مطر... حب وحنين وأنين وقلم، وضوء مسلط كالسوط يجلد النظر طوعا غصبا، ليس بذات الأهمية كيف.
هنالك أناس أبت أيديهم إلا أن تملأ كؤوس المحبة وتسقينا، يعصف بي الحنين الآن، سأخلد إليكَ أبدا، أتوسد ذراعيك وأندس بين الضلوع.
أراهن عليك أركض وأجتاز حافة الشغف بك، مازال في أرضنا مساحة ميثاء صالحة للحرث، أن نحتفي بالمحاولة وأن لا نخذل ملامح الفرح، وينضج فينا الأمل، حتى الفرح له ملامح قاسية، علينا أن لا نقف بوجهه وإلا فقد يبتلع الفرح أصوات ضحكاتنا. هذا الفرح بطبيعته الصامتة النابضة بألوان الحياة والسعادة، فإن حياتك تصير كزهرة الأوركيد كحسناء طاغية، ما عليك سوى ترويضها كما تشتهي وتشاء.
جنائن مذهلة تنتظرنا خلف المدى، تعال قبل رحيل الربيع لنستقبل الشتاء بموقد أشواق، ونشعل من الحنين مدفأة تقينا برد الغربة، كي نقنع أنفسنا بوجوب الاعتناء بالحديقة ونزوج النور للضوء زيجة كاثوليكية لا فكاك منها، وكي ترى أيامنا تحمل تقاسيم جورية خمرية بلدية عربية شرقية فاخرة العبير، وتغني لنا فيروز (أعطني الناي وغني فالغنا سر الوجود).
ويفوح عطر الأحبة على أفئدة تأنقت بأشواقك وأنفاسك، صار للصبح ثغر نلثمه بفنجان قهوة يرافقه شدو العصافير، وبيرق في السحاب يلمع، يتوهج في الأفق، ونحرك أشرعة الحلم في اتجاهها المناسب، لدينا الوقت الكافي لنداوي جروحنا، نربت على كتف الأمل ونتكئ على جدار الغد إنه لنا. وقوس قزح يركض خلفنا بعد أن سرقنا منه أجمل الألوان، وهربنا نحو الجبال نرسم الربيع. كنا زمرة أطفال نباغت الكبار ونسترق النظر إلى أشيائهم، نرقب كل تحركاتهم وهم لا يلحظون، كنا نعرف أسرار المحبين وأين يلتقون وفيما يخوضون، كنا نعجب من بكاء (فاطمة) العاشقة كل مساء، ونعجب كلما مر من أمامنا (حسن) بجسده النحيل، مسكين يا حسن قتلوك قبل أن تلثم الثغر أو أن تمسح عن خدها دمعة، تحجر دمعها وصارت تبكي حجارة من سجيل.
لم تنكفئ لها جرة ولم ينكسر إناء الزهر.
عذراً راجع كل ما قرأت قبل عذراً، لا وجود لما سبق وذكرت، كانت مجرد محاولة لمعرفة مقدرتي على تصنع الصدق، يمكن أن نصوغ الأمر على النحو التالي: كي نقول الحقيقة ولا شيء غير الحقيقة في لحظة سفر القلم عن حبره نقول الحقيقة كاملة بلا تبرج أو زينة.
كلما غبتَ ارتفعت فاتورة البعد، فحين تكون أستضيء بك، تهرع سريعا إلى أعماقي.
أشواق حانية وقلب معصوب النبض، الخناق يضيق على دروب المحبين، دروب تَنَحّتْ عن هوامشها حقول البيلسان وبساتين الدُرّاق، وما ينفع العطشى وممن يستلهمون الارتواء بعد المهيض؟
ليس الرماد وحده القادر على البعثرة مع الريح، كما ليس الحلم وحده من يغادرنا مع الصحو، كما ليست أوراق الشجر وحدها تسقط في الخريف، كما لستَ وحدك حبيبي الأبدي، كما لستُ وحدي العاشقة التي تأتي مع الشتاء و تغادر مع الربيع، ! مرغوا أحلامي بالتراب في غيابك أذاقوني مر المذاق و أُكل الضمير من حيث ينام،. رفعونا من تخوم أرضنا حتى دنونا من السماء، لم ننكفئ على وجوهنا و لم ننكسر،
بقي بحوزتي نصف كوب قهوة ومقعد في منتصف الطريق ربما آخرها لستُ أدري فالآخرة وموعدها علمها عند ربي، وجرائد قديمة أفترشها وتغطيني كي لا أتيبّس من شدة الوحدة، رغم أني أردت الوحدة و مازلت أفضلها على رفقة من لا يعرف معنى الإلتزام بقواعد التمرد و لا يقدر رائحة سيبويه، أوجاع المارين كسكين تلجُ الجرح لتزيدك إيلاما بحقيقة الواقع الأليم، انك وأن هُمْ محتلون و أن جسر العبور تقطع و أن أئمة الأمة يصلون الأرحام مارين بالجيوب قبل المرور بآية الرحمن،
وأنت و أنا على طرفي الجسر ننتظر تأشيرة عبور إلى حتفنا، تهزنا بعنف أطياف الراحلين، تعاتبنا كأم تعنّف صغارها ثم تقتبس من حنانها وشاحا تدفئ به جراحنا، و تتلقفنا تراتيل بصوت حزين لصديق قديم، وطيف رفيقة تجمع لنا من البساتين أجمل الزهور نجعلها تاجا يُوَهج ريح البعيد، خاننا الوقت وسلب منا أجمل لحظات اللقاء قبل المغيب، يأتي على رسله الليل ويرحل عطر الجوز البريّ، لكنه كما الأمواج لابد أن يعود (إليك) إلى الشاطئ. كما أنه مجرد كلام للاستهلاك، لابد أن يسقط في الموقد لنحترق في سويعات تماما وفي الوقت المناسب، نترك خلفنا على الطريق شذا ذكرى رفاق الأمس وبكائية على شواهد الأحاديث المبتورة، فحين تصلي المدينة وتنثر شعرها، فإنها تنادي عليك، والكرب المحيط بك المثير للتقزز يحجب عنك الرؤية وتسير وسط الزحام الذي قَطّعَ سلسلة العمر، وحرمنا من القبض على تفاصيل الحكاية كي لا نكتب الرواية كاملة ويبقى النقصان رفيق الحرف المُغرّق ببقايا أشاءنا العتيقة تتبوأ فيه عمق الفقد، وتتهم بإثارة الفتنة والتحريض، ويبقى بحوزتنا الكثير من التفاصيل، بفعل الوقوف المستديم تمكنا من حفظ تفاصيل المكان بملل شديد،
حائرون كالضوء الهزيل نرقب عبور الذين لا يأتون، سيقول عنا العالم الآخر إننا مجرد حالمين، ليتهم عرفوا أنّا لم ننم وعليه لم نحلم، ومررنا سريعا كالسنونو يتربص بنا القدر، نختبئ في زوايا العمر، يلاحقنا المخبرون من شجرة إلى شجرة، من غصن إلى غصن، في كل ليلة نطير نغير موطنا، وكل يوم نبدل موعد العودة وحين يجيئون نرحل إلى مكان آخر قصيّ بخفايا النفس الزاخرة،
في ظل الوضع المأسويّ الذي قادنا إليه قادة العرب، تصور إني فقدت ثقتي بك،! ليس ذنبي هم جلدوا ذاكرتي شوهوا كل المعالم ودمروا كل الأماكن، صار وريدي مجرى لسيل الأسئلة، ودمي ماء، نسيت ملامحك ونظرة الاشتياق أبقوا لي نظرة عتاب و لوم، أتلومني إن سألتك هل تذكر لون المقاعد ..؟ نسيتُ يا أنا رائحة الياسمينة فكيف أُذَكِرُك وأنسوني بعضي،أستغيث بك و أغاث بنار البعد، لمن أشكوكَ و أنت مناي و مني ؟، كنت أشتهي أن أناديك حبيبي لكن الحاء حاء الحاوي تلف و تدور حول عنقي و تحكم الخَنق، و الباء باء بوابة البلد أغلقت بوجه قافلتي، والياء ياء اليم ألقيتُ فيه فأغرقني، أودعتُ النسيان حقائب قلبي، و أنين الناي اتخذ لنفسه زاوية قصية في الروح، ماذا أقول لأشيائي المشتاقة لك،كلما مررت ببالي يغادرني الهدوء، يرهقني البحث عنك و المسير في طرقات الذاكرة، أرنو إليك فأدنو من العذاب،
أنتَ يا صاحب القضية، كي تنام بأمان، عن قلوب الجائعين لا تسل، و عن هوى النازحين لا تسل، وعن اليتامى والأرامل وعن المقهورين لا تسل، وإلا سيأتيك حديث زنادقة العصر، وما أدراك ما فحولة الزنادقة، لهم سيمياء لا تشق على البصر، مسومة وجوههم، يبخسون الناس أشياءهم، عاثوا في الأرض فسادا وسفورا، جعلوا الأوطان أوكارا للهدامين، دنسوا كل عفاف وشقوا المروط، اغمس من الخذلان وغطي وجهك، رحلت عنا حمائم المآذن، وأوطاننا صارت يبابا، والخل الوفي عملة نادرة، الحر حقا تتجلى فيه المعاني ويبتدئ بالسيادة على نفسه فلا تتدلى إلى سفاسف أهوائه، تضافرت الأدلة علينا، منها التحريم ومنها الإكراه ومنها الإجبار، وكسوا الضمير بخزٍ خشن.
فاطمة تلهب سياط دموعها جسدي وتفري جلدي حتى أعالج بالكيّ، ويتدافع المتفرجون على حلبة الرقص، يمارسون طقوس الجَلد ليسددوا دينا عليهم على إيقاع السياط.
حسن مصلوب وسط حلقة أعدت من حطب العمر للحرق، يمارس الفروسية ثابت لا يتزحزح بعد طول غياب يجيء الجواب: انتهى الأمر!
تلقيت الجواب وليتني بقيت أنتظره وليته لم يأتِ و بقيت أنتظر أبدا،.
هل أخبرتك فاطمة ..( أني منذورة لعينيك )... إنه السّر، لا تشع الخبر، إن علمت بأمري القبيلة غدا يسير السّر فوق نعشي.
وعلى جبين الليل يغفو الحلم!
التوقيع
لايكفي أن تطرق باب الإنسانية لتحس بمجيئها نحوك , عليك أن تخطو تجاهها و التوقف عن الاختباء خلف الزمن,
لله در أبيك يامرمر..
نكأت جروحا لم تلتأم بعد..نزيف لدماء تجمدت من صقيع الشمس
تسطع كل يوم على نوافد القصور لأموات ,,وتتعرى أما آخرين صراخهم شهوات..
لنحلم بالفرح الحزين .. وحبة القمح على سغب المشردين..
تأملت ذاك الحنين لماء وطين .. فاعتراني صمود لأكسر كل باب كل مؤصد.. وطفت على جمهرة من الأحياء.. هاماتهم قش وعود.. هم أخواد عاد وثمود..
( وأما الزبد فيذهب جفاءا وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض )
ولحبيبك مني ألف تحية وألفوسلام ..دعيه يتمرغ عى شراشف الأحلام..
لله در أبيك يامرمر..
نكأت جروحا لم تلتأم بعد..نزيف لدماء تجمدت من صقيع الشمس
تسطع كل يوم على نوافد القصور لأموات ,,وتتعرى أما آخرين صراخهم شهوات..
لنحلم بالفرح الحزين .. وحبة القمح على سغب المشردين..
تأملت ذاك الحنين لماء وطين .. فاعتراني صمود لأكسر كل باب كل مؤصد.. وطفت على جمهرة من الأحياء.. هاماتهم قش وعود.. هم أخواد عاد وثمود..
( وأما الزبد فيذهب جفاءا وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض )
ولحبيبك مني ألف تحية وألفوسلام ..دعيه يتمرغ عى شراشف الأحلام..
تحيتي بود ياأستاذة مرر
يوسف الحسن
أستاذي الفاضل يوسف الحسن أسعدني مرورك بالحي ـ
شكرا لك
التوقيع
لايكفي أن تطرق باب الإنسانية لتحس بمجيئها نحوك , عليك أن تخطو تجاهها و التوقف عن الاختباء خلف الزمن,
مرمر يا مرمر
أشتقتُ لوميض حرفك الغائب الحاضر
جوقة المطر ...وحفنة حلم وبؤرة أمل
والألم يشق طريقه ويمارس طقوسه على خشبة مسرح الحياة
ما أروعكِ يامرمر
وهذا النص ...يستحق التثبيت وبجدارة
دمتِ رائعة
الأديبة مرمر
حرف انقاد لأناملك
ولفظ عير بدقة
جمعت الوطن في باقة من الألم والأمل
رسمت الواقع
وكان النبض يسمو ... يرتقي .... يهدأ قبل العاصفة
سلمت يمينك
بل اعذريني هذه قصة قصيرة وليست خاطرة
سأنقلها بعد إذنك
رمزت
مرحبا الأستاذ رمزت ..
من شروط ال ( ق، ق، ج ) و من أهم عناصر بناء القصة القصيرة جدا الكَمْ في المحتوى أي النص،
يعتمد على عنصر الشاعرية و التكثيف و عنصر المفاجأة الذي من شأنه التحكم في استراتيجية النص ،
وكل هذا لابد أن يطرح في أقل من 100 كلمة ربما أكثر بقليل أو أقل بقليل ، سؤالي هو كيف حكمت على النص بإنتمائه لجنس القصة القصيرة جدا .؟!
لو نقلت إلى القصة ( أو الرواية ) ربما أتفهم رأيك و أتقبله لكن إلى القصة ال( ق، ق، ج) لم أفهم الأسباب و كيف وعلى ماذا اعتمدت رؤيتك للنص و تصنيفه،
شكرا لأستاذي ..تقديري
التوقيع
لايكفي أن تطرق باب الإنسانية لتحس بمجيئها نحوك , عليك أن تخطو تجاهها و التوقف عن الاختباء خلف الزمن,
مرمر يا مرمر
أشتقتُ لوميض حرفك الغائب الحاضر
جوقة المطر ...وحفنة حلم وبؤرة أمل
والألم يشق طريقه ويمارس طقوسه على خشبة مسرح الحياة
ما أروعكِ يامرمر
وهذا النص ...يستحق التثبيت وبجدارة
دمتِ رائعة
الأستاذة الغالية أمل اشتقتك كثيرا
جمل أن تلتقي الأقلام مرة أخرى و إن طال الغياب ،
لك قوافل زهر
التوقيع
لايكفي أن تطرق باب الإنسانية لتحس بمجيئها نحوك , عليك أن تخطو تجاهها و التوقف عن الاختباء خلف الزمن,
الغاليتين
عواطف ومرمر
الأستاذ رمزت أشار إلى أن النص ينتمي إلى صنف (القصة القصيرة) وليس (القصة القصيرة جداً)
مع أنني أرى أنه ينتمي إلى صنف (الخاطرة الطويلة ) إن جازت التسمية
محبتي للجميع
الغاليتين
عواطف ومرمر
الأستاذ رمزت أشار إلى أن النص ينتمي إلى صنف (القصة القصيرة) وليس (القصة القصيرة جداً)
مع أنني أرى أنه ينتمي إلى صنف (الخاطرة الطويلة ) إن جازت التسمية
محبتي للجميع
الأستاذ سمير مرحبا بك
و قد ننسب الموضوع إلى الأسلوب المحكي و لا مانع لدي
لكن الأستاذ رمزت نقل الموضوع بعد الإشارة إلى أنه يراه ينتمي إلى القصة القصيرة إلى قسم القصة القصيرة جدا و يمكن أن ترى من أين تم إعادته إلى هنا على يد الأستاذة عواطف ،
لك قوافل الزهر و احترامي الشديد
التوقيع
لايكفي أن تطرق باب الإنسانية لتحس بمجيئها نحوك , عليك أن تخطو تجاهها و التوقف عن الاختباء خلف الزمن,