر الطّاعن في الوفاء.....
عماد التّريسي
النّص الذي كتبت هنا يا عماد يتموضع خارج الدّروب المسطورة والمحفورة والأسطوريّة...
يقترن بحضور أزليّ دائم قائم لهذه التي فارقت وما تلاشت ...
هذه التي ظلّت تغرق الوجدان في حالة وفاءلتفجّره بانفعالات وشجن لا حصر لهما..
أيا شمساً للتوّ أشرقتْ ,
بين كفيكِ دفءٌ ألوذ به إذ العمر ينضب أكثر فأكثر, وعلى إيقاع ضيائكِ / نبضكِ أراقص فرحتي , أضمّها كما لم أفعل من قبل , أسوِّرها بذراعيَّ اللذين أنهكهما الانتظار على مفارق التيه و محطات القطار الذي لم يأتِ يوماً . تلك الفرحة التي ما أشبهها بشطر الروح و توأمها .
فالإعادة الى تأسيس ما اندثر يتلبّس الوجدان فيتمثّله قارئ النّص بكلّ ما فيه من شجن على من فارقت
أخي عماد
ما أروع كتاباتك وما أروع صورها وما اعمق ما توحي به من استثارات جمالية رغم رنّة الألم والحزن
رحم الله رفيقة عمر وسنديانته
نصّ يستحقّ التّثبيت
أستاذتي المكرمة / دعد , للنص فرحتان , أولاهما حين يتنفس نسمته الأولى بعد ولادته من الدواة / المحبرة , و الثانية حين تعانقه الذائقة الغائصة في مكنونه , فشكراً كل الشكر لإطرائكِ و تقريظكِ النص بلآلئ كلماتكِ و نفيس حضوركِ البهيّ .