مِنْ وَحْي حِكاية === حسن الشيخ ناصر === مِنْ ذلِكَ الزُّقَاق الْمُنْزَوِي خَلفَ حاجِبٍ مِنَ الزَيَّفِ المُهَلْهَلِ والرُّخَامِ المزجَّجِ بالرُّضَابِ العُذْريِّ والنَّشَازِ المُتَعَسْكر على عتبات نخلة مُنَقَّطة بِاللون (الخاكي) نُمسِكُ عَن المِسكِ ورائِحَة الْعَنْبَر نتجَفَّفُ كـ مَسَامِير مِن الخَشَبِ ومِن خَلَلِ ذلكَ الزُّقَاق يتسلَّلُ المَطَرُ قَطْرَةً قَطْرَةً يُزمجِرُ فِي الأَرْضِ ويُبرْقُع الأحلام بـ لآلئ وخَصْرُ عَرُوسَة في لَيْلَةِ اِغْتِرَابها والخَوْف مِن البَللِ والنَّدَى المُنَمَّقِ والمُزوَّقِ بحُمْرَةِ الخدَّين وما أحلاها من بوسة تُبدّد الفَزَع من وجنة اصفرّ لونَها من صرْخة تنذرها بالرّحيلِ فيَتَمَرّغ وجه الوجع في وحل الأرض ليُنبِت ضميرًا خالٍ مِن الوشايةِ والابتذال ومِنْ ذلِكَ الزُّقَاقُ نَحْدو بِلا حداءٍ كي لا يستيقظ الفرحُ دفعةً واحدةً فتَنْكَسِف الشَّمْسُ ويَنْخَسِف القَمَر