في غابة ساحرة الجمال يوجد بها بحيرة جميلة ،كان هناك بطة تسبح في البحيرة برفقة بطاتها الصغيرات ،ثم قررت البطة الأخيرة أن تخرج من الصف وتسبح لوحدها،فذهبت لمكان بعيد تسبح فيه ،وجدت قطعة نقود ذهبية أخذت تلعب بها ولم تنتبه ،وفي غفلة منها ابتلعتها، فجأة شعرت بحرارة تسري في بدنها تحول لونها إلى اللون الذهبي، فزعت من مظهرها الجديد،فأصبحت تبكي وكانت دموعها تتحول إلى قطع نقود ذهبية، في هذه الأثناء شعرت أمها بفقدها أخذت تبحث عنها ،رأتها مصادفة قالت له أيتها البطة الجميلة هل رأيتِ بطة صغيرة في مثل حجمك ؟
قالت :أماه أنا إبنتك رونق، ألم تعرفيني ؟
قالت :مهلاً أيعقل ؟ ولكن كيف حدث ذلك ؟
قالت :أمي أنا أسفة خرجت من الصف ،وكنت ألهو وحيدة فوجدت قطعة نقود ذهبية ، فأبتلعتها وحدث ماحدث .
قالت :بنيتي هيا هيا سأخبأك قبل أن يراك أحد اللصوص فيطمع بك ،ويأخذك فأنتي أصبحتي تشكلين ثروة كبيرة وهائلة، كانت رونق تسبح مع والدتها حتى تخبئها ،ولسوء الحظ رأها لص وقال هل أنا أحلم أنقض عليها بشبكته ،وانتزعها بقسوة من حضن والدتها وهي تبكي والنقود تتقافز من عينيها ،وهو يجمع ،ويجمع ،نزعها من أمها وأدخلها في كيس ،وأحكم غلقه عليها ،وهي تبكي ،وتبكي ،وتبكي ،والكيس يزداد نقودًا ذهبية، انكسر قلب أمها عليها وبكتها دهرًا ،بينما والدها لم يدخر جهدًا للبحث عنها، ولكن دون جدوى أما رونق فقد أصبح اللص الذي يملكها من أغنى الأغنياء في العالم ،أصبح يملك قصورًا وحدائقا وأموالاً ويعيش في رغد ونعيم ،أصبح شخص يشار إليه بالبنان ،وكل ذلك من دموع رونق المسكينة في يوم من الأيام أثناء الإحتفال السنوي الذي يقام في المدينة تم الإعلان على أنه ستعطى جائزه ضخمة وكبيرة لمن يحضر شيء غريب ونادر، طمع اللص رغم الثروة التي يملكها وقرر اصطحاب رونق إلى الحفل السنوي ،وضعها في قفص حديدي محكم الغلق، أشبه بالقضبان مصادفة مرت فرقة للعروض المسرحية، وكان من ضمنها بط وسيم يدعى فارس رأها مصادفة فسكنت قلبه ،همس لها وقال: سأحررك بشرط أن تتزوجيني ،لم يكن لدى رونق خيار سوى الرضوخ لطلبه والموافقه عليه ،فقد اشتاقت إلى أمها وأخوتها ،وطوى الشوق فؤادها طيا ،أتى فارس إليها في الليل ،تغافل الجميع، أحضر عصا غليضة ،حررها وهربا بأقصى سرعة يملكانها، إلى الغابة ،هربا ،وهربا ،قالت له رونق مهلا أريد أن أرى أمي وأخوتي فقد أشتقت إليهم قال لها الآن مالكك سيبحث عنك ،وسيقلب الأرض رأسا على عقب كي يجدك إن رأك هناك أخذك وقتل والدتك، وأخوتك قالت رأي سديد ولكن اشتقت إليهم قال :لا عليك أعدك سأخذك إليهم ولكن بعد سنتان كي ينساك مالكك تماما، وتكوني بأمان قالت :حسنا.
قال رونق لدي أمران مارأيك أخذك إلى العجوز الساحرة كي تفك تعويذتها عنك ولايطمع بك أحد ،ولكن أخشى أن تطمع بك هي أيضًا ،وتأخذك لنفسها فتعاني ، أو أن تبقي عليك سحرك ونذهب نسكن في كهف بعيد في باطن الأرض ،ويكون خاص بنا نحن لايعرفه أحد سوانا ،قالت :الخيار الثاني أفضل .
قال :حسنًا أخذا يسبحان ،ويسبحان ،أيامًا إلى أن وجدا كهفًا في باطن البحيرة ، كان كهف جميل لايسكن به أحد فائق الجمال، أشجار خضراء ،وأزهار وأنهار ،عالم أخر شديد الروعة والجمال ،سكنوا به أعواما أنجبت رونق أربع بطات ذهبية جميلة، كان السحر قويا عليها لذلك أثر على بطاتها الصغيرات،كبرت بطاتها وتزوجن وأنجبن بطات ذهبيات ووهكذا،إلى أن أصبح الكهف يعج بالبطات الذهبية المتوهجة، وبذلك أستحقت أن يطلق عليها إسم مملكة البط الذهبية ،كان للبطات قدرات سحرية هائلة ،وفائقة ،على صنع وجلب مايريدون طوى الشوق قلب رونق وهي ترى بطاتها يكبرون ،تذكرت والدتها، وأخوتها ووالدها طلبت من فارس أن يذهب ويحضرهم إليها، لم تحتمل الصبر أكثر ،رضخ لرغبتها هذه المرة وذهب هو وجنوده إلى بحيرة والدتها ،وأخبرها القصة كاملة ،ذهبوا معه جميعا ليروا رونق فقد كانوا يشتاقون لها كثيرا وافتقدوها ،وعندما وصلوا ذهلت الأم مما رأت مملكة تعج بالبطات الذهبية السحرية، وإبنتها ملكتهم ماهذا ؟
حقا شيء عجيب ،ركضت رونق إلى والدتها واحتضنتها ،وقبلتها وقبلت أخوتها ووالدها وقرروا أن يعيشوا جميعًا في مملكتها سعداء إلى الأبد.