أَرْخِي غِنَاءكِ مثلَ صوتِ العَنْدَلِيبِ =في سَكْرَتِي واسْتَنْشِقِي نَفْحَاتِ طِيْبِي فأنا المريضُ بكُلِّ أسْقَامِ الوَرَى =وأنا المُمَزَّقُ في عياداتِ الطَبِيبِ وأنا المُحَمَّلُ كلَّ أوْزَارِ الهَوَى =وعلى رمالِكِ بُحْتُ طَيَّاتِ الذّنُوبِ آتي إليكِ لكي أردِّدَ أنَّتِي =وأزيحَ آلاماً أرَى شمسَ المَغِيبِ فأجوبُ أبحثُ عن مكانٍ هادئٍ =ألقاكِ فيهِ فيرتَخِي وَتَرُ الشُّحُوبِ **=** في ساحةِ العُشَّاقِ أجْلِسُ ساكناً =وأشَافِهُ الأمواجَ في البحرِ الرَّحيبِ فأراكِ مِنْ بينِ اللِّجَاجِ خَرَجْتِ في =بَلَلِ الشِّتاءِ يميلُ عودُكِ كالطَّريبِ أهواكِ في ليلِ الشِّتاءِ نَدِيَّةً =ورذاذُ ثغرِكِ هامَ في خَدِّي الرَّطيبِ ينثالُ موجُكِ شعرَ فاتنةَ الهَوَى =ويميدُ خَصْرُكِ عازفاً لحنَ القلوبِ ينسابُ لثمُكِ فَوقَ خَدِّى هادئاً =فأطاولُ الشَّفَتينِ في طمعِ الحبيبِ وتجولُ أنفاسي بثغرِكِ عَلَّنِي =أحظى بسرِّ السِّحر في ثغرٍ عجيبِ **=** وشُفُوفُ ثوبِكِ تَسْتَفِزُّ شهيَّتي =تَتَنَهَّدِينِ بعُمقِ أنْفاسِ الأديبِ أُصْغِي لهمسِكِ مِثلَ صَهْباءٍ سَرَتْ =تمحو بعرقي كلَّ آثارِ الحُروبِ يرتاحُ موجُكِ في عروقي حانياً =فيُزِيحُ كلَّ مرارتي ويفوحُ طِيْبِي **=** أغفو وأُطْلِقُ في الخيال قريحتي =فوقَ الرِّمالِ بياضُ وجهِكِ كالحَلِيبِ وَيَلِجُّ موجُك كالبخيلِ أعُدٌّهُ =ويجوبُ طَرْفِي خائفاً لَحْظَ الرَّقيبِ وأُمَدِّدُ الجَسَدَ المُغَيَّبَ هائماً =وأذوبُ فيكِ مُغَرِّدَاً وأقولُ ذُوبِي **=** وَيَمُرُّ ذو القرنينِ فوقَ جوادِهِ =في الأفقِ ينظرُ كالغَرِيمِ بعينِ ذِيبِ فيغيبُ مُنْكَسِراً يَجُرُّ مَرَارَةً =كالفارسِ المهزومِ في عَقِبِ الحروبِ فأُفِيقُ والكورنيشُ خلفي صاخبٌ =فأشُدُّ رَحْلِي تائهاً بينَ الدّروبِ