جائزة النور للابداع الدورة الرابعة /النص المترجم - الفائز الاول
النص الفائز بالمركز الاول
جائزة النور للابداع دورة الدكتورة آمال كاشف الغطاء
2011
نزار سرطاوي
ثلاث قصائد
للشاعرة الهندية ساروجيني نايدو
القصيدة الأولى: مطاحن الذرة
أيتها الفأرة الصغيرة، لِمَ تبكين
بينما النجوم المرحة تضحك في السماء؟
واحسرتاه! واحسرتاه! لقد مات سيدي !
آه، من سيخفف ألمي المرير؟
ذهب ليبحث عن حَبّةِ دُخن
في زريبة تخْزينِ الحبوب التي يملكها المزارع الثّري؛
أوقعوا به في مصيدةٍ وضعوا له فيها طُعْماً،
وذبحوا حبيبي غيلةً وغدراً :
واحسرتاه! واحسرتاه! لقد مات سيدي.
أيتها الظبية الصغيرة، لِمَ تَئِنّين،
وحيدةً تختبئين في تعريشتك في الغابة؟
واحسرتاه! واحسرتاه! لقد مات سيدي !
أوّاه! من ذا الذي سيُهِدّئ نُواحي؟
عند هبوط المساء مضى
ليشرب عند رأس النهر؛
أطلق صيادٌ متربصٌ بسهمه
فأصاب حبيبي في صميم القلب.
واحسرتاه! واحسرتاه! لقد مات سيدي.
أيتها العروسُ الصغيرة، لِمَ تنتحبين،
بينما الدنيا السعيدة بأسرها تغط في النوم؟
واحسرتاه! واحسرتاه! لقد مات سيدي !
أوّاه، من ذا الذي سيكفكف هذه الدموع الجائعة
أو يكبح رغبةَ سنوات الحرمان،
ويتوّج بالحبِّ سريرَ زواجي؟
روحي تحترق بالنار التي لا تخمد -
النار التي أشعلت محرقةَ رفاتِ حبيبي :
واحسرتاه! واحسرتاه! لقد مات سيدي.
Sarojini Naidu
Corn Grinders
O little mouse, why dost thou cry
While merry stars laugh in the sky?
Alas! alas! my lord is dead!
Ah, who will ease my bitter pain?
He went to seek a millet-grain
In the rich farmer's granary shed;
They caught him in a baited snare,
And slew my lover unaware:
Alas! alas! my lord is dead.
O little deer, why dost thou moan,
Hid in thy forest-bower alone?
Alas! alas! my lord is dead!
Ah! who will quiet my lament?
At fall of eventide he went
To drink beside the river-head;
A waiting hunter threw his dart,
And struck my lover through the heart.
Alas! alas! my lord is dead.
O little bride, why dost thou weep
With all the happy world asleep?
Alas! alas! my lord is dead!
Ah, who will stay these hungry tears,
Or still the want of famished years,
And crown with love my marriage-bed?
My soul burns with the quenchless fire
That lit my lover's funeral pyre:
Alas! alas! my lord is dead.
-----------------------------
القصيدة الثانية: حلمي الميت
هل وجدتَني أخيراً يا حلمي الميت؟ قبل سبعةِ دهور
مِتّ ودفنتُك عميقاً تحت غاباتٍ من الثلوج.
لماذا أتيت إلى هنا؟ من ذا الذي أمرك أن تستيقظ من نومك
وتتبعني إلى ما وراء الزبَدِ الأزرق للبحر؟
أتود أن تقتلع هذه الأكاليل من الأوراق الخضراء المقدسة من فوق أبوابي؟
أتود أن تبعد حمائم الفرح البيضاء البرّية المعشّشة في أمسياتي؟
أتود أن تلمس وتُدنّس بأصابعك الميتة ثيابَ كاهني؟
أتود أن تحيكَ أنّتَك القاتمةَ مع أناشيد المحبة في عيدي؟
عد إلى قبرك يا حلمي، تحت غابات الثلج،
حيث خبّأتْكَ طفلةٌ ممزقة القلب ذات يوم قبل سبعةِ دهور.
من ذا الذي أمرك أن تنهض من ظلماتك؟ أنا آمرك أن ترحل!
لا تنتهك المقامات المقدسة التي أقمتُها في شقوق قلبي.
Sarojini Naidu
My Dead Dream
Have you found me, at last, O my Dream? Seven eons ago
You died and I buried you deep under forests of snow.
Why have you come hither? Who bade you awake from your sleep
And track me beyond the cerulean foam of the deep?
Would you tear from my lintels these sacred green garlands of leaves?
Would you scare the white, nested, wild pigeons of joy from my eaves?
Would you touch and defile with dead fingers the robes of my priest?
Would you weave your dim moan with the chantings of love at my feast?
Go back to your grave, O my Dream, under forests of snow,
Where a heart-riven child hid you once, seven eons ago.
Who bade you arise from your darkness? I bid you depart!
Profane not the shrines I have raised in the clefts of my heart.
-----------------------------
القصيدة الثالثة: فرحة الربيع
أيها الربيع، أيها الربيع. ما هو جوهرك؟
أهو غناءُ البلبل، ضحكةُ الوردة،
رقصةُ الندى على أجنحةِ شعاعِ القمر،
صوتُ نسيمِ الجنوبِ العليلِ الذي يغنّي حين يمر،
أهو أملُ عروسٍ أَمْ حلم عذراءَ
تُراقب بتلاتِ البهجةِ في تفتّحها؟
أيها الربيع، أيها الربيع. ما هو سرّك؟
أهو النعيمُ الكامنُ في قلبِ مرحِك السحريّ
الذي يدفع نبْضَ الصباحِ سريعاً الى الدهشة
ويسوق بذور الجمال بأجمعه في عجلةٍ إلى الولادة،
الذي يأسر السماء ويحملُ جذورَ البهجةِ
في قلب الأرض على الإزهار؟
Sarojini Naidu
The Joy of the Springtime
Springtime, Springtime, what is your essence,
The lilt of a bulbul, the laugh of a rose,
The dance of the dew on the wings of a moonbeam,
The voice of the zephyr that sings as he goes,
The hope of a bride or the dream of a maiden
Watching the petals of gladness unclose ?
Springtime, Springtime, what is your secret,
The bliss at the core of your magical mirth,
That quickens the pulse of the morning to wonder
And hastens the seeds of all beauty to birth,
That captures the heavens and conquers to blossom
The roots of delight in the heart of the earth?
-----------------------------
نبذة عن حياة الشاعرة:
ولدت الشاعرة الهندية ساروجيني نايدو تشاتوبادياي في حيدر أباد في 13 شباط / فبراير 1879. تلقت تعليمها كسائر أبناء وبنات الأسرة باللغة الإنجليزية. استطاعت أن تجتاز امتحان الثانوية العامة لجامعة مدراس وعمرها لا يتجاوز 12 ربيعاً، وهكذا اصبحت بين عشية وضحاها معروفةً في كل أنحاد الهند.
بدأت قصة كفاح ساروجيني وعمرها لا يتجاوز 15 عاماً، حين وقعت في حب الدكتور غوفيندوراجو نايدو، الذي لم يكن من طائفة البراهمة التي تنتمي إليها ساروجيني. وقد جوبهت رغبتهما في الارتباط برباط الزوجية بمعارضة شديدة من عائلته وعائلتها. وتم إرسالها تبعاً لذلك الى انجلترا للدراسة رغماً عنها. وقد بقيت هناك حتى 1898 ثمّ عادت إلى مدينة حيدر أباد. ولم تلبث أن تزوجت من الدكتور نايدو في نفس العام.
كان للفترة التي قضتها في انجلترا أثر كبير في حياتها. فقد تحررت روحها الشعرية. وقد التقت أثناء تلك الفترة بالشاعر والناقد آرثر سيمونز، وتوثقت العلاقة بينهما، فظلت على اتصال به حتى بعد عودتها إلى الهند. وقد أقنعها سيمونز بنشر بعض قصائدها. فنشرت مجموعتها الشعرية الأولى "العتبة الذهبية" (1905). ولقي الكتاب ترحيباً كبيراً من القراء الهنود في أرض الوطن وفي الشتات. بعد ذلك صدرت لها مجموعات شعرية أخرى منها "طائر الزمن،" "الأجنحة المتكسرة،" "مأدبة الشباب،" "الشجرة السحرية،" "قناع الساحر."
كتبت نايدو أعمالها باللغة الإنجليزية، ولكن بروح هندية. وقد حظيت بشهرة واحترام كبيرين. وكان الشاعر الهندي طاغور (1861- 1941) الحائز على جائزة نوبل وجواهرلال نهرو (1889 - 1964) من بين المعجبين بها.
في عام 1916، التقت نايدو المهاتما غاندي ، ومنذ ذلك الحين بدأت بتوجيه طاقاتها للكفاح من أجل الحرية. أصبح استقلال الهند شغلها الشاغل. فكانت تسافر في طول البلاد وعرضها وتبث الحماس بين أبناء وطنها للوقوف في وجه الاستعمار الإنجليزي. وكانت معظم القصائد التي كتبتها في تلك الفترة تعكس آمال وتطلعات الشعب الهندي.
كان للشاعرة دور كبير في الصحوة النسائية في الهند، والمطالبة بمنح المرأة حقوقها. وقد نجحت في اشاعة الثقة بالنفس بين نساء الهند.
في عام 1925، ترأست قمة الكونغرس في مديمة كانبور. وفي عام 1930 سافرت إلى الولايات المتحدة حاملةً معها رسالة حركة اللاعنف من المهاتما غاندي. وحين اعتقل المهاتما في عام 1930، استلمت نايدو زمام الأمور قي حركته.
شاركت في عام 1931 في مؤتمر قمة المائدة المستديرة ، جنبا إلى جنب مع غاندي. وفي عام 1942، تم إلقاء القبض عليها خلال الاحتجاج الذي كان شعاره "اتركوا الهند." ومكثت في السجن لمدة 21 شهرا. وفي عام 1947، إثر استقلال الهند اصبحت نايدو حاكمة لولاية اوتار براديش، فكانت بذلك أول امرأة هندية تستلم هذا المنصب. وقد توفيت في 2 آذار / ربيع أول عام 1949.