عندما النهار صرخ
محمد نوري قادر
خرجت من جحورها الجرذان خلسة حين أعلن الفرح وملكت الدهشة قلوب الملائكة وهي تهمس للشمس بعد أن توارى الذئب الذي أثار بمخالبه الفزع , ومن كانت تخشاه عند بعد ,وتسلقت أشجارنا ببركات من تتبع, وخطوات مزيفة تمسح غبارها بصليب أمي وعشقها للتراب , وأعلنت الوصايا بدموع الثكالى ومديح العاهرة , ومن دفعته ريح المصاهرة , لتسرق البسمة بثياب رثة يقشعر منها البدن , تقرض ما زرع , وتجز الصوف جزا , أسنانها الموبوءة بالعاهة امتدت لتحطم القيثارة .
*
في الأزقة أشتدّ الصخب وتقهقر الفرح , طُعنت الزهور في محرابها, وامتدت أظافرالجرذان لتقرض البسمة , أفراخها رفعوا الحراب , تنابزوا على ما ملئ الطبق ,ووضعوا أقفاص للخراف ,هشموا قناني الخزف ووضعوا المئذنة فوق الزقورة لتقول إني عرشها , وعلى النوافذ الصدئة أسدلوا الستائر كي لا تفوح الرائحة ومنها يسترقون السمع بخشية لنشيد الأرض الذي افقدهم الصواب فرفعوا بوجهه الرماح , وأصبحت الواحة كجحورهم رطبة مقززة تملئها القذارة وما سال من الدماء, وكما شاءوا لها أصبحت مقطعة الأوصال تبكي الخراب .
*
فقدت الألفة ,الجرذان لم تخلق للألفة, هجرت الغناء وبأسنانها بعثرت التراب . صرخ النهار ,وعلا مرة أخرى نباح الكلاب تتبعها الجراء تطارد من أعلن انه جاع ومن أشار إليها بيده إن روائحها مقززة الأنفاس . انتشر البعوض وملئ سرير المودة , هجرت الطيور الواحة , والوحل امتد أكثر . صرخ النهار , ففزعت تهمس للشحاذ أن يبسط يده , أن ينطق للرغيف ما توعدت به الجرذان, لكن الريح بعثرت القارب ومزقت شراعه لتكشف عورة الجرذ مهددة بالفناء وصخبه المفتعل , بهلاك الملثم وزيف مساعيه , معلنة نهاية اللعبة .