في صالونها المتواضع جلست بِقُرب نافذتها، تتأمل بصفاء السماء، وبعضاً مِن طيورٍ هجرت أوطانها بحثاً عن الدفء والسلام.
هل حقاً نعيش بسلام! اِستطردت بأمانيها، أين السلام في منزلٍ أنيقٍ مُطلٍ على نهرٍ لا ينامُ ولا يهدأ؟ أين السلام في حضورٍ أنيقٍ يُسمعك كل ما ترغب من كلماتٍ، أو في وطنٍ يصحو على صوت البلابل، وينام على بناء المعاول، كان كُل شيء جاهز لتنعم بالسلام، وترافق طيور السماء تحليقها بسعادة وهناء، لكن تبخر كُل شيء، أنجزت كافة مهام العشق الوطني والإنساني والشخصي، لِيُداهِمها شبح الوحدة، يغتصب أمنها وإحساسها بالسلام، في لحظة ضعف بكت توزيع الأقدار الحظوظ على الناس، واختارت الوحدة، ظناً بأن العمر قصير، هاهي رياح الكهولة تعصف بكيانها، وهاهي الحياة في تعاقب فصولها، تدور في فُلكها لا الدموع تنجي، ولا قراءة التعويذات، سرحت بخيالها، وإلى جانبها أدارت الغرامافون( إلى ليز) معزوفته التي كانت تسمعها برفقته، وغفت على أمل أن يعود.......