لقد تأملت لوحتك هذه كثيراً .. كونها تشي بموهبة وطاقة ممتازة , ولأني أُدرك بأن الموهبة غير مرهونة بعمر معين لم أستغرب أن تكون تجربتك الأولى .. وحين قراءتي للتعليقات التي تنم عن ود ومحبة وعفوية واضحة .. استوقفتني قراءتين متميزتين للفنان نياز والأديبة سفانة .. حيث تناولا ( النص الفني ) كل من زاويته , وتفرجا على اللوحة كل من شباكه .. أما أنا فسأتناول ثيمة الصمت المهيمنة على العمل .. فمثلما للكلمة صداها فأن للصمت معناه , فالصمت لحظة من لحظات الكلام .. كما هي السكتتة الموسيقية في اللحن. فتكلمت الشجرة بصمت عال صم أذن الأرض , وهذه الثيمة تقودني الى استقراء امور أخرى - لامجال لذكرها هنا - قد لم يقصدها الرسام , وهذه ميزة له .. وأستشهد على ذلك بما قاله أبو نؤاس : إسقني خمراً وقل لي هي الخمر ولا تسقني سراً إن أمكن الجهر فالشاعر حين قال ( قل لي هي الخمر ) ربما كان لضرورة استقامة الوزن , أما بعض النقاد فأولوه إلى أن كل الحواس تشترك بالخمرة كونها تُرى وتشم وتُذاق وتُلمَس إلا أنها لم تُسمع , فأراد الشاعر أن يجعل الحواس كلها مشتركة بمتعتها . أخيراً أسجل بصمة أعجاب وأدعو لك بالتوفيق.
بارك الله فيك أخي الفنان عمر مصلح على هذا الايجاز المفيد
وكما قلت (الحواس)
جاء ردك جميلا كأنت واعتذر عن تأخري عليك بالرد
خالص احترامي