لألـذُّ من "غَزْلِ البـنات".. وأنعمُ = تلك الخـدود الحمرُ.. ذاك المبسمُ
وأشـدُّ من وهج الحنين.. حرارةٌ = فيها توارت في الجـنان.. جهنَّم
والحـسنُ توَّج بالبـهاءِ جـبينها = نـورٌ.. يمازجـه بحـمرته الدم
**= **
ومُـدوَّرٍ.. حـلوِ البريقِ.. كخاتمٍ = لولا احْـمِرَارُهُ.. لا يُقال لـه فم
ما ذاق طعمه غير أنسامٍ.. هفتْ = وترنَّحتْ سـكرى.. تحنُّ.. وتحلم
ريَّان.. مكـتنزِ اللَّمى.. مُتـأنِّقٍ = مُتَوَضِّـح القسـمات.. لكنْ مُبهم
فإذا تفتـَّرَ.. واسـتطال.. تلألأتْ = بجفـون ورده ناصـعات أنجـم
وإذا تحدَّث.. أوجـزتْ ألفاظـهُ = معنىً يلـيقُ.. وحُـجَّةً لا تُفحم
لكـلامهِ لحـنٌ رقـيقٌ.. نافـذٌ = فبكلِّ مسـتمعٍ فـــؤادٌ مُكـلم
وتحـسُّ أنكَ لو سـمعتَ حديثهُ = جذبتكَ منه سـلاسل لا تُفصـم
**= **
وعيونـُها لـيلٌ طويلٌ.. حـالمٌ = كم تـاهَ فيه مُـعذَّبٌ.. ومُتَـيَّم!
للعـينِ إشـعاعٌ.. ونظرةُ ساحرٍ = جذَّابة.. تغزو القلـوبَ.. وتحكم
برَقَ الذَّكـاءُ بليلها.. فتـناثرتْ = منه شــظايا.. قد تنـير وتُظلِم
وترفُّ في غنجٍ.. فتحسب ما بها = من فعل أطياف النعاس.. وما هم
ورموشها امتدَّتْ هوىً.. وتقوَّستْ = خوف الإصابةِ باللـحاظِ.. فتُقصَم
حـوراءُ فيها ســرُّ كلِّ خـبيئةٍ = يخفيه عن عين الوشـاة المُغْرَم
والحـاجب الفحميُّ خـطـٌّ ينحني = ألـماً.. وأحْـلى الحسن فيه تألُّم
**= **
والأنفُ يعـلو الوجنتين ترفـّعا = فكأنَّه في كبـــريائه ملهــِم
عجبتْ.. وحارتْ من شذا أنفاسه = أنسـامُ وردٍ.. فانبرتْ تسـتفهم
كيف الورود تتابعتْ بمواســمٍ = ولها به في كلِّ يــوم موسـم!
صقلَ الجمالُ سطوحَ جسمٍ أهيفٍ = فـبدتْ كمرآةٍ.. لنضـرتها فـم
فإذا تمعَّـن ناظـرٌ في جـيدها = لرأى عليه نفسَ رسـمهِ يُرسَم
والعنـقُ عاجيُّ البياضِ.. مُوَرَّدٌ = هل ذاكَ شكلُ الطينِ؟! ربُّكَ أعلم!
ديترويت-الولايات المتحدة
1996
كنت على وشك الخروج فقلت أمر على صفحة الشعر فوجدت أجمل هدية في هذا الصباح بعثها لي أخي وحبيبي نبيه سعدي ليعطر قلبي ويسعد روحي لأنه يعلم أني أسعد لهذا الجمال فعشت معها أدندن وأرتب وأخيط لها بدلة تليق بمكانتها لتخرج في أبهى حلة وأروع شكل ولأقول للرائع والكبير شكرا لك من القلب وتقبل مني
الشاعر الجميل نيبيه السعدي
يا من دان له الشعر بجميل الكلم
والموسيقى بعذب اللحن
وصفت فأجدت وترنمت فأشجيت
بكل العجاب أقف في رياضك الكريم أتنشق نفث الياسمين
مودتي
أبو هاشم