*بدأ يهز رأسه تيها وخيلاء بينما القى عليه سؤال:
- صحيح يا حاج يونس؟؟
- قل له يا عبد الرحمن .. الاستاذاحمد لازال مندهشا..
- يسمونه هناك ملك الاسكندرية..هل تصدق؟
- ملك الاسكندريه؟
- صحيح ياحاج؟
- لن تصدق هذا العجوز الماكر الذى امامك بجلبابه الهزيل ودكانه الصغير ومسبحته الطويلة وعند وصوله الي هناك لاتعرفه الابصعوبة ... لانه يرتدي اخر الصيحات في الملابس وربطات العنق ؟
- صمت عبدالرحمن قليلا وتفحص الموجودين بعين تبحث عن الاهتمام :
- ان شقته الفاخرة هناك جنة فوق ارض الدنيا ... مطلة علي البحر وفي ارقي الاحياء...
- هل استطيع قضاء وقت ممتع مع الحاج هناك ..
- بالطبع ياعزيزي .. هذا اذا كنت سعيد الحظ ..
- تدخل الاخر مضيفا :
- ثم ان الحاج يونس ليس من النوع الذي يضحكون عليه اذا رافقته لن تصرف ربع ما معك من اموال ..
- انه مشهور ... كما انه ذو نفوذ لايستهان به هناك ...
- اذكر مرة اني كنت معه في شقته ثم .......
- لاتكمل ياعبدالرحمن ...
- ارجوك ياحاج دعه يكمل حديثه ...
- اوه ... لا.......لا....... لااريد ان يعرف احد اسراري .. انا اب اسرة و.....
- ياحاج يونس نحن اصدقا وسيكون سرك في بئر عميق ...
- لاتخشي شيئا ياحاج ان احمد شاب كتوم وليس من النوع الثرثار ..
- انظر .. ا ن اسراري لايعرفها احد غير عبدالرحمن وسعيد وآنت الثالث .. اياك ان ..
- عيب ياحاج ... لايمكن ... وها وبعدين ياعبدالرحمن ...
- ثم بعت في طلب فتاتين .. اتعرف كم كلفت هذه السهرة الشيقة ؟
- هاكم ؟
- لن تصدق ....
- ...................................؟
- عشرة جنيهات ..
- عشرة ؟
- عشرة لاغير .........
- متي ستسافر الي هناك ياحاج ؟
- بعد اسبوع ... لماذا تسأل ؟
- سارفقك ياحاج ...
- لايمكن .. فانا لم اعرفك جيدا ربما تكون متعبا .. وانا رجل محترم هناك ...
- جربني هذه المرة ياحاج ...
*انهمك في غسل اكواب الشاي ... هذا العجوز الاسطورة .. يرفض ان يرافقه .. خوفا منه .. تبا لاصراره ما الذي يضره لو انه وافق .. يالها من فكرة .. سوف تري ايها العجوز الماكر ...
- قال متظاهرا بالتبرم :
- انك لم توفق معي ياحاج يونس ...
- في المرة القادمة سنسافر معا .. اعدك بذلك ...
- حسنا ساصبر واري ...
*في اليوم التالي كانوا يودعونه ... عند العودة قال ؟!
- لدي مفاجآة ...
- مفاجاة ......
- نعم مفاجاة ....
- سالحق بالحاج يونس غدا وارفقه ..
- ايها المجنون ....
*انتفض الاخر منزعجا :
- لاشك انك تمزح ؟
- لمزاح في هذه المسائل ..سافجاه هناك ..
*قال عبدالرحمن بياس لاحد له :
- ان الحاج يونس لايحب مثل هذه الاساليب وقد ...
- نعم .. نعم ... وقد يرتكب معك اية حماقة ..
*انتهي الامر كله .. كان الاصرار باديا علي قسمات وجهه .. انزعج الاثنان ومن فرط الياس ..تركاه ومضيا ...
*كان الطريق طويلا الي هناك .. تذكر اصرار الاثنان علي اثناءه عن عزمه .. عقدت قلبه الدهشه .. توجس .. شيء مالعب براسه هنيهه..زلكن سرعان ماطرد الهاجس
*كان النادل قد تفحص وجهه جيدا :
- قلت عمن تسال ياسيدي ؟
- حسنا ساقول لك .. اعني .. ساوضح لك اكثر .. انكم تسمونه هنا الملك ؟؟؟
*ضحك بخبث ظاهر ... كانه يعني ذلك :
- سيدي ... هنا يوجد ملوك لاحصر لهم .. وليس ملكا واحدا ؟
*ابتسم للدعابة المره .. لايهمه غير ملك واحد .. الحاج يونس .. قام متثاقلا ..ابتلعه الشارع .. واختفي في الزحام .. أي ماكر هذا الحاج .. ثلاثة ايام من البحث .. كان الليل قد بدأ يزحف .. الانوار بدات تتسرب معلنة قدوم ساعات السمر .. كانت هناك في تلك اللحظة .. رمقها بنظرة خاطفة في البداية... لكنه قرر ان يعاود الكره .. وجه قلق وراء ابتسامه حانية يعلوها الشقاء ... اقترب اكثر .. لم تتزحزح من مكانها ..
- اهـــــــــــــــــــلا..
- مسافة طويلة تلك التي كلفتك هذه الكلمة ...
- انها البداية في كل شيء ..
- يبدو انك تاتي لاول مرة ...
- ربما ........؟
*كان التعارف سهلا .. والالفة اسهل .. وعلي ضفاف الشاطي جلسا :
- قلت من تريد ؟
- سالتك عن ملك الاسكندرية ؟
- لااعترف بملك غير هذا البحر ..
- اسمه الحاج يونس من مدينتي ..
- ياالهي لعلك تعني ذلك العجوز المراهق المتصابي ..
- هل تعرفينه ؟
- يقال انه صاحب دكان بائس في مدينته ..
- هاهو .. اذن فهو مشهور هنا ..
- لايتمتع بالشهرة هنا .. الاالمجانين او الاغبياء .. اليس المجانين ذوي شهرة في كل مكان ..
- بلي ... و ... ولكنه قال انه ملك الاسكندرية .....
- انه عبارة عن احمق عاشق لفتاة هنا .. يصرف عليها مايجمعه هناك في عام كامل .. وتطرده بعد ذلك ..
- حسنا هل تعرفين مكانه ؟
- ومن لايعرف الامكنه التي يرتادها المجانين ؟
- حمدا لله علي السلامة ... متي وصلت من هناك ..
- منذ ثلاثة ايام ...
*نفس الجلباب الهزيل والنظارة السمكية .. لم يكن في حاجة لمعرفة المزيد .. عجوز مهتري .. يشتري الحب .. ويعيش علي ابتسامات الحسان ... قال في نبرة مهزوم :
- لقد بالغ المجنونان في تمجيدي ... هي لعبة متفق عليها ولم نكن نتصور انك اكثر حماقة .. انني كما تري ... ولكني لست مسؤلا عن هذا المقلب ...
*قادته قدميه الي الدكان .. عندما دخل .. كتمت انفاسهم .. شرع كل منهم ينظر الي الاخر .. لحظات .. ثم .. انفجر احدهم ضاحكا فقال لهم ..
- يالكم من اشقياء كاذبون ؟؟؟؟؟؟
*انفرجت اسارير الحاج .. قال بحماس بالغ :
- هيا اغسل عدة الشاي سنشربه من يده اليوم .. لقد اصبح عضوا في الشلة