لا تنظر إلى ما يرتسم على الوجوه ولا تصغ إلى ما تقوله الألسن ولا تلتفت إلى الدموع ، فكل هذا هو جلد الإنسان والإنسان يغير جلده كل يوم.. ولكن ابحث عما تحت جلده.. ليس قلبه ولا عقله.. فتلك أيضا أمور تتغير.. ولكن انظر إلى فعله فى لحظة اختيار حر تعرف حقيقته.
تعلم كيف تكون صيادا للحقائق متسللا إلى ما تحت الجلد مسترقا إلى النخاع حتى لا تضيع حياتك فى الأوهام كما ضاعت حياتنا
نحن لا نفضل إنسانا على آخر لأن ملامح هذا أجمل من ملامح ذاك ، أو نحب فتاة لعيونها الجريئة أو لالتفاتاتها الرشيقة. يخيل إلىّ أننا نحب الإنسان لشىء لا نستطيع تحديده فى الإنسان، واسألوا كل من أحب ماذا أحببت فى رفيقك؟ ودعوه يجيب.. وحققوا له كل ما يقوله فى رفيق آخر فسوف يظل يقول هناك شىء ناقص لو سألناه عن كنهه لما استطاع الإجابة. وفى كل منا شىء لا نستطيع تحديده، هو روحه، هو مجموع أجزائه الظاهرة وأجزائه التى لا تظهر، دمه، شخصيته، ظله، شىء نطلق عليه أسماء كثيرة لنحدده فلا تفعل الأسماء أكثر من أن تؤدى بنا إلى مجهولات أخرى فى حاجة إلى تحديد.. شىء هو المسيطر الأعلى علينا، هو الذى يحدد إرادتنا وماذا نكره وماذا نحب، وهو أيضا الشىء الذى يحب وكأنه أصلنا، وما أجسادنا وأشكالنا وأنوفنا وعيوننا إلا أعراضه وتجسيداته.