في النهاية ..الكتابة طقوس نمارسها أو تمارسنا
أحيانا نكتبها في مناسبات مُعلنة ، ونبوح ما في
أنفسنا وقلوبنا لمن يعنيهم أمرنا ... وأحيانا تكتبنا
رغبة منها في ممارستنا ، لتخرج من العدم لدائرة
الوجود .. وما أجملها الذاكرة حين تمطرُ حروفا
مزدحمة في الذهن وتُعبرُ عن أمور لم يتوقعها
من يجد المتعة في قرائتنا ...
من نافذة مُشرَعة إلى سماءٍ خريفية ، من مدينة
تُشبهني في تقلباتي وقلقي ..كنتِ أنتِ تدخلينَ إلي .
من ذات النافذة التي التقيتُكِ فيها منذ سنوات الطفولة ..
حين كان المذياع لا يتعب في تقديم الأغاني القديمة
وكان صوتُ الباعة يختلطُ بصوت المآذن ..وخطى
النساء في الشوارع ...
كيف تركتُ طفولتي وخرجتُ من عباءة ذاكرتي
ونسيتُ رصيف انتظارك ... ورحتُ أتجول في عواصم ومدائن لا تشبه
مدينتي ...
كنت الأنثى التي أغرتني بالكتابة ..ولم أستطع يوما التنكر لشاعر يسكنني
كنتُ مندفعا نحوكِ بكل حماقات الرجل ..وكنت تستلذين بعذابي
بكل مكر الأنثى ..شعرتُ أنني حقا أحبكِ أنت ..
هل كان ذنبي أن زارني حبّكِ ولو في ثوب خطيئة ؟
دعيني أغلقُ النافذة !!
ربما لأن الكتابة أصبحت في النهاية شيئا عاديا
تماما كالحب ، واللقاء ، والميلاد ، والموت ، وتجاعيد الوجه ..
والغربة ، والغضب ، والجنون ، والفرح ...
طويلة جدا قائمة الأشياء العادية ...
ولكن كنتِ أنت دائما أمرا خارج عن العادة
وحين أستعرضُ شريط الذاكرة ، أجدُ أن معرفتي بك ..
هو الأمر الذي لم أكن أتوقعه ..أو من الممكن أن يدنو مني ..
وما زلتُ أسألني : أين يمكنُ أن أجدَ لك مكانا ، هل في قائمة الأشياء العادية
التي تحدثُ معنا مثل الإنفلونزا المفاجئة ، أو زيارة جارنا في وقت المساء
دون سابق موعد ...؟؟ أم أضعكِ في مكانٍ تنفردينَ به ؟
كهبة من نجمة شاردة ، أو عطيّة من كوكب لم تلمحه مراصد الفلكيين ؟؟
وتبقى الكتابة إليك لها من الطقوس ما يُحيطها بخصوصية ...لأنك أنتِ
منذ البدء وأنت هنا
وغالبا ما يكون لقلمك السبق
في الحضور ...
وأن تكون مبدعة وأديبة بحجمك
تنتظر سفر السفرجل ، فهذه وسام
لسفر السفرجل ...سيبقى معه ما دام
النص موجودا ...
هو السفر من يغرينا بالكتابة
وهو من يأتي بعد النهايات ليأخذنا الى بداية أخرى
وفي السفر ينطلق القلم كالصاروخ
وفيه تتزايد مرارة كل الاشياء
هو استعراض للذكريات
استاذي ان جزءا من عنوانك هو نص
فكيف بالنص ؟؟
لا يدهشني هذا النص الرائع بكل تفاصيله فهذا انت دائما كما تعودتك
تحية معطرة بنسيم المحيط
والله من الأمس كتبت هنا لكني ما تابعته .. ربما لم أوفق بسبب رداءة النت
يبدو ان علينا أن نتابع كل السفرجلات من بدايتها وأن لانقفز بعضها .. فهذا الجمال الأخاذ هنا يجب أن يتابع
ولا أعرف لمَ انا دائماً أقرأ المجلة أو الجريدة أو الكتاب من الخلف رجوعاً .... فهل هذا سينطبق هنا أيضاً
أم أن السغرجلات أميرات لايمكن التلاعب بهن
رائع أنت استاذي
وحرفك مخيف من حسنه
تحية تليق
الأستاذ الكبير / شاكر السلمان
تحية لك من روابي نابلس حيث عراقنا المعشوق فطريا ..
تحية لك وأنت تُسجل بحروفك قلائد عز لحرف يتلمسُ
الطريق ...
كانت سفر السفرجل فكرة في مساء غامق ...خرجت للنور
فلاقت قبول واستحسان حكيم النبع ، وكان يحرصُ رحمه الله
على تتبعها وينتظرها ، وكان على حد تعبيره يغار منها ...
هو الأمر الذي لم أكن أتوقعه ..أو من الممكن أن يدنو مني ..
وما زلتُ أسألني : أين يمكنُ أن أجدَ لك مكانا
لا يرى الأمور الخارجة عن العادة إلا من هو خارجٌ عن العادة
واستثنائيٌ في حضوره وغيابه ولايشبه الآخرين قيد أنملة...
وأجمل الأمور تلك التي لانتوقعها وإن كانت في بعض الأحيان مؤلمة حدّ الكتمان..!
لماذا البحث عن مكانٍ لها ؟
ومكانها ثابتٌ لا تمسه يد الطيش
أنظر حولك...ستجدها بين أوراقك المبعثرة على الطاولة
ستجدها بين الفوضى والفوضى تمد يدها لتمسح بقايا الأرق على جبينك
ستجدها بلمحة بصر نسيت زلة لسان وتعثر قلم وشطبت في قاموسها كل شيء إلا ابتسامتها
المسافرة نحو أعماقك لتلتقط دررا لا يعرف قيمتها سواها...
أنظر إلى سجادة الصلاة...وستسمع دعواتها وأمنياتها الخارقة سماء اللهفة
أنظر إلى هويتك...وستقرأ حروف اسمها الممزوجة بدماء الانتماء إليك
لاتبحث عن مكانٍ لها...أنظر فقط إلى المرآة
سترى فيها قلب الأم وحنان بلدٍ لم تطأ أرضه أقدام الشياطين
ستشعر بأنفاسها النضرة تملؤك ربيعا
ستراها...حتما ستراها
بيدٍ تحمل قارورة الوعـــد وبالأخرى روحك المغلفة بشرائط حرصها
وستدرك أنها أنثى...ماخُلقت إلا لك
،
،