كزهرةٍ بريّةٍ تفتحت بعد احتراق الغابات
تهافتت للريح على وجلٍ تشتاق العناق
شرّعت برعمها للقادم من بعيدٍ ملؤه الأشواق
يحمل أحجيةً يدور بها في أزقة الحياة
لا يجد حلًا على هواه
يقترف الأخطاء كعشبةٍ في البحر
تعاند الأعماق .
يبني لها قصرًا من كلماتٍ عند حدود الغيم
حتى أوغلت سقوطًا من سماه
يسألها أشياءَ تمزقها
فيلفها وقارٌ يبلغ مداه،
يجعلها فرسًا لا تجيد الإذعانَ للسرجِ
تحاور بعنادٍ ، وكلها اختناق !.
لنمضِ .
إلى أين وقد فقدنا البوصلة ؟
إلى أين وقد حاصرتنا في الحب ألف مقصلة ؟
إلى أين ، ومنذ التقينا تغيرت عليّ الأرض
واكتسيتُ بالترحالِ ، واتسمتُ بالفراق؟.
أشياؤنا مهملةً تركناها
في قصرٍ من الوهمِ بنيناه
حتى تمرغت رسائل الحب بالبكاء
فتلاشت ، كفراشةٍ تطحنها الرحى .
أو كبذرةٍ أُلْقيتْ في أرضٍ تفتح بيادرها للريح
كلما شحّ الماء .
يأتي البعيد ثانيةً
تصرخ : ظننتكَ لي ، أنام على زنديك حين تستكين للبداية.
وتقول أُخراها : بل هو لي ، أستوطن عينيه كلما أوى لفراشِ القصيدة
أنا حاضرهُ ، قادمهُ ، منتهاه .
تبكي العاشقة فجيعتها : أنا أمْسُه ، فأيّنا يا حبُ سيمضي للنهاية ؟
ويرحل البعيدُ كلما اقترب من نارهما
يهرب حاملا قلبه ، ويترك آثارَ شفاه !
ذكرى قبلةٍ وعناق ، وامرأتين تتصارعان
على سرابٍ أضاعتاه !.
واحدةٌ توجعها هواجسها ،
وأخراها مقتولةٌ في رُباه .
من مرسم فنان قابع في ثنايا القلب تنبعث منه عطور الإبداع
صور محكمة النسج ولغة مؤطرة ببيان ناصع وبلاغة فريدة
لم أجد وشاحا يخفي جمالها ولا حجابا يمنع تسللها إلى قلبي
رائعة كصاحبها جميلة بكل معانيها عذبة كل صفاتها
وامرأتين تتصارعان
على سرابٍ أضاعتاه !.
واحدةٌ توجعها هواجسها ، ..
واحدة بدل من امرأتين فيجب نصبها
وأخراها مقتولةٌ في رُباه .
الأفضل وأخرى لأن الضمير فيها ليس له عائد
يسعدني مرورك البهي هنا وثراء حضورك وملاحظاتك أيضا
ولا شك أن الملاحظات تفتح الآفاق للنقاش حول مكنونات النص أحيانا وهذا يحتاجه الشاعر أحيانا أمام القارئ ...
تفضلت بهذه الملاحظات :
اقتباس:
واحدة بدل من امرأتين فيجب نصبها
أحترم رؤيتك ولكني ختمت العبارة بنقطة كي تكون الصورة واضحة وبدأت جملة جديدة تكون " واحدةٌ " مطلعها
فقد ختمت ما قبلها ب " أضاعتاه " وتوقفت .
وهنا استطراد ضمني للجملة التالية بارتباطها مع ما قبلها وليس استطرادا نحويا ولذلك لا يجب أن تكون منصوبة بل مرفوعة .
اقتباس:
وأخراها مقتولةٌ في رُباه .
الأفضل وأخرى لأن الضمير فيها ليس له عائد
هنا يا أستاذنا العزيز قصدت عامدا كلمة أخراها فهما واحدة والمعنى في بطن الشاعر
ولو قلنا " أخرى " كما تفضلت فهذا يعني أنها نكرة وليست محددة أو معروفة وهذا ما لا يتوافق مع الغاية في النص
لو قلنا أخرى لاختلف المعنى تماما ، فالمقصود هو أخراها هي والضمير يعود عليها هي ذاتها فكيف يكون ليس له عائد ؟.
شكرا جزيلا لملاحظاتك القيمة
تحيتي وتقديري
وأهلا بك دائما
وأخراها مقتولةٌ في رُباه .
الأفضل وأخرى لأن الضمير فيها ليس له عائد
ربما تأخرت عن قراءة هذه الرائعة نعم و لكني لن أتأخر عن تثبيتها فالنص جميل جدا حماك الله
و ربما الصدفة جعلتني أنشدّ تحديدا لآخر عباراتك الرائعة و التي فعلا بها عصارة النص كله و مفتاح التعريف عمن تكون هذه المرأة بكلمة ( أخراها)
فحالما وصلت لها عرفت إنما أديبنا المبدع شجاع يتحدث عن واحدة
و وجدتك تشرح فيما بعد وجهة نظرك لأستاذي الفاضل عبد الرسول فتيقنت إنما هو ترك هذه المرأة - المرأتين-
أبدعت أستاذي و شكرا لك لما أمتعتنا به من نص تساءل في عنوانه أينا يا حب سيمضي للنهاية
و ختمها بـ : أن هرب حاملا قلبه و ترك من توجعها هواجسه، و أخرى مقتولة في رباه.
لك تحياتي و تقديري و مثلها لحرفك الجميل.
و كم سأسعد عندما أقرؤ رأي أستاذي شجاع بباقي نصوص الكرام في الدار.
هي واحدة!!!!بلا شك...
تأتي في ربيع العمر وربما في خريفه
وفي كلتا الحالات تبقى عنوان عشق لا ينتهي
هنا قرأت لُغة متمكنة وصور أعتقد أنها مُبتكرة لدرجة الابداع
عالمنا يضج بالصور ولكن كانت هذه أحلاها في نظري
فتحت عيني هذا الصباح عليها وقلت ماشاء الله
نحن بخير وأُمتنا بخير ما دام فيها هذا اليراع
لك محبتي في الله أديبنا الرائع شجاااااااااع
أيّنا يا حبُ سيمضي للنهاية؟
العرض العادي
